No Script

سافر إلى ذاتك

فلسفة غير مفهومة تحتاج الطرح

تصغير
تكبير

ماذا لو كنا أضخم من العالم ونرى العالم على هيئة كائنات دقيقة لا ترى إلا بالمجهر... خذوا أبعادكم التصورية معي

تُرى ماذا سنرى...؟

الخير والشر بنظرة إنسانية

المنطق واللامنطق بنظرة فلسفية

السالب والموجب في نظرة علمية

الملائكة والشياطين في نظرة دينية

كلها نتائج نراها كطلبة باحثين عن المعرفة.

يأخذون بيانات عن هذا العالم ويقارنون ما توصلوا له بالكم والكيف لمعايير تخص كل النظرات السابقة، ولكن ماذا لو أخذنا عينه من هذه النتائج وطبقناها كمعلومات، رغبة منا للوصول للأسباب... فسنجد عالماً مختلفاً جداً، سببه هو من يؤدي لنتيجته، بتناغم رشيق ومرن يسكن ركيزتين أساسيتين في الحياة هما الذات والكون، الذات هي السبب والكون نتيجة.

تُرى هل هذا الكلام صحيح أو حقيقي؟!

كيف تكون الذات سبباً، هل أنت سبب واقعك ونتيجة حياتك الآن هو أنت؟

بعمق أكثر، هل تعرف معنى الأنا داخلك؟

وهي مصدر تفكيرك الداخلي، ومعتقداتك التي من خلالها تنشأ الأسباب.

فمثلا عندما تقول أنا أحب، توضح ما تفكر فيه وهو الحب وشيء محدد عندك وموجه، أما عندما تقول أنا أقفز، فإنك توضح لجسمك ما سيفعله من سلوك وهو القفز، أي أنا (داخلك) تحتوي الكثير من الوظائف قد تكون أداة أمر عقلية أو سلوكية تحدد له ماذا يشعر؟ أو ماذا يفعل وكيف يفعل؟ ومن وجهة نظر فلسفية بسيطة الأنا تمر بمراحل:

الأولى، هي التي أطلق عليها بتعريفي الشخصي أنا (الموجهة) وهي الأنا التي تحدد الرغبة... تحتاج هذه (الأنا) محركاً لها يدعى الإرادة والإصرار، حتى تعمل بشكل صحيح مثال (أنا أستطيع أن أكون كاتباً ماهراً) ما أن تبدأ بهذه الـ(أنا) عليك الالتزام الكامل بها، أياً كانت العقبات التي تواجهك، فالسقوط عند هذا الالتزام يُعدم تأثيرها، فهي تمثل مرحلة التحكم بالذات أي في العالم الداخلي، والمثابرة عليها تدخلنا لمرحلة أخرى منها.

وهي أنا (الفاعلة) أي المحققة، أي التي تتحكم في العالم الخارجي... وهي تعني أن تتفاعل رغباتك في خلق الفرص إليك، نجاح عملية التفاعل فيها يحتاج أن تعرف كيف تفكر؟ وما هي نظرتك لنفسك والعالم والمستقبل؟ ولتحرك الأنا الفاعلة بناء على وعي قياسي (العقل الواعي) وتحليل للوعي (العقل الذاتي) وصولاً للوجهة التي تربطك برغباتك وطموحك دون تمييز أو فلترة (العقل الباطن)... ثم تنتقل بعد تحديد الوجهة إلى (أنا القدرة) وهي مرتبطة بالكون وقوانينه وعلاقاتنا ببعضنا كبشر وهي لها وجهتان، الأولى تكون حركتها ضعيفة عندما يكون الفكر أنانياً أو يحتوي على استغلال ضعف الآخر أو جهله.

والوجهة الأخرى، جبارة وعظيمة عندما تكون هناك مفاعلة بين الناس، أي بقدر عطاء الآخرين يكون الأخذ الذاتي، فكونية الحياة هي ارتباط الأجزاء ببعضها حفاظاً على الصالح العام الذي يكون فيه الصالح الأكبر في الأخذ هو العطاء... كمسار طبيعي للكون الذي يشاركنا فيه الآخرون.

نستنتج من تحليل العينات السابقة، الأنواع الثلاثة من الأنا المتصلة ببعضها اتصالاً تدريجياً دقيقاً، وأن جوهر النتائج هي أنشطة ذهنية تشكل عالم السبب، تبدأ بكلمة توجيه ثم تفعيل وصولاً لعالم النتيجة... كما أن (الأنا ) ليست عقلاً ولا جسداً بل أسلوب تعبير عنهما، وهي قدرة وقودها مساعدة الآخرين، ومولدها الفكر، ونتائجها ترتيب كوني.

وأخيراً، ملخصي الشخصي لعجائب (الأنا ) هي (أحب وافهم نفسك خذ وقتك بذلك، ثم التزم بقرارك دون خط رجعة للهدف ولكن تبديل لمسار تحقيق الهدف إن لزم الأمر، ثم التناغم والتكافل الاجتماعي بينك وبين أفراد المجتمع. شعار ذلك، أحب لأخيك ما تحب لنفسك، فالصالح النفسي في هذا الأمر ثرواته تعود عليك أنت).

Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي