No Script

فلسفة قلم

انتهى الحوار... ماذا بعد؟

تصغير
تكبير

مرّ العالم خلال العامين الماضيين بأزمات لم يسبق لها مثيل، بسبب فيروس كورونا المستجد الذي باغتنا ووقعت الجائحة... وقد أثبتت التجربة التي مررنا بها، بأن العالم أشبه بقرية صغيرة، إذا تضرّرت إحدى قراه تضرّر الجميع... وأصبحنا على يقين تام بأن بعض القضايا أو المشكلات التي تحصل في العالم لا يمكن أن تتم مواجهتها والتصدي لها، بجهود فردية أو عشوائية، وإنما بالعمل الدولي المنظم، مثلما حدث في قصتنا مع وباء «كوفيد - 19»، أو ما سيحدث في ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أحدثت العديد من الاضطرابات الطبيعية في العالم، مثل سيول ألمانيا، وحرائق الغابات خلال العام الماضي، وبالتالي علاجها يكون بالتعاون العالمي والعمل الجماعي ونبذ الخلافات الدولية.

صدر العفو الكريم من سمو أمير العفو نواف الكبير، وطوت دولة الكويت صفحة سياسية كان من الحكمة ان تنتهي، بعد أزمات متعددة شهدناها بسبب بعض التكسّبات على هذه القضية واستغلالها، قبل أن يُبادر صاحب السمو بالدعوة إلى عقد الحوار الوطني وإنجاز ملف العفو الذي فرح به كل الكويتيين (باستثناء المتكسبين) وعملوا سعداء على إنجازه.

وهنا أقصد رئيس مجلس الأمة ود. عبيد الوسمي وكل أعضاء المجلس، إلا قلة قليلة... وأيضاً الحكومة ممثلة برئيسها ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ومستشاري الديوان الأميري، الذين لم يتوانوا لحظة لتحقيق الرغبة السامية حتى تطوى الصفحة ويعم الفرح بلم شمل مَنْ خسروا الكثير دفاعاً عن الكويت وشعبها، بأهاليهم.

ورغم هذه الأجواء الإيجابية والأمل الكبير في إصلاح كل الأخطاء السابقة والمضي نحو توافق سياسي يضمن الإنجاز والتطوّر ومحاسبة الفاسدين، إلا أننا نشاهد بعض الآراء المؤسفة المتصلّبة التي لم تستطع استساغة كل شيء يحصل، بسبب الخلافات السياسية التي تحوّلت إلى شخصانية، وبالتالي لا تريد للقطار أن ينطلق قبل أن ينزل منه الخصوم السياسيون... وإلا فإن القطار لن يتحرك!

عندما نقول إن العالم أصبح قرية صغيرة، وما يحصل في الصين يمس الكويت، فما بالك بما يحدث في إيران والعراق وسورية واليمن ولبنان والسودان وإثيوبيا والمغرب والجزائر وأفغانستان... وبالتالي المنطقة ملتهبة بكل معنى الكلمة، والخطر أقرب مما نتصوّر، لذلك هناك مسؤولية على مجلس الأمة وعلى الحكومة وعلى الشعب الكويتي، بأن يكونوا مدركين لما يحصل حولنا، لأن الانشغال بالخصومات السياسية والوهمية لا يخدم البلاد.

فلا عزّ ولا رفعة لنا إلّا بتعاوننا مع بعض ونبذ خلافاتنا... وعزة ورفعة دول الخليج العربي بتعاونها وتعاضدها وتضامنها الحقيقي.

وأخيراً أقول... شكراً نواف الكبير... شكراً سمو الأمير.

‏ ‪‬‪@‬Hamadaljedei

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي