توقعات «أوبك» المستقبلية للربع الأول من 2022 تشير إلى تخمة إمدادات بمليوني برميل يومياً

«الوطني»: النفط وصل لمستويات لم يشهدها منذ 2014

تصغير
تكبير

- الولايات المتحدة ودول أخرى لم تتوقف عن حض «أوبك» على ضخ المزيد من النفط لإعادة التوازن إلى السوق

أشار بنك الكويت الوطني إلى أنه في أكتوبر الماضي وصلت أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ 2014، في ظل تزايد حدة تشديد أوضاع السوق، إذ تجاوز سعر مزيج خام برنت أعلى مستوياته المسجلة سابقاً والبالغة 86.3 دولار للبرميل في أكتوبر 2018 ليصل إلى 86.4 دولار للبرميل، قبل أن يستقر عند مستوى 84.4 دولار للبرميل بنهاية الشهر بنمو 7.5 و62.9 في المئة منذ بداية العام الجاري حتى اليوم.

وذكر البنك في تقريره الاقتصادي، أنه بحلول 5 نوفمبر، تراجع سعر مزيج خام برنت إلى 82.7 دولار للبرميل، في ظل تقييم السوق لعزم إيران استئناف المفاوضات النووية المتوقفة، وزيادة مخزونات الخام التجارية الأميركية للمرة الخامسة خلال 6 أسابيع.

وبيّن التقرير أن اجتماع «أوبك» مع حلفائها الذي عقد في 4 نوفمبر تصدر العناوين الرئيسية، وساهم في تعزيز معنويات السوق، بعدما أقرت المجموعة جدولها الحالي لزيادة الإنتاج الشهري (400 ألف برميل يومياً).

ويأتي ذلك في وقت لم تكف الولايات المتحدة ودول أخرى عن حث المجموعة، على ضخ المزيد من النفط لإعادة التوازن إلى السوق، التي أصبحت تعاني من شح الإمدادات بشكل متزايد في ظل نقص إمدادات الغاز الطبيعي، الأمر الذي حظي بتغطية إعلامية موسعة.

وبيّن التقرير أنه في إطار تفسيره لقرار «أوبك» وحلفائها، قال وزير النفط السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن هذا النقص في الإمدادات، الذي أدى إلى تحول ضغوط الطلب على الغاز إلى النفط، ونقص الاستثمارات، هو القضية الحقيقية وليس السياسة النفطية للمنظمة مع حلفائها.وتابع التقرير أن نمو المعروض النفطي لـ «أوبك» وحلفائها لم يواكب جدولها الزمني الذي وضعته بسبب تقلص إنتاج العديد من الأعضاء، بما في ذلك أنغولا ونيجيريا.

ونوه بأنه في واقع الأمر، مازال يتعيّن على «أوبك» تلبية حصتها الشهرية المقرّرة من الإنتاج هذا العام، إذ كشفت التقديرات الأولية لشهر أكتوبر أن إنتاج المنظمة انخفض عن المستوى المستهدف بمقدار 387 ألف برميل يومياً، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 23.4 مليون برميل يومياً.

وكشف تقرير «الوطني» أن «أوبك» مع حلفائها قللت من تقدير حصتها بمقدار 700 ألف برميل يومياً، إذ ينتاب المجموعة التي تقودها السعودية مخاوف تجاه تخمة الإمدادات، ونظراً لأنها ترى إمكانية استدامة معدلات نمو الطلب التي شهدها النفط أخيراً، تشير التوقعات المستقبلية للأوبك للربع الأول من عام 2022 إلى تخمة في إمدادات السوق بنحو مليوني برميل يومياً.

وذكر أن السعودية بصفة خاصة لا ترغب في عكس مكاسب العرض تحسباً لضعف الطلب أكثر مما كان متوقعاً، وأن إدارة سياسة الإنتاج الداخلية للمجموعة لتمكين المنتجين ذوي الطاقة الإنتاجية الزائدة، مثل الإمارات والعراق والسعودية، من تعويض تراجع إنتاج الأعضاء الآخرين، تبدو معقدة للغاية وموضع جدل سياسي.

واعتبر «الوطني» انخفاض مخزونات النفط العالمية الدليل الأكثر وضوحاً على انتعاش استهلاك النفط، إذ تراجعت مخزونات النفط التجارية للدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى 2.85 مليار برميل بنهاية أغسطس، أي ما يكفي لتغطية 62.5 يوم من الطلب المستقبلي على النفط وفقاً لمنظمة «أوبك». وكشف عن تراجع المخزونات لأقل من متوسط الخمس سنوات (2016-2020) بـنحو 183 مليون برميل، وهو ما يعد مؤشراً رئيسياً لـ «أوبك» وحلفائها في تقييم جهود إعادة موازنة السوق.

وتشير تقديرات توازن الطلب والعرض هذا الربع إلى استمرار سحب المخزونات بمعدلات إضافية، بنحو 0.5 مليون برميل يومياً، لتتباطأ وتيرة السحب مقابل السحب الهائل من المخزونات الذي شهده الربع الثالث من العام والذي بلغ 1.5 مليون برميل يومياً تقريباً، على خلفية زيادة العرض من المنتجين من داخل وخارج مجموعة «أوبك».

وأفاد التقرير عن تمكن منتجي خام النفط الأميركي من عكس الخسائر الناجمة عن إعصار أيدا، إذ وصل الإنتاج إلى 11.5 مليون برميل يومياً بنهاية أكتوبر بزيادة 200 ألف برميل يومياً وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

توقعات 2022

وأشار تقرير «الوطني» إلى أن توقعات 2022 تبدو مختلفة بشكل ملحوظ، إذ أنه واستناداً إلى تقديرات الطلب الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية وتقديرات العرض من خارج «أوبك» والزيادات المقررة لحصص إنتاجها وحلفائها، قد يصل الفائض إلى 1.3 مليون برميل يومياً في الربع الأول من 2022، على أن يشهد المزيد من النمو خلال العام بمتوسط 3 ملايين برميل يومياً لـ2022.

ورأى التقرير أن زيادة إنتاج النفط الأميركي وعودة إنتاج النفط الإيراني إلى الأسواق بزيادة 1.3 و1.5 مليون برميل يومياً، قد يؤدي للتأثير سلباً على توازن السوق.

ووافقت حكومة رئيسي أخيراً على استئناف المفاوضات النووية في 29 نوفمبر، في شأن خطة العمل الشاملة المشتركة التي واجهت عقبات شديدة، وقد يكون مستوى الطلب على النفط أيضا دون التوقعات إذا استمر فيروس «كوفيد-19» في الضغط على الاقتصاد العالمي.

وتتوقّع وكالة الطاقة الدولية أن يصل نمو الطلب على النفط إلى 3.3 مليون برميل يومياً في المتوسط عام 2022، مقابل 5.5 مليون برميل يومياً هذا العام، إذ أفاد «الوطني» أنه في ظل توافر تلك الديناميكيات في الأفق، غير مرجح أن تتخلى «أوبك» وحلفاؤها عن حذرها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي