كبار العلماء يجمعون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة
«تويوتا» تواصل تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عملياتها
يُجمِع كبار العلماء في جميع أنحاء العالم على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثير تغير المناخ، ويُعَد تطوير حلول تنقل مستدامة وعملية أمراً ضرورياً لحماية كوكب الأرض والحفاظ عليه لأجيال المستقبل، بحسب الممثل الرئيس للمكتب التمثيلي لشركة تويوتا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى كي فوجيتا.
وقال فوجيتا إنه في السنوات الأخيرة، بات من الواضح تماماً أن تغير المناخ هو أحد أبرز التحديات التي تواجه مستقبل البشرية، إذ حذر تقرير صدر أخيراً عن الأمم المتحدة من أن العالم يسير على طريق تجاوز الهدف الذي حدده قادة العالم، كجزء من اتفاق باريس التاريخي حول المناخ الذي أُقر عام 2015، بهدف الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، وهو أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأشار إلى تكثيف الجهود إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية، مبيناً أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، ما الذي يجب فعله لتجنب هذه الكارثة؟ ومنوهاً بأن أحد أهم الإجابات حول مشكلة التغير المناخي تكمن في كيفية الوصول إلى الحياد الكربوني.
وذكر أنه عندما يتعلق الأمر بموضوع الاحتباس الحراري، فإن مستوى الوعي به أصبح أوسع من أي وقت مضى، وأنه من المحتمل أن يكون هناك عدد أقل من الناس على دراية بمفهوم تحقيق الحياد الكربوني، والتأثير الهائل الذي يمكن أن يحدثه.
ولفت فوجيتا إلى اتفاق الغالبية العظمى من العلماء على أن تغير المناخ يعود إلى الارتفاع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري منذ فجر الثورة الصناعية، إذ يُعَد غاز ثاني أكسيد الكربون من بين الغازات الأكثر ضرراً على البيئة.
وأكد أنه لتحقيق الحياد الكربوني، فمن الضروري وبشكل أساسي خفض كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، بنفس مستوى حجم ثاني أكسيد الكربون المستخرج من الغلاف الجوي، والذي يتم عبر مجموعة من العمليات كجزءٍ من متطلبات التوازن الدقيق للطبيعة.
ورأى فوجيتا أنه على الصعيد العالمي، يُعتقد أن تكون وسائل التنقل المسبب في تشكيل نحو خُمس انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ تمثل القيادة على الطرقات 3 أرباع هذا الإجمالي.
وبيّن أنه من هنا، فقد تم تركيز قدر كبير من الطاقة على تطوير تقنيات وابتكارات جديدة لتشغيل حلول تنقل مستدامة وصديقة للبيئة، مشدداً على أن العمل في شأن تغير المناخ لم يعد خياراً، بل أصبح ضرورة ملحة تتطلب بذل المزيد من الجهد والتنسيق والتعاون على مستوى العالم، ومتابعاً أنه في منطقة الشرق الأوسط، تتخذ الحكومات خطوات مشجعة للدخول في حقبة جديدة من الاستدامة.
خطط إستراتيجية
أعلنت الإمارات والسعودية والبحرين الشهر الماضي، عن سلسلة من المبادرات والخطط الاستثمارية، لمعالجة قضية تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، إذ تتوافق هذه المساعي مع أهداف الاستدامة الخاصة بـ «تويوتا» وخططها لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في عملياتها التشغيلية.
وتتمثل رؤية «تويوتا» في توفير حرية التنقل للجميع. ففي عالم متنوع يملأه الغموض، إذ قال فوجيتا إنها تبذل قصارى جهدها للارتقاء بجودة وتعدد وسائل التنقل، وتحرص على إتاحتها للجميع دون استثناء.
وأكد رغبة الشركة في خلق إمكانات جديدة للبشرية جمعاء تعزز العلاقة المستدامة مع الطبيعة، وأنه لهذا السبب، أصبحت مهمتها تقليل تأثيرنا على البيئة من خلال تحقيق الحياد الكربوني من حيث الانبعاثات الصادرة من المركبات، وفي جميع عملياتها أيضاً.
وتابع فوجيتا «لا يمثل هذا الجانب اتجاهاً جديداً اعتُمد ليتماشى مع متطلبات العصر، بل كانت (تويوتا) قد قامت بتطوير مجموعة متنوعة من المركبات الصديقة للبيئة منذ العام 1997، عندما تم طرح مركبة تويوتا بريوس، والتي كانت أول مركبة هايبرِد كهربائية (HEV) في العالم يتم إنتاجها على نطاق واسع».
وأفاد بأنه منذ ذلك الحين، تمكَّنت «تويوتا» من بيع أكثر من 17 مليون مركبة كهربائية على مستوى العالم، ما أسهم في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 في المئة، وساعد في الحفاظ على كوكب الأرض وسكانه.
10 ملايين
قال فوجيتا «بينما نفخر بهذه الإنجازات، فإن مسيرتنا نحو تحقيق الحياد الكربوني لم تنتهِ بعد، وهناك الكثير من العمل الذي يَتَعيَّن القيام به، ولذلك تستهدف (تويوتا) تسجيل مبيعات عالمية تراكمية بحلول عام 2030 يكون حجمها 10 ملايين مركبة من المجموعة المتنامية لمركباتها الكهربائية».
ولفت إلى قيام «تويوتا» بتطوير وتحسين تقنية محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بوقود الهيدروجين، من خلال مشاركاتها في رياضة سباقات السيارات، واستكشاف الفرص التي يوفرها النوع الجديد من الوقود الاصطناعي.
وذكر أنه يتم تصنيع هذا النوع من الوقود باستخدام الهيدروجين المتولد من الطاقة المتجددة، ولديه إمكانات واسعة لكي يُستخدَم كوقودٍ «محايدٍ للكربون» في المركبات التي تعتمد على محركات الاحتراق الداخلي وتعمل سواء بالبترول أو الديزل، بما في ذلك المركبات الموجودة حالياً على الطرقات.
وأكد أن «تويوتا» تعتقد أن هناك العديد من المسارات التي تُسهّل الوصول إلى هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني، وأنه مثلما تختلف سبل ووسائل التنقل من بلدٍ إلى آخر، تختلف كذلك مسارات الوصول إلى الاستدامة.
التنقل العالمي
بين فوجيتا أنه مع استمرار الابتكار في تشكيل قطاع التنقل العالمي، أصبح من الضروري استخدام أحدث التطورات لاستحداث وتقديم منتجات وخدمات، توافر للناس مزيداً من خيارات التنقل بأمانٍ ومسؤوليةٍ وبشكلٍ يتناغم مع البيئة.
وأضاف «من خلال القيام بذلك، يمكننا التغلب على أكبر تحدٍّ يواجه البشرية والكشف عن عالمٍ من التنقل المستدام المتاح للجميع، وهو هدف يجب تحقيقه من أجل حماية مستقبل كوكبنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة».