اجتهادات

التاجر بو (العقل) الملونة!

تصغير
تكبير

مسلسل (درب الزلق)، من أكثر المسلسلات الكويتية شهرة وانتشاراً، كان وما زال عالقاً بالأذهان، نتابعه مرات ومرات بلا كلل ولا ملل، وكأنك تشاهد هذا المسلسل للمرة الأولى! مسلسل يعكس واقع الكويت وتقدمها في المجال الفني على المستوى الخليجي والعربي في تلك الحقبة.

مشاهد عديدة جميلة ومضحكة، ما زال يضرب بها المثل في أي حديث شيق! ولعل من بين هذه المشاهد الجميلة مقطع حسين بن عاقول عندما صدم أنه وفي أول مشروع له وعند وصول بضاعة الأحذية وجدها جميعاً (طبجة وحده)، ليضطر إلى رمي البضاعة بالكامل دون فائدة، نادماً على عدم سماع مشورة أخيه سعد للعمل بتجارة (النعل)!

وبالمثل، يقول خالد البسام في كتابه (خليج الحكايات)، إن هناك تاجراً مرموقاً ومعروفاً في بيع الملابس الخليجية من (غتر وعقل وبشوت ونعل)، إلا أنه وجد وعلى الرغم من انتعاش هذه التجارة التي لا يتوقف بها البيع في موسم معين، أن المنافسة بها أصبحت شديدة ومحتدمة بسبب ازدياد عدد التجار وتنوع بضائعهم!

وأمام كل ذلك، لم يجد التاجر إلا المغامرة والتميز، فبدأ بالبحث عن مصدر آخر ليورد له بضاعة فاخرة ومميزة، وتواصل مع إحدى الشركات اليابانية المتخصصة واتفق معها على تصنيع عقال ياباني من النوع الجيد والمعقول من ناحية الثمن، حتى يتمكن من المنافسة في السوق، وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، وكل ذلك بدلاً من الاعتماد على احتياجات الناس وذوقهم المحلي في ذلك الوقت.

انتظر التاجر شهوراً حتى وصلت البضاعة بكراتينها في الميناء، نقل التاجر البضاعة إلى المحل استعداداً لعرضها، لكن التاجر المسكين وما إن فتح الكرتون الأول حتى أصيب بصدمة قوية، والسبب في ذلك أن اليابانيين قد صنعوا له (العقل) بألوان مختلفة كالأصفر والأحمر والبنفسجي والأزرق وغيرها! وكان هذا الحال في جميع الكراتين!

لم يكن ذلك بالنسبة لليابانيين خطأ في التصنيع أو الطلبية، بل كان (فهلوة) منهم لأنهم كانوا يعتقدون أن التاجر سيفرح عندما يرى (العقل) الملونة بدلاً من (عقال) اللون الأسود، وأن بضاعته ستباع فوراً بسبب تميزها عن غيرها!

صدم التاجر بفهلوة اليابانيين واضطر لرمي البضاعة بالكامل، حاله كحال حسين بن عاقول وشركته بن عاقول ليمتد، بينما أضحى هو وقصته نكتة لم يتوقف عن روايتها أهل الخليج جميعاً!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي