No Script

رسالتي

تجديد أم تمييع الخطاب الديني؟

تصغير
تكبير

في السنوات اللاحقة لاتفاقية الاستسلام (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل، تم العبث بالمناهج الدراسية، بحيث تتماشى مع اتفاقية السلام.

وتم الترويج لأهمية هذه الاتفاقية في تحقيق الأمن والاستقرار في مصر، وأنها ضرورة لتحسين الوضع الاقتصادي، وأن إنهاء الحرب سيساعد في تحقيق التنمية!

كما وصفت المناهج دولة الاحتلال بأنها شريكة في صناعة السلام!

وتناست هذه المناهج أن قيام دولة الصهاينة كان على حساب إراقة دماء المسلمين واغتصاب أراضيهم، وأنه مع هذا الاحتلال أصبح المسجد الأقصى - مسرى الرسول وأولى القبلتين - أسيراً في أيدي الصهاينة!

أُذكّر بهذه الحقيقة التاريخية لأتحدث عن الشعارات التي يُروّج لها حالياً ومنها: (تجديد الخطاب الديني)!

خصوصاً أن مثل هذه الشعارات أصبحت تُرَدّد بكثرة هذه الأيام مع إقدام بعض الدول العربية على التطبيع مع دولة الاحتلال.

ونود طرح بعض التساؤلات على من يرفعون هذا الشعار:

ما المقصود بهذا الشعار؟ وهل سيتم التنازل عن بعض الثوابت؟ وهل سيُمهّد هذا الشعار للدعوات المنادية بشرعنة ما يُسمّى (بالديانة الإبراهيمية) والتي تساوي بين الإسلام وبقية الديانات؟

وما مصير الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام؟

وبماذا سيتم تسمية من يقاومون الاحتلال في فلسطين وكشمير وغيرهما من بلاد المسلمين؟ وهل سيتم منع الخطباء على المنابر من التحدث عن الصهاينة، ومقاومة المحتل؟

وهل سيكون هناك حذف لبعض الثوابت من المناهج الدراسية؟

وما الموقف من الدعوات الأممية التي تشجع على الشذوذ والفساد الأخلاقي وتعتبره من الحريات الشخصية؟

وما مصير فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهل سيُجرّم من يقوم بها بحجة أنها من صور التدخل في الحريات الشخصية؟

وهل سيتم وصف من ينكر المنكرات العلنية بأنه من الخوارج، لأن الذي سمح بهذه المنكرات هي السلطات الرسمية؟

أعتقد من الضروري جداً معرفة أهداف المنادين بتجديد الخطاب الديني، فإن كان يهدف إلى عرض سماحة الإسلام دون التنازل عن الثوابت، و يدعو لاستخدام الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، فإننا ندعو لدعم هذا الخطاب ومساندته.

وأما إن كان الهدف هو تمييع الدّين، والتنازل عن الثوابت، وتسويغ التطبيع، فإن من الواجب التصدّي لمثل هذه النداءات وكشفها وفضحها والوقوف في وجهها (ولينصُرَنّ اللهُ من يَنْصُرُه).

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي