الحلقة الرابعة من السلسلة الوثائقية سلطت الضوء على جهود أصحاب المشاريع

«الجائحة»... كواليس العبور الآمن: القطاع الخاص عضيد الحكومة

تصغير
تكبير

لم يقتصر تأثير جائحة «كورونا» السلبي على المجال الصحي فقط، بل تجاوزه إلى المجال الاقتصادي، في ظروف استثنائية، وإجراءات حاسمة اتخذتها الحكومة لتجاوز تلك المرحلة الحرجة.

ومع إعلان أول إصابة بـ«كورونا» مطلع العام 2020، بدأت الحكومة والجهات المعنية بالتواصل مع أصحاب المشاريع في قطاعات سوق العمل المختلفة.

في الحلقة الرابعة من السلسلة الوثائقية بعنوان «الجائحة»، التي يعرضها تلفزيون «الراي» مساء كل سبت، تحدث بعض أصحاب المشاريع الخاصة عن التحديات التي واجهتهم، وكيف تمكنوا من تجاوزها، ليظهروا قدرات ومهارات الطاقات والكوادر الوطنية.

«رب ضارة نافعة»... هذا كان حال بعض أصحاب المشاريع التجارية الذين تمكنوا من التكيّف مع متغيّرات السوق بشكل يومي وتأثيرات قرارات الحكومة، فكان القطاع الخاص عضيد الحكومة في مجابهة الجائحة، وأثبت قدرة استثنائية في الحرب على جبهة الأمن الغذائي، في ظل إقفال الموانئ العالمية وارتفاع تكاليف الشحن، وحتى الحد من أو حظر التصدير لبعص السلع.

هكذا استطاعت المشاريع الكويتية العبور بأمان

- ناصر الشرهان: الروضان اتصل بي وعدتُ فوراً إلى الكويت

- إبراهيم الفوزان: معظم قرارات الحكومة صحيحة

- عمر العثمان: القرارات الاستثنائيةكانت صعبة على الجميع

أوضح نائب الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الشرهان، ناصر بدر الشرهان، أن الشركة تأسست العام 1968، وهي متخصصة بمنتجات عدة، خصوصاً بالتعقيم والتنظيف، وأحد منتجاتها الرئيسية المنظفات السائلة البنية منذ تأسيسها.

وأضاف أن الجهات الحكومية المختلفة متمثلة في الهيئة العامة للصناعة والتجارة، بدأت بالتواصل مع من لديهم تراخيص صناعية «وكنت خارج البلاد وتم الاتصال بي، لسؤالي عن مدى استعداد الشرهان بالمعقمات، فاتصلت بوزير التجارة والصناعة الروضان، الذي قال لي (إن الأوضاع ليست سهلة)، فعدت مباشرة للكويت، ووصلت الساعة 4 عصراً يوم 29 وفي الساعة 7 مساء كنت في مجلس الوزراء. وقالوا لي أن هناك لجنة طوارئ كورونا. فقلت لهم لم أكن أعلم. أنا كنت في رحلة حداق في سلطنة عمان. إذاً الموضوع جدي».

وتابع «نحن كصناعات الشرهان، مصنفون لدى وزارة الصحة، وحاصلون على شهادة التصنيع الجيد، وهي الشهادة اللازمة لتصنيع المنتجات الصحية منذ العام 2014، وللحصول على هذه الشهادة عملت لأربع سنوات على ترتيب الإجراءات الصناعية وخطوط الإنتاج، وبسبب حصولنا على الشهادة كنت أتمكن من دخول مناقصات وزارة الصحة، لذلك نحن نورد لوزارة الصحة قبل أزمة كورونا بثلاث سنوات».

وقال الشريك المدير في «ستوكروم كوفي» إبراهيم الفوزان «بدأنا في العمل العام 2017. وكانت الفكرة توريد القهوة للمحلات».

وأضاف «برأيي أن معظم القرارات التي اتخذتها الحكومة صحيحة، كون الأمر كان جديداً كلياً، وتمت تجربة بعض الحلول الجيدة والاستمرار بها وتجربة أكثر من حل للوصول للأفضل.

فعندما تم إغلاق نقاط البيع التي كنا نورد لها أصبح تركيزنا على المستهلك في منزله مباشرة، فطوّرنا عملية البيع أون لاين للزبائن مباشرة، وتم تعديل موقعنا الإلكتروني، ليصبح سهل الاستخدام، وأصبح التوصيل أسرع خلال يوم أو يومين وغيّرنا من طريقة عملنا، ولاحظنا زيادة الطلب على الكبسولات وعملنا على أن تكون بمواصفات مميزة حتى نحافظ على نوعية زبائننا».

بدوره، أسس المدير التنفيذي في «بريزميك ميديا» عمر العثمان، الشركة مع شركائه الاثنين، وتخصصت بإنتاج المحتوى والتسويق والـ«بي آر».

وأشار إلى «تأسيس مكتب في الإمارات قبل الجائحة وعملنا هناك وعدنا للكويت وبعدها بأسبوعين تم الإغلاق».

وذكر أن الجائحة لم يأتِ معها دليل استرشادي أو دليل مستخدم «حتى نتعرف على طريقة التعامل المثلى معها، فمعظم الشركات لديها خطة طوارئ بديلة. لكن هذه الجائحة كانت متغيّراتها كل يوم.

ففي الصباح قرار وبعدها بقليل قرار يلغي القرار السابق.

فحياة المواطن قائمة على القرارات الحكومية، قطاعنا في الإعلام يقدم خدماته لعملاء قائمين على خدمتك، ورأسمالنا موظفونا وفريقنا في العمل، وفائدتنا بوجود عملاء نخدمهم».

وأضاف «كانت القرارات الحكومية الاستثنائية لمواجهة الجائحة صعبة على الجميع، خصوصاً أصحاب المشاريع التجارية».

كيف تعامل أصحاب المشاريع التجارية مع القرارات الحكومية؟

- العثمان: معظم عملائنا تقبلوا خططنا الجديدة في العمل

- الشرهان: أخذنا تصريحاً للسماح بسكن العمال في شبرات المصنع

- الفوزان: ارتفعت أسعار الشحن ولم يتأثر المستهلك

قال العثمان «قمنا بوضع خطة وأرسلناها لعملائنا لتعديل آلية عملنا معهم، بما يتوافق مع القرارات الحكومية، وبدأنا تقديم خططنا عن طريق اجتماعات زووم، ومعظم عملائنا تقبلوا خططنا الجديدة في العمل».

وأضاف «كان لأحد عملائنا عمل يجب إنتاجه قبل عيد الفطر، وكنا بفترة الحظر الجزئي وكانت هناك ثمانية مواقع للتصوير، نعود بعدها لعمل المونتاج وتمكنا من إنجاز العمل في وقته».

واعتبر أنه عندما يكون العمل خاصاً بقطاعات الدولة، فإنه من السهل الحصول على تصريح لعمله، ولكن في حال كان العمل خاصاً بجهة غير حكومية «فالقانون يسري عليك مثل الجميع، فكان لدينا 8 ساعات للعمل فقط».

بدوره، قال الشرهان إن طاقة الشركة الإنتاجية كبيرة و«لدي القدرة على مضاعفتها لعدة أضعاف وبسرعة كبيرة، لقد جلسنا وعرفنا احتياجات الدولة، وواجهتنا بعض الصعوبات التي تخص كامل القطاع، وهي المادة الأساسية لصناعة المعقمات الأثينول، وكنت قد تمت تزكيتي من أصدقائي المصنعين لتمثيلهم في مجلس الوزراء، واستطعنا توحيد وتنظيم عملنا واستوردنا المادة الأساسية لخدمة القطاع الصناعي بشكل عام».

ولفت إلى أن «أهم الأمور أن تكون سريعاً في الحصول على التصاريح اللازمة لاستمرار العمل.

فقد كان لدي نحو 180 عاملاً في المهبولة التي تم إغلاقها، واضطررنا للانتظار لتجهيز مكان جديد لعمالتنا.

وحضرت وزارة الصحة وفحصت جميع عمالتنا، للتأكد من سلامتهم، مما أدى لإغلاق المصنع لمدة 5 أيام، وهذا ما دعانا لأخذ تصريح من الهيئة العامة للصناعة، للسماح بسكن شفت كامل من العمال في شبرات المصنع، ويتم تبديله مع باقي العمال تحسباً لأي إغلاقات أخرى».

واستذكر الفوزان بأن القهوة كانت متوافرة، ولكن الإكسسوارات لم تكن كافية، وخطوط الملاحة كانت شبه متوقفة وارتفعت أسعار الشحن، ومع ذلك لم تتم إضافة التكلفة الزائدة على المستهلك، بل تم خصمها من هامش الربح.

وقال إنه بالرغم من ارتفاع أسعار المنتجات والشحن وإغلاق خطوط النقل، إلا أن الكثير من أصحاب المشاريع الكويتية، ساهموا بتأمين المخزون الإستراتيجي للدولة في بعض المواد الأساسية.

ارتفاع أسعار الشحن وإغلاق خطوط النقل وتأمين المخزون الإستراتيجي

- الفوزان: تواصلنا مع عملائنا في الخليج وأمنّا لهم القهوة من موردينا المعتمدين

- العثمان: الجائحة أكدت الدور الإستراتيجي لأصحاب المشاريع في الأمن الغذائي

- الشرهان: أصبح للمنتج الوطني احترام وهيبة

أوضح الفوزان أن البلاد بحاجة لكميات كبيرة لتكوّن مخزوناً استراتيجياً «ولو لم تفعل الدولة هذا الأمر وتحولت الأمور للأسوأ، لما كنا سنجد المعقمات».

وقال «كنا نتابع جميع شحنات المواد الأولية لصناعاتنا أولاً بأول طوال اليوم، لاختلاف التوقيت بين البلاد المصدرة والكويت. وكنا نبذل مجهوداً مضاعفاً من أجل ذلك».

وتابع «ليس لدينا صوت نحن نلتزم بالاشتراطات والقوانين.

لكن أن يتم منع تصدير القهوة أمر مضحك، فالعالم لن تموت من دون القهوة، لذلك تواصلنا مع عملائنا في الخليج وأمنّا لهم القهوة من موردينا المعتمدين، حتى تستمر علاقتنا معهم».

وقال العثمان «لما بدأت الجائحة كان علينا التفكير بعملائنا المتعاقدين معنا لفترات طويلة، مما جعلنا نضع خططاً خاصة ومركزة، في السابق كان بعض أصحاب المشاريع الكويتية، هم الحلقة الأضعف في السوق المحلية، من دون دعم أو مساندة من أصحاب القرار.

ولكن أتت الجائحة لتؤكد على دورهم الاستراتيجي في تأمين الأمن الغذائي والخدمات الضرورية للمواطنين».

واعتبر أنه «يجب أن تكون لديك القدرة على التغيير وقت الحاجة حتى تستمر، والحمدلله لم نحتج للاستغناء عن أي من موظفينا بسبب الجائحة، وتمكنا من المحافظة على علاقاتنا مع عملائنا وموظفينا، رغم التغيّر السريع في القرارات، فمعاملة العملاء كجزء من العائلة هي الطريقة التي نقدر بها خدماتنا، ونحن نفخر بأنفسنا لتطوير علاقات وثيقة مع عملائنا ووضع الناس في المقام الأول».

وقال الشرهان: «كنا في السابق الحلقة الأضعف، وهذا ليس بشيء جديد، فقبل أزمة كورونا كان لا يوجد أي اهتمام في المنتج الوطني، ولكن المنتج الوطني بعد الأزمة أصبح له احترام وهيبة، وحتى مجلس الوزراء والمسؤولون، عرفوا أن هناك مصانع في الدولة».

وأضاف: «في أيام الغزو كنا نورد للجمعيات.

وكنت دائماً أطالب بتعديل القوانين لكي تخدم الصناعات الوطنية، فالكويت بها صناعات ذات جودة عالية، تضاهي الصناعات العالمية، ولكنها مظلومة داخل الدولة، ونأمل بعد هذه الجائحة أن يتم دعم المصانع الوطنية بشكل أكبر عن طريق المشتريات الحكومية».

فزعة كبيرة من «كويت الإنسانية»... والخدمة المجتمعية

اعتبر العثمان أنه عندما تحدث أزمة يحاول الجميع الإبداع في مجاله «وأنا وشركائي متفقون على إخراج زكاة عملنا عن طريق الخدمات التي نقدمها، فنحن في الكويت متأصلون على الخدمة المجتمعية».

وقال الفوزان «في وقت كورونا وضعنا محطة خدمة قهوة ذاتية للأطباء في المطار، والتي نتمنى أن تكون قد ساعدتهم في عملهم.

وفي فترات الإغلاق التام أعطينا موظفينا دورات تدريبية أون لاين، عن الأعمال التجارية والطرق المثلى لتحميص القهوة، ووضعها على حسابات التواصل الاجتماعي، للبقاء على تواصل مع عملائنا وتقديم لهم أفضل طرق عمل القهوة».

أما الشرهان فأكد أن «فزعة أهل الكويت من شباب وتجار ونساء، كانت كبيرة، وكنا لا نبخل على أحد في تعليمه بأساليب التعقيم والمواد اللازمة وأماكن استخدامها، وكان هناك حماس كبير من الجميع للمشاركة من أجل الوطن، فهناك الفرق التطوعية وأيضا الشركات الكبرى، التي عملت على تعقيم الشوارع، ولم نتردد في التعاون مع الجميع، عبر تسخير جميع إمكانياتنا وتعريفهم بطرق استخدام كل المعقمات».

إدارة الأزمة بنجاح جدير بالتقدير والاحترام

قال الشرهان إن «الأعمال لا تبنى إلا بالكفاءات ونحن بحاجة لها، فالقطاع الصناعي الخاص يعني العمل بكل جد واجتهاد».

أما الفوزان فاعتبر أن الجائحة «علمتنا أن نتحرك بسرعة ونكون أكثر مرونة».

وتوقع العثمان أن يظهر تأثير الأزمة السنة المقبلة «لقد عدنا بحماس للعمل ولن نتوقف بإذن الله، فالميزانيات خفت على كافة القطاعات، ويجب علينا التعديل بما يتناسب مع ميزانياتنا، ونحن في قطاع ديناميكي، نتغيّر كلما دعت الحاجة لذلك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي