No Script

في الذكرى الثانية على رحيله

الرياضة الكويتية تفتقد «فارسها»


عبدالمحسن الفارس
عبدالمحسن الفارس
تصغير
تكبير

حلّت يوم أمس، 4 ديسمبر، الذكرى الثانية لرحيل الإبن المخلص للكويت والأسرة الرياضية، العم عبدالمحسن الفارس، أحد مؤسسي نادي القادسية ورئيس مجلس إدارته الأسبق وصاحب الأثر والتأثير في مسيرته والرياضة منذ بدأ مسيرة حافلة امتدت لأكثر من 60 عاماً بدأها لاعباً في نادي الجزيرة في الخمسينات، وحتى رحيله في مثل هذا اليوم من العام 2019.

بعد إغلاق الاندية القديمة وافتتاح الحالية في 1960، كان للفارس دور كبير في تأسيس نادي القادسية وتم تكليفه بمهمة تجميع لاعبي «الأصفر»، سواء من عناصر الجزيرة الذي يعتبر القادسية امتداداً له، او من الوجوه الجديدة ومن ابرزها محمد المسعود.

بعد اكتمال عقد الفريق، اضطلع الفارس بمهمة أخرى تمثلت في العمل مساعداً للمدرب المرحوم محمد الحمد.

واصل الفقيد عمله الاداري في القادسية وكان حريصاً على مصلحة الكيان، ولم يوفر جهداً أو وقتاً أو فرصة لتطويره.

في أواخر الستينات، كان مهندساً لأقوى صفقة تبادل في تاريخ الكويت عندما أدار عملية تبادل بين القادسية وكاظمة أسفرت عن انضمام جاسم يعقوب إلى «الأصفر» مقابل انتقال ابراهيم الغديري الى «البرتقالي»، ولعب دوراً مؤثراً في اقناع والد فيصل الدخيل في الانضمام الى القادسية عندما كان في سن صغيرة.

ظلّ الفارس وفياً للمبادئ التي نشأ عليها ونقلها الى الأجيال اللاحقة التي نهلت من خبرته، فبات له تلاميذ أكملوا المسيرة وأصبحوا من القيادات الكبيرة في القادسية وفي الرياضة.

في أواخر الثمانينات، انتخب رئيساً لمجلس ادارة القادسية حيث بقي حتى 1997. خلال هذه الفترة، اتخذ المجلس القراراً «الأكثر جرأة» في التاريخ الرياضي الكويتي عندما أعلن، في مؤتمر صحافي، في يناير 1997، عدم مشاركة القادسية في دوري كرة القدم في ذلك الموسم الذي اقيم بنظام الدمج، اعتراضاً على تراجع الاتحاد عن قراره بإقامة المسابقة بنظام الدرجتين.

ورغم الضغوط التي تعرض لها الفارس وإدارته إلا انه تمسك بالمبادئ حتى بعد تراجع أكثر من نادٍ عن المقاطعة، ليبقى القادسية وحيداً في الساحة، وكسب ما هو أكبر... الثبات على المبدأ واحترام الكلمة والعهود.

عُرف عن الفقيد النأي بالنفس عن الأضواء والظهور الإعلامي، وتميّز بالبساطة. حتى أيامه الاخيرة، ظل مهموماً بالشأن الرياضي وصاحب رأي حر فيه، وهو لم يهادن ولم يجامل.

شيّع جثمانه، قبل سنة، في مقبرة الصليبخات وسط حضور حاشد، منهم من لم يتمالك دموعه كجاسم يعقوب وغيره.

رحم الله العم عبدالمحسن الفارس، وتغمده بواسع رحمته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي