No Script

من الخميس إلى الخميس

فيصل المسلّم والتحدي القادم

تصغير
تكبير

الإصلاح عملية صعبة، وصعبةٌ جداً، تحتاج إلى أشخاص مميزين.

كل واحد منا، بفطرته، يتمنى أن يكونَ مُصلحاً، ولكن التحديات عظيمة، وللأسف فإن هوى النفس والشيطان تمكّنا من الكثيرين فحرفوهم عن الطريق القويم.

إن المُصلح أول ما يواجه، يواجه هوى نفسه، تلك النفس التي تجعل الإنسان محباً للسلطة راغباً بالشهرة على حساب كلمة الحق، ثم يواجه شياطين الإنس والجن الذين يزيّنون له سبل الضلال ويتدرجون به حتى يجد نفسه مجرد صدى لصوت الإصلاح ويصبح فقط ظِلاً للقيم وسراباً للمبادئ، يتكلم بالحق نهاراً ويصاحب أهلَ المصالح ليلاً، يدغدغ عواطف ناخبيه ويتظاهر بالعفاف والإخلاص بينما هو عاشقٌ للنفوذ والسلطة أو محبٌ للمال، يده مدودة لالتقاط السَقطِ من أيادي الفاسدين.

لقد مرّ علينا من هؤلاء العشرات، منهم من لبِس ثوب الدين ومنهم من ارتدى ثوب الوطنية، ومنهم من التحف قيم الحرية والعدالة والمساواة وهو لا يرى سوى نفسه في المرآة.

من أجل هذا كله، سَعِدتُ بالقرار الذي اتخذه النائب السابق فيصل المسلم بالعودة للكويت، سَعْدتُ لأنني تابعتُ تلك الأساليب والخدع التي حاولت منعه من الرجوع، فالنائب السابق أثبت عبر تاريخة للكثيرين، وأنا منهم، جدّية فَهمِه للإصلاح وقدرته على التصدي لمحاولات صرفه عن مساره الإصلاحي في شتى الطرق.

لا شك أن النائب السابق يتحمل الآن مسؤولية عظيمة فقد غدا قدوة أمام الكثيرين من المخلصين لهذا الوطن ولم تنفع معه أساليب الخداع ولا المغريات التي جرفت قبله الكثيرين ممن كنا نتأمل فيهم الإصلاح.

اليوم، وبعودة المخلصين إلى قواعدهم ستعملُ آلةُ الخلط والمكر من أجل تمزيق نسيجِ الإصلاح، تلك الآلة التي نعلم نحن من وراءها وما الذي تهدف إليه في نهاية الأمر، ولكن اليوم ليس الأمس فقد زاد وعي الأمة وأصبحت قادرة على معرفة الفرق بين الأصل والظل وبين الماء والسراب.

نسأل الله أن يُعينَ المخلصين من أبناء وطني على التشبث بالحق والصبر عليه، فإنها أمانة وإنها إما نجاح وفلاح وإما حسرة وندامة، وما زال التاريخ لم يلق قلمه ولم تُطو صُحُفه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي