قد تشهد 500 ألف وفاة بحلول فبراير

أوروبا مجدداً... مركز «كوفيد - 19» وبريطانيا توافق على حبّة «مولنوبيرافير»

عقار «مولنوبيرافير»
عقار «مولنوبيرافير»
تصغير
تكبير

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، في شأن وتيرة انتشار جائحة «كوفيد - 19» في أوروبا، مثل ألمانيا التي سجلت الإصابات اليومية فيها مستوى قياسياً.

وأثرت هذه الموجة الرابعة «الضخمة» خصوصاً على ألمانيا التي تجاوزت أمس، عدد الإصابات اليومية القياسي الذي سجّلته في ديسمبر 2020، مع 33،949 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة.

وقال المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانس كلوغه خلال مؤتمر صحافي «أصبحنا مجدداً مركز» الجائحة، مشيراً إلى أن «الوتيرة الحالية لانتقال العدوى في الدول الثلاث والخمسين في منطقة أوروبا مقلق جدا (...) وإذا بقينا على المسار نفسه قد تسجل نصف مليون وفاة إضافية جراء كوفيد - 19 في المنطقة بحلول فبراير المقبل.

وعزت المنظمة ارتفاع الإصابات إلى تغطية لقاحية غير كافية وتخفيف إجراءات مكافحة الوباء.

وتفيد بيانات إقليم أوروبا في منظمة الصحة بأن عمليات الاستشفاء المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، «زادت عن الضعف في غضون أسبوع».

من جانبها، أصبحت بريطانيا، أمس، أول دولة في العالم تمنح الموافقة على استخدام حبوب مضادة للفيروس من إنتاج شركتي«ميرك» و«ريدجباك» للعلاج الحيوي، في دفعة لمعركة التصدي للجائحة قد تغير من قواعد اللعبة.

وأوصت وكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية باستخدام عقار«مولنوبيرافير» في أسرع وقت ممكن بعد ثبوت الإصابة بالوباء وفي غضون خمسة أيام من ظهور الأعراض. ‬‬

وهذا أول علاج فموي مضاد للفيروسات لـ«كوفيد - 19»يحصل على موافقة. ومن المنتظر أن يحظى قريباً بموافقة الجهات التنظيمية الأميركية. وسيجتمع مستشارون أميركيون هذا الشهر للتصويت على استخدام العقار الجديد.

وحظي العقار، الذي سيحمل الاسم التجاري«لاغيفريو» في بريطانيا، بمتابعة واسعة منذ أظهرت بيانات الشهر الماضي أنه يمكنه أن يخفض بمقدار النصف احتمالات الوفاة أو دخول المستشفى للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة لـ«كوفيد - 19» عند تناوله في وقت مبكر من المرض.

وقال وزير الصحة ساجد جاويد في بيان«إنه يوم تاريخي لبلادنا لأن المملكة المتحدة باتت أول دولة في العالم توافق على مضاد للفيروسات يمكن تناوله في المنزل للعلاج من كوفيد - 19»، مؤكداً أن«ذلك سيغير وضع الأفراد الضعفاء والذين يعانون من قصور في المناعة بتمكينهم قريباً من استخدام هذا العلاج الثوري».

وفي بيان منفصل، ذكرت شركة«ميرك»، ومقرها الولايات المتحدة، انها تتوقع إنتاج عشرة ملايين جرعة علاجية من العقار بنهاية هذا العام و20 مليوناً على الأقل في عام 2022.

وفي الولايات المتحدة، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، امس، أنه سيتعين على عشرات الملايين من الموظفين الأميركيين أن يتلقوا اللقاح المضاد بحلول 4 يناير وإلا فسيتعين عليهم الخضوع لاختبارات منتظمة.

وتعتبر هذه الخطوة التي تطول موظفي الشركات التي يزيد عدد أفرادها على 100 شخص والعاملين في المجال الطبي والموظفين المتعاقدين مع الوكالات الفيديرالية، من أكثر الإجراءات جذرية التي اتخذتها الحكومة الأميركية في محاولة لوقف الوباء الذي يقوض الانتعاش الاقتصادي.

وفي العالم، تم تجاوز عتبة خمسة ملايين وفاة مرتبطة بالوباء مساء الاثنين. وسجلت أوروبا وحدها أكثر من 1،4 مليون وفاة.

ويسجل عدد الإصابات اليومية ارتفاعاً منذ ستة أسابيع متتالية في أوروبا في عدد الوفيات اليومية مع نحو 250 ألف إصابة و3600 وفاة يومياً، استناداً إلى الأرقام الرسمية لكل دولة جمعتها«فرانس برس».

ويسجل الارتفاع الجديد خصوصاً في روسيا (8162 وفاة في الأيام السبعة الأخيرة) وأوكرانيا (3819 وفاة) ورومانيا (3100 وفاة)، بحسب هذه البيانات.

وقال كلوغه«معظم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى ويموتون بسبب كوفيد - 19 اليوم لم يتلقوا اللقاح بشكل كامل».

في المتوسط، وفقاً لمنظمة الصحة، تلقى 47 في المئة فقط من سكان المنطقة التي تشمل دولاً أوروبية والعديد من دول آسيا الوسطى، جرعتين من اللقاح.

وبهدف مكافحة الوباء، دعت المنظمة إلى مواصلة حملات التحصين والاستخدام المكثف للكمامات والتزام إجراءات التباعد الاجتماعي.

وأضاف كلوغه «تظهر توقعات موثوقة أنه إذا توصلنا إلى نسبة 95 في المئة في استخدام الكمامات في أوروبا وآسيا الوسطى، فيمكننا إنقاذ 188 ألف شخص من بين نصف مليون قد تصل الى الوفاة بحلول فبراير 2022».

وسجّلت ألمانيا 19702 إصابة يومية في المتوسط خلال الأيام السبعة الماضية، وهو مستوى لم يسجّل منذ نهاية أبريل.

وقالت هيلغه براون الذراع اليمنى لأنجيلا ميركل في المستشارية لقناة«زي دي إف»التلفزيونية العامة«الوضع خطير» مضيفة «نحن نلاحظ عبئاً هائلاً (في المستشفيات) في تورينغن وساكسونيا»، وهما منطقتان متضررتان جداً.

وقد يتّخذ وزراء الصحة في الحكومة الفيديرالية والمقاطعات الألمانية قراراً في شأن فرض إجراءات تقييدية جديدة.

لكن عودة الوباء تحدث في ألمانيا في ظل سياق سياسي معقد، مع اكتفاء الحكومة بتصريف الأعمال منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة بانتظار نتيجة المفاوضات في شأن تحالف جديد بين الحزب الاجتماعي الديموقراطي وحزب الخضر والحزب الليبرالي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي