No Script

الأبعاد الثلاثة

كفو

تصغير
تكبير

من أكثر الكلمات التي تسبّبت في ضياع بوصلة الكثيرين وانحرافهم عن النهج السليم وإصابة البعض منهم بجنون العظمة واستعلائهم على الغير ومخالفتهم للقوانين وركونهم للطائفية والقبلية وتمسكهم اللامنطقي بمواقفهم وانعزالهم عن الواقع، وتبريرهم لكل أخطائهم، هي كلمة (كفو) والتي اعتادوا على سماعها بمناسبة وغير مناسبة، وفي الحق والباطل، ومن الصالح والطالح، من الصديق والعدو المستتر، ومن القريب والبعيد!

للأسف، أحاط الكثيرون أنفسهم بأكبر عدد ممكن من الذين يرددون على مسامعهم كلمة (كفو) فقرّبوا لهم البعيد وأبعدوا عنهم القريب.

وأبعدوا عن أنفسهم الناصح المخلص الأمين وصموا آذانهم عن الاستماع له، بل وفي بعض الأحيان اعتبروه خصماً بل عدواً، مفضلين هؤلاء من جماعة (كفو)!

وفي المقابل استغل البعض جماعة (كفو) ليقنعهم بكل ما هو خاطئ بوضوح كوضوح الشمس في عز النهار، وأدمن نهج ما يطلبه المستمعون الذي يضمن من الـ (كفو) والتصفيق، فغاب العقل وسادت العاطفة وغلب التزمت والعناد واضمحلت الحجج والبراهين!

هذه الممارسات يمكن أن تجدها في كل مكان، الرسمي منها وغير الرسمي وفي العالم الحقيقي والافتراضي وفي البيت وفي العمل وغيرها، فسيطر الهوس بـ (كفو) على عقل ووجدان الكثيرين، سواء المتلقي أو القائل حتى اختلط الحابل بالنابل، والحق والباطل وتم اختطاف العقول والقلوب فازدوجت وانقلبت المعايير، وخولفت القوانين وعمّت الانتهازية والتملق والفوضى... لأجل كلمة (كفو)!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي