د. وائل الحساوي / نسمات / حكومة تُحرّكها السياط

تصغير
تكبير
فجأة صحا ضمير حكومتنا الموقرة وقررت ان تضرب بيد من حديد كل ما من شأنه ان يثير الفتنة وبدأت بالوجبة الاسهل وهي قناة السور التي ذكرنا في مقال سابق انها قد تخطت جميع الخطوط الحمراء وزودتها في السعي لشق صف اهل الكويت، طبعا فإن التجمهر الكبير للنواب وابناء القبائل عند بيت النائب مسلم البراك والنائب خالد الطاحوس كان له الدور الاكبر في صحوة ضمير الحكومة.

كذلك فقد قررت الحكومة احكام الرقابة على البث الاعلامي بجميع انواعه واحالة مثيري الفتنة الىالنيابة والقضاء، وقررت القبض على الجويهل صاحب قناة السور، كما تعهدت باعادة النظر في قانون المرئي والمسموع.

ولنا ان نتساءل عن السبب في سكوت الحكومة سنتين عن قنوات اخرى تبث الفتنة وبعض الصحف الجديدة التي كان من الواضح انها عصي غليظة توجهها شخصيات نافذة في البلد لقمع كل معارضة، فلم تترك شخصية من الشخصيات الا واستهزأت بها، ولم تترك تجمعا سياسيا او جمعية خيرية إلا وشوهت صورتها، بل هنالك الكثير من كتاب المقالات الذين برزوا كعش الغراب وقفزوا الى قمة سلم الشهرة خلال اشهر قليلة لا بسبب براعة الاسلوب او غزارة المعلومات او التحليل المنطقي للأمور بل بسبب الشتم اليومي لشخصيات كويتية لها دور بارز في الحياة السياسية.

وفي المعارضة، والكاريكاتيرات «القذرة» التي لم يعهدها مجتمعنا سابقا.

هل تذكرون رمضان الماضي عندما قامت احدى القنوات بعرض مشاهد وتمثيليات يومية تسخر فيها من معظم الشخصيات البارزة وتصورهم بصورة المتآمرين على البلد والحاقدين على الشعب الكويتي، وهل تذكرون كيف تكلم وزير الاعلام عن عزم وزارته ايقاف تلك القنوات وتحويلها للنيابة، ثم ماذا؟ لم يحدث شيء لأن تلك الحملة الشرسة كانت موجهة من اطراف مؤثرة في الحكومة بهدف تحطيم الخصوم.

نحن نعلم بأن فزعة الحكومة اليوم لم تأت إلا بهدف اطفاء غضب الجماهير الغاضبة - لا في المناطق القبلية فقط - ولكن على مستوى الكويت كلها، ونعلم بأن العقوبة لن تطول إلا بعض من بالغوا في بيان شططهم، اما بقية مثيري الفتنة فقد تجاوزوا الخط الفاصل واصبحوا احرارا طليقين.

وذكّر

الشيخ فؤاد الرفاعي من القلة الذين سخرّوا اوقاتهم واموالهم في خدمة الدعوة الاسلامية ولا تكاد تذهب الى مقبرة او مناسبة إلا وتجده امامك يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، بل يشعر كل مقيم في هذا البلد بالامتنان للشيخ الرفاعي عندما نتسلم نشراته التي يوزعها بالمجان ونقرأها في الصحف تذكرنا بالسنن المنسية وفضائل الاعمال.

وفي اعتقادي ان الشيخ فؤاد لم يقصد الاهانة لأحد في بيانه ان عاشوراء للفرح والسرور وانما قصد انه يذكرنا بأن هنالك مناسبتين في هذا اليوم: مناسبة سعيدة لنجاة موسى عليه السلام وغرق فرعون، ومناسبة حزينة وهي مقتل الحسين عليه السلام - سيد شباب اهل الجنة - بل ان مما لا يمكن ان يماري فيه اي مسلم بأن قتل الحسين عليه السلام هي جريمة عظيمة لن ينجو من النار من يفرح بها ويشمت بهذه الشخصية العظيمة.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي