«خياراتنا مع إيران مفتوحة في حال فشل الحلول الديبلوماسية»
أوستن يؤكد قدرة الولايات المتحدة على نشر «قوة ساحقة» في المنطقة
شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، على أن الولايات المتحدة قادرة على نشر «قوة ساحقة» في الشرق الأوسط، مؤكدا أن واشنطن «ستنظر في كل الخيارات الضرورية» في حال فشل الديبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني.
وجاءت تصريحات أوستن، رداً على أسئلة خلال مؤتمر «حوار المنامة»، حيث سعى إلى طمأنة الحلفاء، بأن إدارة الرئيس جو بايدن ملتزمة الدفاع عن الشرق الأوسط أمنياً في ظل التهديدات المشتركة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك دعم إيران للإرهاب، رغم أن واشنطن تحول اهتمامها بشكل متزايد نحو مواجهة الصين.
ونفى أوستن في الوقت نفسه، معلومات تفيد بأن واشنطن أصبحت مترددة في استخدام القوة.
وعن سبب عدم رد واشنطن على هجوم بالطائرات المسيرة والمدفعية في أكتوبر الماضي، على قاعدة يستخدمها التحالف الدولي، لقتال تنظيم «داعش» في سورية، قال أوستن إن «الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها».
وأكد «سندافع عن أنفسنا وعن مصالحنا أيا تكن، في الزمان والمكان اللذين نختارهما».
وتابع محذراً «لا ينبغي لأي بلد أو أي شخص أن يخطئ في ذلك.
نحن ملتزمون الدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وهذا يشمل شركاءنا أيضا.
كما أننا ملتزمون عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي».
وأوضح أوستن، أن الهدف الرئيسي لواشنطن هو تعزيز تحالفاتها التي «لا مثيل لها» في الشرق الأوسط.
لكنه أشار إلى أن التدخل العسكري يبقى خياراً مع انتشار عشرات الآلاف من جنودها في المنطقة.
وبعد خروجها من أفغانستان حيث بقيت 20 عاما في أغسطس الماضي، تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام.
وقال أوستن إن «التزام الولايات المتحدة الأمن في الشرق الأوسط، قوي ومؤكد».
وأعطى ضمانات صارمة بالتزام واشنطن تجاه أمن المنطقة والدفاع عن مصالحها ضد التهديدات المشتركة منها الأكثر إلحاحاً ولخصها في أربعة محاور: الجائحة، أزمة المناخ، الإرهاب، ودعم إيران للإرهاب.
وأضاف أن «مهمتنا في نهاية المطاف هي دعم الخيار الديبلوماسي ومنع نشوب صراع والدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحنا الحيوية»، موضحاً «إذا أجبرنا على رد العدوان، سننتصر وسننتصر بشكل قاطع».
وصرّح أوستن «ما زلنا ملتزمين نتيجة ديبلوماسية للقضية النووية.
لكن إذا لم تكن إيران مستعدة للمشاركة بشكل جدي، فسننظر في كل الخيارات الضرورية المفتوحة للمحافظة على أمن الولايات المتحدة».
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إنه ليس من المتوقع أن يقدم أوستن أي التزامات جديدة في المنطقة خلال جولته، التي تشمل أبوظبي أيضاً.
وفي تصريحات مقتضبة للمؤتمر، دعا رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل إلى «تحركات عملية» في المنطقة، بما في ذلك «تطبيق كامل» لحظر إرسال الأسلحة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وفي السياق، أكد أوستن دعم الولايات المتحدة للسعودية في مواجهة هجمات الحوثيين.
وقال إن «القوات الجوية السعودية تهزم 90 في المئة من المسيرات الآتية من اليمن. ومعاً سنعمل للوصول إلى صد الهجمات بنسبة 100 في المئة»، لافتاً إلى أن واشنطن وضعت أنظمة في المنطقة للتعامل مع مخاطر الطائرات من دون طيار.
وتطرق الوزير الأميركي لتوجهات الولايات المتحدة في عدد من الدول، منها تونس التي أكد على ضرورة العودة السريعة للدستور، بالإضافة إلى الوقوف مع الشعب اللبناني «في ظروفه»، والالتزام الصارم بأمن إسرائيل، مع تأييد حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وجدد دعم الولايات المتحدة لـ «اتفاقات أبراهام».
وانطلق «حوار المنامة»، الجمعة، بكلمة افتتاحية للرئيس التنفيذي للمنتدى الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان.
كما التقى أوستن، أمس، ولي عهد البحرين رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الذي شدد على دعم بلاده للجهود والمساعي الأميركية لحفظ الاستقرار الإقليمي والدولي.