كتلة تقدم السنية نالت 37 و«تحالف الفتح»... 17
الصدر... الكفة الراجحة في المشهد السياسي العراقي يحصد 73 مقعداً برلمانياً
حينما يرفع سبابته ويعقد حاجبيه، يحبس العراق أنفاسه... مازال الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر، المتهم بأنه سريع الغضب، يحتفظ بهالة كرجل دين، وبدور يُشكّل الكفة الراجحة في التوازن السياسي.
وأثبتت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر في العراق وصدرت نتائجها الرسمية النهائية أمس، أن الصدر لايزال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة، إذ فاز تياره بالكتلة الأكبر في البرلمان (73 مقعداً).
وبالتالي، سيكون الصدر، الذي وجّه الشكر لمفوضية الانتخابات، أكثر من أيّ وقت مضى اللاعب الذي لا يُمكن تفاديه في المفاوضات المقبلة لتشكيل حكومة في العراق.
وحقّق التيار الصدري تقدماً ملحوظاً، من 54 نائباً في البرلمان السابق إلى 73 في البرلمان الجديد، من أصل 329.
وأعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات التشريعية، أمس، النتائج النهائية للاقتراع الذي جرى في العاشر من أكتوبر.
وحصلت كتلة تقدم السنية على 37 مقعداً والحزب الديموقراطي الكردستاني على 31 مقعداً.
كما حصل «تحالف الفتح»، الذي اعترض على النتائج الأولية بدعوى حدوث تزوير، على 17 مقعداً (48 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته)، وتحالف «دولة القانون» المتحالف مع «الفتح» على 33 مقعداً.
وقال رئيس المفوضية القاضي جليل عدنان، «هناك تغيير في مقعد واحد» في خمس محافظات، مقارنة بالنتائج الأولية التي أعلنت في الثامن من نوفمبر الماضي.
وذكر رئيس المفوضية، أنه «بعد إكمال الهيئة القضائية البت بكل الطعون (...) حدث تغيير بمقعد واحد في كل من محافظات نينوى وكركوك وأربيل والبصرة وبغداد».
وكشف عن وصول نسبة المشاركة في التصويت إلى 44 في المئة وتجاوز عدد الناخبين المشاركين تسعة ملايين و600 ألف ناخب.
وفي خطوة لاحقة، ستتولى المفوضية بعد إعلان النتائج، إرسالها إلى المحكمة الاتحادية للمصادقة عليها خلال عشرة أيام كحد أقصى.
بعدها يدعو رئيس الجمهورية برهم صالح مجلس النواب الجديد للانعقاد خلال مدة أقصاها 15 يوماً برئاسة النائب الأكبر سناً. ويتم خلال الجلسة انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه.
على أن تعقبها جلسة أخرى يتم خلالها انتخاب رئيس الجمهورية الذي يتولى بدوره تكليف الكتلة البرلمانية الأكبر لترشيح رئيس للوزراء على أن يتم ذلك خلال مدة أقصاها شهر واحد.
وكان الصدر أطلق عبر «تويتر» رسائل سياسية عديدة ترافقت مع المفاوضات للتأسيس لتحالفات سياسية مع قوى أخرى. ورغم أن له صلات وعلاقات في إيران، لكن تثير تعليقاته غالبا غضب أولئك المقربين من طهران.
وهو لا يتردد في المطالبة مثلاً بحل «الميليشيات»، وبدعوة أنصار «الحشد الشعبي»، الفصائل الموالية لإيران التي رفضت نتائج الانتخابات بعد أن سجلت الكتلة الممثلة لها، «الفتح»، تراجعاً، إلى وقف الضغط.
وقال في تغريدة أخيراً «لا ينبغي التدخل في عمل القضاء والمحكمة وفي تصديقها على النتائج التي يريد البعض تغييرها (...) ليتمكنوا من تعطيل حكومة الغالبية التي استاؤوا من بوادر إشراقتها».