أنقذ «تسلا» من الإفلاس في 2008 باستثمار 40 مليون دولار ومثلها قرضاً
أول مرشح ليكون تريليونيراً بالتاريخ: إيلون ماسك... عينٌ على الأرض وأخرى على المريخ
- ابن لزوجين مطلقين من عائلة ميسورة في جنوب أفريقيا
- يعتقد أن نقل الإنسان إلى المريخ يضمن بقاءه
- وصف قرار تفضيل العيش مع والده بأنه «لم يكن فكرة سديدة»
- كان عرضة للتنمر من زملائه وبسببه دخل المستشفى ذات مرة
- المنعطف الحاسم في مسيرته بعد انتقاله من جنوب أفريقيا إلى كندا
يوجد في اللغة الإنكليزية تعبير مجازي للدلالة على الطموح العالي مفاده أن «السماء هي الحدود»، ويبدو أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك أخذ التعبير بحرفيته وهو يسعى إلى تطبيقه ليس فقط على أرض الواقع بالذهاب الى الفضاء الخارجي، بل إلى ما أبعد منه.
ماسك ليس مليارديراً فحسب، بل «ملتي ملياردير» بثروة شخصية تقدر بـ242 مليار دولار، ما يجعله وفق موقع «بيزنس انسايدر» أغنى رجل في العالم وأغنى من مارك زوكيربيرغ وبيل غيتس وبرنارد أرنولت وجيف بيزوس.
ومع أن ماسك يحب إعطاء الانطباع بأنه يستخف بثروته فإن ذلك لم يمنعه من ابتكار إيموجي (صورة رمزية) لميدالية فضية أهداها لجيف بيزوس لاحتلاله المركز الثاني بعده بين أثرياء العالم.
ولربما يكون العنصر الوحيد الذي لا يضع ماسك في المرتبة الأولى هو السن. فصحيح أنه، في سن الخمسين، ويصغر بيزوس بسبع سنوات، ولكنه أيضاً أكبر من زوكيربرغ بثلاثة عشر عاماً.
ولا شك أن صعود ابن الزوجين المطلقين من طفل لعائلة ميسورة في جنوب أفريقيا إلى رجل يتوقع له البعض أن يصبح أول تريليونير في التاريخ، كان صعوداً صاروخياً لا يضاهيه إلا صاروخ شركته «سبيس اكس» الذي يطمح لاستخدامه لاستيطان كوكب المريخ.
ويعطي ماسك مبرراً وجيهاً لتطلعه إلى نقل الإنسان إلى المريخ. فهو في رأيه الضمانة الأقوى لبقاء الإنسان في حال اندثار حضارته على الأرض سواء نتيجة كارثة طبيعية أو بشرية.
ولكن صعود ماسك لم يكن بلا عثرات كان أولها قراره وهو في سن التاسعة بتفضيل العيش مع والده على العيش مع والدته وهو القرار الذي وصفه لاحقاً بأنه «لم يكن فكرة سديدة» لأن علاقته بوالده كانت مشوبة دائماً بالمشكلات.
حياته الدراسية لم تكن أقل سلاسة، فقد كان عرضة للتنمر من زملائه لدرجة أنه أدخل المستشفى ذات مرة بعد تعرضه لضرب مبرح منهم. ولكن المنعطف الحاسم في مسيرته جاء بعد حصوله على الشهادة الثانوية عندما انتقل مع والدته وشقيقه وشقيقته من مسقط رأسه في جنوب أفريقيا إلى كندا.
وبعد حصوله على إجازة جامعية من جامعة بنسلفانيا الأميركية سجل لدراسة الدكتوراه في جامعة ستانفورد، ولكنه سرعان ما عدل عن الفكرة لينضم إلى عالم سيليكون فالي الناشئ وليبدأ سلسلة نجاحاته في الأعمال. ومن الواضح أن ماسك يتمتع بموهبة كبيرة في تأسيس شركات صغيرة ثم انجاحها ثم بيعها بربح كبير لكي يؤسس شركة أخرى ويبيعها لاحقاً.
وكان أبرز مثال على ذلك إطلاقه عام 1999 لشركة «اكس دوت كوم» المصرفية برأسمال 10 ملايين دولار كانت جزءاً من حصته من بيع شركة «زيب زيد» التي أسسها مع شقيقه. وبعد مضي عام واحد اندمجت «اكس دوت كوم» مع شركة «كونفينيتي» المالية الناشئة لتشكلا شركة «بي بال» وليصبح ماسك الرئيس التنفيذي لها.
ولكن سرعان ما دبت الخلافات داخل مجلس الإدارة الذي نفذ قبل نهاية العام الأول من عمر الشركة انقلاباً داخلياً بينما كان ماسك في طريقه لتمضية إجازة في استراليا. أدى الانقلاب إلى خسارة ماسك لمنصبه في الشركة لكي يعلق لاحقاً على ذلك بقوله: «هذه هي المشكلة في الاجازات».
ومع ذلك عندما قامت «اي بيه» بشراء «بي بال» عام 2002 بمبلغ 1.5 مليار دولار، كانت حصة ماسك باعتباره أكبر مساهم في الشركة 165 مليوناً.
وحسب الموقع استخدم ماسك 100 مليون دولار من ذلك المبلغ لكي يؤسس في العام ذاته شركة «سبيس اكس» بهدف ارسال «فئران أو نباتات» إلى المريخ.
ولكنه أبقى قدميه على الأرض بسعيه لتحقيق حلم آخر بتأسيس شركة «تيسلا موتورز» للسيارات الكهربائية عام 2004 وعمله على تصنيع السيارة الكهربائية «رودستر» التي رأت النور 2006.
وفي العام ذاته خطر له مشروع تأسيس شركة للطاقة الشمسية وقدم لاثنين من أقربائه رأس المال الأولي للشركة التي أطلق عليها اسم «سولار سيتي».
وبعد 10 سنوات، في 2016، اشترت «تيسلا» الشركة بمبلغ 2.6 مليار دولار. ولكن قبل ذلك، في 2007، نفذ ماسك نسخة عن انقلاب مجلس إدارة «بيه بال» ضده لكي يطيح شريكه في تأسيس «تيسلا» مارتن ايبرهارد من منصب المدير التنفيذي ومن عضوية مجلس الإدارة.
ومع اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008 أصبحت «تيسلا» على شفير الإفلاس ولم ينقذها من ذلك المصير إلا مبادرة ماسك لاستثمار 40 مليون دولار في الشركة وإقراضها 40 مليوناً أخرى. ويقول الموقع إن «تيسلا» كانت تسجل خسائر كبيرة بينما واجهت عملية إطلاق «سبيس اكس» لصاروخها «فالكون 1» مصاعب كثيرة.
ولكن نهاية 2008 حملت معها تطورين مهمين لماسك، الأول كان فوز «سبيس اكس» بعقد من «ناسا» بمبلغ 1.5 مليار دولار لتوصيل مؤن إلى الفضاء والثاني كان حصول «تيسلا» على مستثمرين جدد من خارج الشركة.
وأعقب ذلك نجاح إطلاق أقوى صاروخ صنعته «سبيس اكس» حتى الآن وهو صاروخ «فالكون هيفي» الذي كان من بين ما حمله إلى مدار حول المريخ سيارة «رودستر تيسلا» الحمراء اللون الخاصة بماسك.
ويضيف الموقع أن ماسك لا يتوقف عن الاتيان بأفكار جديدة مثل فكرة قطار «هايبرلوب» الذي ينطلق في أنبوب مفرغ من الهواء ويستطيع نظرياً قطع المسافة بين لوس أنجليس وسان فرانسيسكو في 30 دقيقة، كما أنه أسس عام 2017 شركة «نيورالينك» لتطوير رقاقات إلكترونية لزرعها في دماغ الانسان.
ولكن تبقى المنافسة الكبرى بين ماسك وبيزوس في عالم الفضاء رغم أن مشروع بيزوس بتنظيم «نزهات» فضائية، شارك في إحداها، قد يكون أكثر تواضعاً من مشروع ماسك لغزو المريخ.