«يكون الفرد أفضل كلما كثرت أخطاؤه لأنه سيجرب أشياء جديدة أكثر، أنا لا أنصح بترقية لوظيفة متقدمة إذا لم يكن هذا الرجل يقع في الأخطاء وإلا فسيكون هذا الرجل تقليدياً متواضع المستوى».
( بيتر دراكر)
مَن منا لم يفشل في يوم من الأيام في تحقيق هدف في حياته؟ وهل تعبت من كثرة المحاولة دون جدوى تذكر؟ والبعض يستسلم لهذا الفشل ويقف، والبعض الآخر يحاول مرة بعد الأخرى للوقوف من جديد.
متى نقول عن الإنسان إنه فشل؟ وللعلم هذا أمر طبيعي في هذه الحياة، وعندما تتوقف عن المحاولة عندها فقط تكون قد فشلت فعلاً، ولكن ما دمت تقوم بعد كل عثرة فأنت تكسب الخبرات وستصل إلى هدفك بإذن الله.
أنت لاتستطيع أن تغير ماضيك، ولكن يعتبر مدرسة لكي تتعلم منها للمستقبل، وكل واحد منا يمتلك قدرات غير محدودة إذا حدد هدفاً واضحاً له في الحياة وحاول الوصول له.
تخطيطك اليومي أو الاسبوعي وإن كان لأعمال صغيرة ولكنها بلا شك تقودك لنجاحات كبيرة وبشكل تراكمي، وميزة التخطيط الاسبوعي أنه يساعدك على تصغير الفجوات بين الأداء اليومي وخطتك السنوية ما يسبب التوازن وتعديل المسار، والفشل ما هو إلا مدرسة في الحياة للتعلم.
ويقول الكاتب شارلز مانز، في كتابه «قوة الفشل»: «إذا أردت أن تحرز مزيداً من النجاح فينبغي أن تمر بالمزيد من تجارب الفشل»، بمعنى آخر كلما فشلت أكثر كان ذلك أقرب لفرصك بالنجاح، ولكن حاول أن تستفيد وتتعلم الدروس من كل محاولة لم تستطع تحقيق هدفك فيها.
حاول أن تعتبر أن الفشل ما هو إلا مرحلة انتقالية مهمة لتحقيق النجاحات الكبيرة، وأنه ليس بنهاية المطاف، ولن تجد إنساناً ناجحاً في الحياة بمجاله دون أن تكون لديه عثرات في بداياته، ولكنه استطاع التغلب عليها بفضل الاصرار والمثابرة.
فقط، تخيل معي بأن «اينشتاين» لم يستطع القراءة إلا في وقت متقدم من عمره يعني بعد أقرانه، وتم تشخيصه من قِبل أساتذته بأنه لا يصلح للتعليم بسبب الإعاقة الذهنية التي لديه، ولكن لديه أم آمنت بقدراته حتى حصل على جائزة نوبل في الفيزياء.
ويقولون بأن «إدوين لاند» مخترع التصوير الفوري مؤسس شركة «بولا رويد» يضع لوحة في بيته مكتوباً بها «الخطأ مجرد حدث، ولكن فائدته الحقيقية لم تتضح بعد بالنسبة لك». إذاً، فحياتك من صنع أفكارك وإذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل.
وتذكر، بأن أعذار الفشل كثيرة وبعضها مقنع، ولكن الذي ينجح في سوق الأعذار لن يحقق أي شيء.