No Script

فلسفة قلم

لا تركب الباص... المقبلة حافلة

تصغير
تكبير

قبل شهر تقريباً، كان من المحرمات الشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي امتداح أو الدفاع عن رئيسي مجلس الأمة ومجلس الوزراء، أما اليوم فامدح وخذ راحتك ونحن معك، وكان انتقاد نواب من المعارضة أو عدم دعمهم من المحرمات السياسية والتخاذل التاريخي، أما اليوم حتى لو وصل بك الحال إلى شتمهم، عادي!

فقط، أذكر ذلك لأبيّن خطورة حشد التعاطف الجماهيري الذي نعيشه أو الذي حاصر حرية الرأي والتعبير في السنوات الماضية، ولا أنكر انه سلاح قوي ومن يملكه يتقدم بخطوات عن خصومه السياسيين، ولكن ذلك قادنا إلى فجور في الخصومة وتهكم وتنمر الكتروني وظلم، وكلنا يعلم أنه يقود إلى تقسيم فئات المجتمع ويقود إلى التضليل في قضايا مستحقة، وهو مرفوض ضد أي طرف من الاطراف.

لا اشك أن من أخطر مغالطات المنطق المتفشية في مجتمعنا اليوم هي مغالطة حشد التعاطف، وذلك لانها يمكن أن يتم مزجها بسهولة مع أي مغالطة منطقية أخرى، مثل ان يتم شخصنة الحوار وتحويله إلى هجوم شخصي بعيداً عن موضوع النقاش أو تجزئة التصريحات ضد صاحبها، ومن ثم تتم عملية شحذ التعاطف الجماعي في مواقع التواصل الاجتماعي ضد الطرف المستهدف.

وطالع «الترند» في تويتر عندها سيكون من ليس ضدك يبتهل لله ألا يكون في مكانك، والغالبية العظمى «مع الخيل يا شقرا»، وعدد قليل من الاشخاص يتخذون وضعية ابن عباد في حرب الزير سالم وجساس (حرب البسوس) ويتفرجون بطرف أعينهم، هذه هي الحالة السائدة والتي جعلت الكثيرين يكفرون في الحوار والنقاش أو يرهقون انفسهم في توضيح الواضحات.

من لم يقتنع بكلامي حتى الآن اقول له، دقق في سبب زعل من عارض د.عبيد الوسمي في مرحلة الحوار وهاجمه، لن تجد غير سبب واحد رئيسي وهو تحسين صورة الرئيسين شعبياً بعد جهد جهيد وتعب قاموا به لحشد الجماهير ضدهما، وبالتالي هم يتحدثون علناً ودون خجل عن الناس وكأنها ادوات تحرك يميناً وشمالاً وليسوا افراداً لهم عقول ومنطق وآراء تفكر وتقرر!

على كل حال... المقال ليس موجهاً لصالح أي طرف، هنا فقط يتفلسف قلمي وفق منطقي، وبما اننا في عفو كريم ونعيش مرحلة تآلف مجتمعي لحظي وفرحة بعودة المهجرين، نصيحتي لكم بالتروي في إصدار الأحكام على الأشخاص وعدم ركوب الباص، والانتظار حتى تتضح الصورة، خصوصاً وأن المرحلة المقبلة تبدو حافلة بالاحداث فالواضح أن الجميع يعد العدة ويحسب الحسابات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي