غوتيريس يناشد السودانيين القبول باتفاق حمدوك مع العسكر
دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس الشعب السوداني إلى تغليب «الحسّ السليم» والقبول بالاتفاق الذي أبرمه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مع الجيش لـ«ضمان انتقال سلمي إلى ديموقراطية حقيقية في السودان».
وقال خلال مؤتمر صحافي «أتفهّم ردّة فعل أولئك الذين يقولون: لا نريد أيّ حلّ مع الجيش» لكن «بالنسبة لي، فإنّ إطلاق سراح رئيس الوزراء وإعادته إلى منصبه هو نصر مهمّ».
وأضاف الأمين العام «ينبغي عليّ أن أدعو إلى الحسّ السليم. أمامنا وضع غير مثالي ولكن بإمكانه أن يتيح انتقالاً فعّالاً إلى الديموقراطية».
وتوجّه غوتيريس للمعارضين للاتفاق الذي أبرمه حمدوك مع الجيش والذين يواصلون التظاهر في العاصمة خصوصاً للمطالبة بحكم مدني، محذّراً إيّاهم من أنّ «التشكيك في هذا الحلّ... حتّى وإن كنت أتفهّم سخط الناس، فهو سيكون خطيراً جداً على السودان».
وتابع: «ندائي للقوى المختلفة وللشعب السوداني هو أن يدعموا رئيس الوزراء حمدوك في الخطوات المقبلة لانتقال سلمي إلى ديموقراطية حقيقية في السودان».
وأتى نداء غوتيريس غداة احتجاج آلاف السودانيين قرب القصر الرئاسي في الخرطوم للمطالبة بحكم مدني، في تظاهرة أطلقت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وتتواصل الاحتجاجات في السودان منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر عندما حلّ كلّ مؤسسات السلطة الانتقالية وأطاح بشركائه المدنيين الذين كان يتقاسم معهم السلطة بموجب اتفاق أبرم عام 2019 عقب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير.
وتزامناً مع القرارات التي أصدرها البرهان حين نفّذ انقلابه، تمّ اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وعدد من أعضاء حكومته وسياسيين، إلا أنّ حمدوك عاد إلى السلطة بموجب اتفاق سياسي أُبرم في 21 نوفمبر.
وبعد الاتفاق تم الافراج عن بعض الوزراء والسياسيين الموقوفين وتم تحديد موعد الانتخابات في 2023، وبدا أن البرهان استجاب لمطالب المجتمع الدولي مع احتفاظه بالهيمنة في ذات الوقت على سلطات المرحلة الانتقالية.
ومنذ انقلاب 25 أكتوبر قتل 43 شخصاً نتيجة قمع التظاهرات المعارضة، بحسب نقابة أطباء مؤيدة للديموقراطية