من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الموجّهة عن بعد

الإمارات تتطلع لبناء صناعة عسكرية ضخمة

شعار مجموعة «إيدج» في معرض دبي للطيران
شعار مجموعة «إيدج» في معرض دبي للطيران
تصغير
تكبير

دبي - أ ف ب - من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الموجّهة عن بعد، تنكب الإمارات، على تطوير الصناعة العسكرية محلياً لتقليل اعتمادها على الواردات الباهظة، في منطقة غالباً ما تعصف بها الأزمات.

قبل عامين، تم إنشاء مجموعة «ايدج» التي تتّخذ من أبوظبي مقراً لتقود هذه الجهود، وأصبحت تضم 25 شركة تصنيع أسلحة إماراتية، مما يمثّل «نضج صناعة الدفاع لدينا»، حسب ما يقول رئيس أحد الأقسام الخمسة في المجموعة خالد البريكي لـ «فرانس برس».

وصعدت «إيدج» سريعاً لتصبح واحدة من أكبر 25 شركة تصنيع دفاعي على مستوى العالم العام الماضي، بعائدات تزيد على خمسة مليارات دولار، وفقاً للمعهد الدولي لأبحاث السلام «سيبري» في ستوكهولم.

وأضاف البريكي «أدركنا أنه يتعيّن علينا تجميع قدراتنا معاً تحت سقف واحد للتركيز على ما نريد تصنيعه في الدولة، والآن يمكننا القيام بذلك على صعيد عالمي أيضاً». وتابع «لدينا عقلية مجموعة ناشئة، ولكن مع قدرات هائلة».

وتوظّف المجموعة 13 ألف شخص «من كل أنحاء العالم» لكنها تعمل على توظيف المزيد من الإماراتيين، ولاسيما من خلال إبرام اتفاقيات مع جامعات في الداخل أو في الخارج.

وفي معرض دبي للطيران الذي انطلق الأحد، يعرض جناح «ايدج» الضخم مجموعة من المنتجات المصنوعة في الإمارات، من القنابل الموجهة إلى أنظمة الأمن السيبراني.

ويسعى الجناح إلى استقطاب العقود التي تكاد تكون حصرية لصالح القوات المسلحة الإماراتية، ولا سيما لصيانة الطائرات العسكرية للقوات الجوية (نحو 4 مليارات دولار) أو توفير الذخائر الموجّهة (880 مليون دولار).

وتعد الإمارات، من بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم وتسعى إلى تنويع اقتصادها.

وقال البريكي «لدينا بالفعل 20 منتجاً تم تصنيعها في إطار مبادرة - صنع في الإمارات - وتم الإعلان عن 13 منتجاً منها هذا العام»، مضيفاً «نطمح إلى العمل ضمن القدرات الوطنية (فقط)، لكن ليس لدينا درجة كافية من النضج للاستغناء عن الشركاء» بعد.

بالتالي، تعمل المجموعة المصنّعة على زيادة عدد الاتفاقيات مع الشركتين الأميركيتين «لوكهيد مارتن» و«رايثون» على سبيل المثال، أو «امبراير» البرازيلية و«ايرباص» الاوروبية.

وبينما تقوم الشراكات على منح «ايدج» تراخيص إنتاج لمنتجات معيّنة، فإن المجموعة تبرم عقوداً أخرى أكثر طموحاً، حيث «يشتري الشريك منتجاتنا ويبيعها» بالنيابة عن المجموعة، بحسب البريكي.

وفتح توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل العام الماضي، فرصاً جديدة أمام المجموعة للتقرّب من المصنّعين العسكريين في الدولة العبرية، الحاضرين بأعداد كبيرة للمرة الأولى في معرض دبي للطيران.

وقال البريكي «نتناقش معهم ونوقع العقود، نحن نتّبع سياسة حكومتنا».

في هذا السياق، أعلنت شركة «إلبيت سيستمز» الإسرائيلية العملاقة في مجال التسلح والتي تصمّم طائرات من دون طيار (الدرونز)، الأحد، عن إنشاء شركة تابعة في الإمارات تهدف بشكل خاص إلى «نقل التقنيات إلى الشركاء المحليين».

وتأمل شركة «إيدج»، التي حصدت نحو 20 عقد تصدير للخدمات أو الذخيرة، في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية.

وفي الوقت الحالي، تقوم «إي بي آي»، أحد كياناتها المتخصصة في الهندسة الدقيقة للملاحة الجوية، بتصدير أكثر من 60 في المئة من إنتاجها.

ورأى البريكي أنّ «التصدير مهم، ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أيضاً من ناحية إظهار جودة الأسلحة الإماراتية»، مضيفا«إذا كان لدينا منتج جيد، فيجب أن نكون قادرين على بيعه في الخارج».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي