«إنسحاب ترامب من الاتفاق سمح لإيران بالتقدم نحو دولة عتبة نووية»
باراك: تهديدات بينيت لطهران «غطرسة جوفاء»
- طهران لا تسعى لإسقاط قنبلة علينا وإنما للمحافظة على النظام والعمل بحرّية
وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك، تهديدات المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمهم رئيس الحكومة نفتالي بينيت، بعمل عسكري ضد إيران، بأنها «غطرسة جوفاء».
وحمّل باراك، في مقال نشرته صحيفة «يديعوت آحرونوت»، أمس، رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، مسؤولية «إخفاق، في صلبه إهمال ووهم ذاتي خطير»، بتعمده الاصطدام بإدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في العام 2015، معتبراً أنه بذلك «أهدر فرصة ذهبية بتعظيم قوة إسرائيل بشكل غير مسبوق وتسلحها بوسائل تمكنها من هجوم مستقل ضد البرنامج النووي الإيراني».
ووصف باراك، حض نتنياهو، للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على الانسحاب من الاتفاق النووي، في 2018، بأنه «خطوة تنطوي على هوسٍ»، وسمحت لإيران بالتقدم نحو «دولة عتبة نووية».
وأضاف أن «خطورة الإخفاق تتضح عندما ندرك أنه من أجل إعداد خيار عسكري لإحداث تأخير حقيقي بالبرنامج النووي، ثمة حاجة لسنوات عدة، ومساعدات أميركية مكثفة، إلا أن نتيجة ذلك أنه في خلال أشهر معدودة، بإمكان الإيرانيين أن يتحولوا إلى دولة عتبة نووية... ولن يكون بالإمكان إيقافها من الوصول إلى سلاح نووي في توقيت تختاره بنفسها. وهذا واقع جديد يستوجب بتقييم رصين للوضع».
ويستخدم باراك مصطلح «دولة عتبة»، لأن «الإيرانيين في تقديري ليسوا معنيين بتجاوز هذه العتبة، التي تسمح لهم بالاستفادة من إنجازاتهم من دون أن يضطروا إلى الاعتراف باختراق معاهدة منع نشر سلاح نووي، التي وقعوا عليها وإرغام الدول الكبرى من العمل ضدهم بواسطة عقوبات».
وأشار باراك إلى أنه «حتى لو تحول الإيرانيون إلى دولة عتبة، وذلك عندما يجمعون كمية مواد انشطارية كافية بمستوى 90 في المئة لصنع ما بين قنبلة وثلاثة قنابل، إلا أنهم سيحتاجون إلى نحو سنتين من أجل إنتاج يورانيوم معدني وبناء السلاح (...) وبعد تجاوز هذه العتبة، لن تكون لدى مفتشي الأمم المتحدة قدرة على التأكد من أن إيران لا تتقدم سراً نحو قوة نووية حقيقية».
وأضاف أن «إيران لا تسعى إلى سلاح نووي من أجل إسقاط قنبلة على الولايات المتحدة، أو إسرائيل أو دولة مجاورة أخرى، وإنما من أجل المحافظة على بقاء النظام وحريته بالعمل... آيات الله متعصبون ومتطرفون وليسوا أغبياء، وإذا وصلت إيران إلى دولة عتبة، فستستفيد من مكانة إقليمية وعالمية أفضل، ومن حصانة ضد تدخل عسكري خارجي وبحرية عمل متزايدة في المنطقة، وستعتبر أنها حققت توازناً إستراتيجياً مقابل إسرائيل وستتمتع بصورة من تحدت وفرضت إرادتها على العالم».
وأكد «في أي مستقبل منظور، نحن أقوى من إيران أو من أي تكتل لخصوم، ولدينا فرصة لشبك الأيدي مع قسم من الجيران في المنطقة، وكلما تصرفنا بحكمة سيكون لدينا الدعم الشامل من الدولة العظمى - التي مازالت - الأقوى في العالم».
وشدد على أنه «لا يوجد أي احتمال لجعل الولايات المتحدة تغير سلم أولوياتها»، الذي في مقدمه التركيز على نزاعها مع الصين وتقليص وجودها في الشرق الأوسط، «أو بإقناعها بأن تشن قريباً هجوماً ضد النووي الإيراني من أجل عرقلته لسنوات عدة».
ورداً على مقال باراك، نقل موقع «واينت» عن مقربين من بينيت، انه «يوجد مسؤولون سابقون ينبغي أن يُفطموا عن الميل إلى تبني أوتوماتيكي لموقف الإدارة الأميركية ويشكلون ناطقين باسمها، خصوصاً في مفترق الطرق المهم الذي تتحدث فيه القيادة الإسرائيلية كلها بخط واحد وتبذل جهداً من أجل التأثير على الغرب وعدم الاستسلام للمطالب الإيرانية المبالغ بها خلال المفاوضات في فيينا».
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن القومي السابق غيورا آيلاند، لـ«واينت»، إن «على إسرائيل الحفاظ على لهجة منخفضة أكثر».
ووصف تصريحات بينيت ورئيس جهاز «الموساد» دافيد برنياع، بأنها «غير حذرة».
وتابع أنه «عندما يقول رئيس الموساد إن جهازه، سيعرف كيف يوقف البرنامج النووي الإيراني، وفي اليوم التالي يسافر إلى الولايات المتحدة، فإنه يستدعي عملياً مقولة بسيطة جداً من جانب الأميركيين، وهي أنه إذا كان الموساد يعرف كيف يوقف البرنامج النووي الإيراني، فماذا تريدون منا؟ أوقفوا البرنامج الإيراني وسيكون الوضع جيداً لنا جميعاً، ولذلك أعتقد أن قسماً من أقوالنا لم تكن في مكانها».
وبينما دعا الحكومة إلى تعزيز التنسيق مع الولايات المتحدة، اعتبر مسؤولون إسرائيليون، بعد الأسبوع الأول من جولة المحادثات النووية في فيينا، أن الإدارة الأميركية «مرتبكة»، ولم تتوقع حدوث تطرف في موقف إيران.
ونقلت صحيفة «هآرتس»، أمس عن مسؤول إسرائيلي ان مسؤولين أميركيين فوجئوا من قرار المندوب الإيراني طرح ورقتي موقف تشملان مطالب حازمة حول رفع العقوبات ضدها وقائمة شروط من أجل العودة إلى الاتفاق النووي.
وأمس، اعتبر بينيت، أنه «يجب أن تبدأ إيران في دفع ثمن انتهاكاتها»، مضيفاً «انتهت جولة المفاوضات الأولى بين طهران والدول العظمى (الأسبوع الماضي) من دون تحقيق أي نتائج، حيث يتفاوض الإيرانيون، كما كان متوقعاً، بمهارة، وهم تراجعوا عن كل التفاهمات السابقة كما واتخذوا موقفا حازماً وهمجياً للغاية».
وقال خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي «حصلنا على مثال على الابتزاز النووي الذي تحدثت عنه حينما نشر أثناء المحادثات الجارية في فيينا خبر شروعهم في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة من خلال أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، ما يعد خطوة في غاية الخطورة».
وتابع «أدعو كل الدول التي تفاوض إيران في فيينا إلى التمسك بخط متشدد، والتوضيح لإيران بأنه لا يمكن أن تخصب يورانيوم وتفاوض في الوقت نفسه، وهدفنا هو استغلال نافذة الوقت التي فُتحت بين الجولات (التفاوض) كي نقول لأصدقائنا في الولايات المتحدة: هذا هو الوقت بالضبط لاستخدام سلة أدوات أخرى مقابل إسراع إيران في مجال التخصيب، وعلى إيران أن تبدأ بدفع أثمان خروقاتها».