حمزة عليان وثّق كل ما يتعلّق بـ «كوفيد - 19»
رحلة «كورونا» من المهد إلى اللقاح.... في «موسوعة الأوبئة الوثائقية»
- الصقر: إصدار أنصح الجميع باقتنائه... بما أنه يوثق ما عجز العالم عن مواجهته
- عليان: مازلنا جميعاً نعيش في أواخر زمان «كورونا»... ولم يحن الوقت بعد لنقول وداعاً
الرصد والتوثيق... وإعلان منظمة الصحة العالمية تصنيف فيروس كورونا على أنه وباء، سببان دفعا الباحث والكاتب اللبناني حمزة عليان إلى العمل على جمع كل ما هو متعلق بمعلومات عن هذا الفيروس القاتل، والإطباق عليها بغلافي «موسوعة الأوبئة العالمية... كورونا من المهد إلى اللقاح».
في 15 فصلاً، أبحر عليان، منطلقاً من الإرادة الإنسانية وبناء الحضارة، مروراً بالحديث عن «كورونا» ومن أين جاء وكيف انتشر؟ وصولاً إلى فصل «معاً نصنع عالماً جديداً... إن اتحدنا».
ولم تغب الجوائح الوبائية الأخرى التي ضربت العالم من «طاعون جوستينيان» والإنفلونزا الإسبانية و«الإيدز» و«سارس»، إضافة إلى التحول المناخي وصناعة المستقبل عن ما تناوله.
الإعلان عن إطلاق الموسوعة، جرى أخيراً من خلال حفل توقيع، احتضنته مكتبة ذات السلاسل، جهة النشر، في مجمع الأفنيوز، بحضور رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت محمد جاسم الصقر، والمدير التنفيذي في مكتبة ذات السلاسل سعود المنصور، والكاتبة سعاد المعجل، إضافة إلى عدد كبير من المثقفين والكتّاب وأهل الصحافة والإعلام.
«الفيروس الغادر»
في البداية، قال الصقر إن «حضوري اليوم لدعم حمزة، الذي كان له الفضل في جعل مركز المعلومات في جريدة القبس كأفضل مركز ساهم في مساعدة خريجي الجامعات والحاصلين على الماجستير والدكتوراه».
وأكد الصقر أن «إصدارات حمزة، مهمة ومفيدة، وهذا آخر إصدار أنصح الجميع باقتنائه، بما أنه يوثق ما عجز العالم عن مواجهته، وهو (الفيروس الغادر) وغير المرئي بالعين المجردة، وخضع الكون لجائحة مؤلمة على كل المستويات، فيقيناً هي جائحة العبر وإعادة تجديد الحياة، ولكن دعونا نعتبرها صدمة إيجابية بين قرون مضت وحياة مقبلة، ولن يكون ما هو قادم فيها كما مضى، فالتغيير سنة كونية لابد من مواكبتها رضاء أم قضاء».
وأضاف أنها «اختيار للعقل البشري وريادة السوق وعجرفة التكنولوجيا الحديثة، إنها اختيار للتفكير غير النمطي، وللتضامن الفعلي وللإنسانية أيضاً، اختيار للتعاضد وكشف حقيقة الإنسان تجاه الإنسان، ولكل راعٍ وللرعية».
وأوضح أن «المجتمعات البشرية خاضت واحدة تلو الأخرى، معارك لمكافحة انتشار الوباء وسارت على خطين متوازيين، الأول فرض تدابير وقائية لإجبار الناس على التباعد الاجتماعي والوقاية الصحية، والثاني ضخ أموال لتحقيق استقرار الأسواق».
وأردف أن «الدول لجأت ومنها الكويت إلى وضع خطط طوارئ صحية وحفزت الاقتصاد المنهك لمواجهة تداعيات الجائحة، وتوجهت الحكومات لتبني إجراءات وسياسات طارئة».
موسوعة من عمر «كورونا»
من جانبه، تحدث مؤلف الموسوعة عليان، لافتاً إلى أن «هناك سببين لإصدار موسوعة كورونا، فالأول بهدف الرصد والتوثيق، فهذه مهنتي والحدث عم الكرة الأرضية ولن يتكرر إلا بعد وقت من الزمن، فالتقطت الفكرة ورحت أشتغل عليها مع فريق عمل مكوّن من باحثين في الكويت والقاهرة وبيروت ولندن وكندا».
وعن السبب الثاني قال إنه «بعدما صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه وباء، قلت إن المسألة ستطول وستصبح من الذكريات، لذلك قررت أن أستمر وأعمل يوماً بيوم وأصبح الشغل الشاغل لي، والموسوعة عمرها سنتان بعمر فترة كورونا تقريباً».
وأضاف «أننا نودع الفيروس والعداد سجل أكثر من خمسة ملايين وفاة وأكثر من 255 مليون إصابة، وبما أن هذا الوباء سيصبح من الذكريات وذاكرة الإنسان معرضة للنسيان، ستكون الموسوعة خير معين لي ولمن يقتنيها، إلى جانبي في المكتب أو في البيت أستعين بها عند الحاجة».
وأردف: «مازلنا جميعاً نعيش في أواخر «زمان كورونا»، ولم يحن الوقت بعد لنقول وداعاً، وكل واحد منا عنده تجربة ومعاناة، طوال سنتين متواصلتين من أعمارنا، إنما هناك دروس تعلمناها في ظل هذه الجائحة، ستبقى آثارها مثار حديث وأبحاث لعقود مقبلة».
وزاد عليان «هناك تحول حصل في أنماط العيش والتنقل والتعليم والعمل، وتسيدت خدمة الأونلاين واستعمالاتها وظهرت الفجوة الرقمية وتحول العالم إلى قرية إلكترونية بالكامل بعد أن لبس الكمامة».
وأشار إلى أنه «من جيل اقترب كثيراً من موجة الجدري والطاعون، ولنا أقارب ومعارف أصابهم المرض من جرائه ولم تكن اللقاحات كافية في حينه، وهناك قرى أبيدت بأكملها بسبب الطاعون».
وأوضح أنه بالرغم من الكارثة التي حلت بالعالم من جراء هذا الوباء إلا أن تطور التطعيم والتقدم باستخدام التكنولوجيا في المجال الصحي حمى البشرية من حصد المزيد من الضحايا وأعطاها الأمل بالعيش.
15 فصلاً
تحتوي الموسوعة على خمسة عشر فصلاً، الأول منها يتحدث عن الإرادة الإنسانية، فيما يأتي الثاني بعنوان «كورونا... من أين جاء وكيف انتشر... بين الطب وأشياء أخرى».
أما الفصل الثالث، فهو بعنوان «رحلة كفاح الكويت ضد كورونا»، والرابع عنوانه «الجائحة تعيد صياغة الحياة»، فيما أتى الخامس بعنوان «اللقاح الشامل والحق المتكافئ في الحماية»، في حين يتحدث السادس عن «الطواعين في المنطقة العربية».
ويتناول الفصل السابع «الموت الأسود: طاعون القرن الرابع عشر وموروثه الباقي»، ويتحدث الثامن عن «الانفلونزا الإسبانية بداية القرن الأميركي»، فيما يبحث التاسع في «العودة للطبيعة وخطر الانفصال عنها»، والعاشر في «التحول المناخي وصناعة المستقبل».
الفصل الحادي عشر يحكي عن «التأثيرات الثقافية وعالم الكتب»، ويبحر الثاني عشر في «القارة الكبرى وسط المحيطات»، فيما يسافر الفصل الثالث عشر إلى «استراليا نصف الكرة الجنوبي ونيوزيلندا قاهرة الفيروس».
ويتناول الفصل الرابع عشر «أوروبا تحت وقع الوباء»، ويختتم الفصل الأخير «معاً نصنع عالماً جديداً... إن اتحدنا».