انتقادات حادة للتمييز بتدريس أبناء «البدون» في ندوة «التعليم للجميع»
جوهر: ترك 30 ألف طفل من دون تعليم... سيحوّلهم قنابل موقوتة
- غانم النجار: السجل المدني للكويت في الأمم المتحدة يتضمن فئة «البدون»
انتقد المشاركون في ندوة «التعليم حق أساسي للجميع»، التمييز في التعليم بحق فئة المقيمين بصورة غير قانونية «البدون»، محذرين من أن ترك جيش من الأطفال في الشوارع من دون تعليم سيحولهم إلى قنابل موقوتة.
وأشاد النائب الدكتور حسن جوهر، خلال الندوة التي أقامتها الجمعية الثقافية النسائية مساء أول من أمس وشارك فيها عدد من الأكاديميين، بشجاعة الجمعية في تبني قضايا إنسانية ومجتمعية، في ظل غياب وضمور كثير من مؤسسات المجتمع المدني، رغم التهديدات والضغوطات التي تمارس عليها.
وقال إن قرار وزارة العدل الأخير في شأن زواج «البدون»، أمر مفتعل لطمطمة ملفات كبرى واستحقاقات رئيسية، واعتبر أن افتعال الأزمات «لإلهاء الشارع في نسيان قضاياه المستحقة».
وأكد أن شريحة تقف في وجه حق المواطن في السكن، وفي جميع أموره المستحقة، هي ذاتها التي تقف في وجه حقوق «البدون» من خلال افتعال المشكلات لديهم، للتشويش على الساحة السياسية وإثارة الطائفية والقبلية بين أفراد المجتمع، والحلقة الأضعف هنا «البدون»، وهذه أدوات رخيصة استمرأتها الحكومة للأسف.
واستغرب جوهر أن يتدخل الجهاز المركزي لشؤون المقيمين بصورة غير قانونية، في كل شيء يتعلق بـ «البدون»، من تعليم وصحة وزواج، مبيناً أن قضية تعليم «البدون» سياسية وليست اقتصادية «وسنواجههم سياسياً لأن هؤلاء لا يفهمون الأطر القانونية أو الإنسانية».
وأضاف «حين نترك جيشاً من الأطفال، قوامه نحو 30 ألفاً في الشارع دون تعليم، فسيتحول هؤلاء الى قنابل موقوتة ونقاط خلل، انعكاساتها ستكون على المجتمع الكويتي كافة»، متسائلاً «هل وصل بنا الحال أن تضع الحكومة حالها بحال أناس أبرياء؟».
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور غانم النجار، أن الانتكاسة التي حدثت في إنسانيتنا، وما أحدثته من اختلال في الميزان الإنساني، هي سبب التمييز ضد فئة المقيمين بصورة غير قانونية «البدون» في قضية التعليم، وهذا أخطر أنواع التمييز في أي مجتمع.
وبيّن النجار، في ندوة «التعليم حق أساسي للجميع»، التي أقامتها الجمعية الثقافية النسائية مساء أول من أمس، بمشاركة عدد من الأكاديمين، أن هناك نحو 27 ألف منظمة غير حكومية في العالم، تهتم بالشأن التعليمي، وهذا دليل على أهمية التعليم في بناء الدول والارتقاء بالمجتمعات، مشدداً على ضرورة أن يؤسس التعليم على العدالة والمساواة وعدم التمييز.
ورفض النجار سياسة الحكومة في ملف تعليم «البدون»، مستغرباً مسمى (مقيم بصورة غير قانونية) ومنحه بطاقة، رغم أن المقيم بهذا الشكل يجب أن يُبعد، مبيناً في الوقت نفسه أن ادعاء أن كثيراً من «البدون» جاؤوا بعد الغزو، غير صحيح، لأن السجل المدني لدولة الكويت موجود في الأمم المتحدة ويتضمن فئة «البدون».
كوادر «البدون»
قالت الناشطة الحقوقية أستاذة اللغة الإنكليزية في جامعة الكويت الدكتورة ابتهال الخطيب، إن بعض أسر «البدون» تعيش وسط شبكات الصرف، وهذه الفئة كانت إرادتها أن تعلم أبناءها، لكن الحكومة أفقرتها وجعلتها عبئاً على البلد وعلى المؤسسات الخيرية، ومن ثم منعت هذه المؤسسات من تقديم المساعدات لها، مضيفة «خسارة فادحة ألا ترى الدولة كوادر البدون».
أطفال يبيعون البطيخ
أوضحت الناشطة الحقوقية لمى العثمان، أن تسمية «البدون» بالمقيمين بصورة غير قانونية، لا تنسجم مع الاعتراف الحكومي بوجود كثير منهم في السجل المدني لدولة الكويت في الأمم المتحدة، والسجل الذي قدمته الكويت لمجلس الأمن، إبان فترة الغزو العراقي، مبينة أن الأسلوب العبثي في التعامل مع القضية، أوجد أطفالاً يبيعون البطيخ، وأزمات في التعليم الثانوي والجامعي.
الطالب المنبوذ
قالت أستاذة كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب نفلة الحربش، إن الطالب «البدون» أصبح يشعر وكأنه منبوذ في المجتمع، وهناك أزمة في المدارس الخاصة لهذه الفئة، حيث أهدرت طاقاتهم واستنزفتهم مادياً، مؤكدة أن من يتعاطف اليوم مع الطالب «البدون» يصبح أيضاً منبوذاً، وفي الوقت الذي تقاس رفعة الأمم في تعليم أبنائها «نقوم نحن بطرد أبناء البدون من المدارس».