المؤسسة قدّمتها للمرة الأولى لشخصية فردية كتكريم خاص لقيادي أثره كان واضحاً في القطاع
«غلوبل فاينانس» تمنح عادل الماجد جائزة المساهمة المميّزة في التمويل الإسلامي
- منذ تولي الماجد دفّة القيادة تمكّن «بوبيان» من الصعود إلى المركز الثالث بين البنوك الكويتية
- ارتفاع أصول البنك من أقل من 4 مليارات دولار في 2009 لأكثر من 24 ملياراً
- الماجد تولى قيادة «بوبيان» في وقت عصيب ونجح مع فريقه في التحوّل سريعاً من الخسارة للربحية
- الماجد: عندما سنحت لي فرصة الانضمام إلى «بوبيان» قبلت التحدي لأُحقّق إنجازاً خاصاً بي
- قرّرت أن أفعل الأشياء على نحوٍ مختلف وأُرسي ثقافة العمل بروح الفريق لقناعتي بأنّ هناك فرصة للبنوك الإسلامية
- أكثر خطواتنا شجاعة تجنيب 211 مليون دولار مخصّصات بما يتجاوز 3 أضعاف ما جُنّب في العام السابق لانضمامي للبنك
منحت مؤسسة «غلوبل فاينانس» العالمية، نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوبيان، عادل عبدالوهاب الماجد، جائزة المساهمة المميّزة في التمويل الإسلامي (Outstanding Contribution to Islamic Finance)، تقديراً لجهوده في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي على مدار السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ وصوله إلى منصبه القيادي في البنك عام 2009.
وتسلّم الماجد الجائزة في الاحتفال الذي أقامته المؤسسة في دبي، بحضور نخبة من المصرفيين والقياديين في مختلف القطاعات الاقتصادية، لتكريم المؤسسات الفائزة بجوائزها على مستوى الشرق الأوسط.
وقال رئيس مؤسسة «غلوبل فاينانس»، جوزيف غياررابتو في كلمة استعرض فيها إنجازات ونجاحات الماجد طوال مسيرته المصرفية التي تقترب من 40 عاماً، إنّ هذه الجائزة المميّزة التي تُمنح للمرة الأولى لشخصية فردية تعتبر بمثابة تكريم خاص للقيادي الذي كان له الأثر الكبير والمساهمة المميزة في تطوير مجال التمويل والصيرفة الإسلامية.
وأضاف أنّ الماجد انتقل إلى «بوبيان» في وقت النمو المتصاعد للخدمات المالية الإسلامية وارتفاع حدة المنافسة في المنطقة، مشيراً إلى أنه انضم للبنك في وقت عصيب كان يعاني فيه من الكثير من المشاكل، ويواجه تحديات عدة عام 2009، وهو ما وضعه أمام معضلة سرعة إعادة البناء مع ضرورة الحفاظ على وحدة المؤسسة وقوتها.
من جانبه، قال الماجد إنّ ما حققه يعود إلى عائلته وجميع من عمل معهم طوال مسيرته المصرفية، التي تمتد لقرابة 40 عاماً قضاها في بنك الكويت الوطني و«بوبيان».
وأعرب عن سعادته بأن يواكب عمله في أحد البنوك الإسلامية، النمو المتصاعد لصناعة الصيرفة ومؤسسات التمويل الإسلامية، والتي بدأت في الانتشار على مستوى الكويت والمنطقة والعالم.
وأكد أنّ ما حققه «بوبيان» خلال فترة قصيرة يمثل قصة نجاح، لا سيما في ما تحقق في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، التي باتت تمثل ركيزة أساسية لعالم اليوم، وأثبتت قدرتها على التفاعل مع الأزمات، حيث كان انتشار وباء «كوفيد 19» خير مثال على ذلك.
تحديات التحوّل
لا يمكن لأي متابع أن يتناول ما حققه «بوبيان» من إنجازات، دون أن يربط ذلك مباشرة بشخصية عادل الماجد القيادية، التي استطاعت تحويل البنك من مجرد مصرف عادي إلى واحد من أبرز بنوك الكويت والمنطقة، من خلال صعوده من المرتبة الأخيرة محلياً إلى المركز 3 بين بنوك الكويت.
ويعتبر عام 2009 نقطة التحول في سوق الخدمات المصرفية الكويتية، حيث تمثلت في دخول بنك الكويت الوطني، سوق الخدمات المصرفية الإسلامية من خلال الاستحواذ على حصة مؤثرة في «بوبيان»، والذي كان وقتها بحاجة إلى ضخ رأسمال جديد للحفاظ على استمرارية أعماله.
وقال الماجد عن هذه المرحلة الانتقالية في حياته العملية «عندما سنحت لي الفرصة للانضمام إلى (بوبيان)، قلت يجب أن أقبل التحدي وأذهب إلى البنك لأحصل على فرصة لكي أحقق إنجازاً خاصاً بي، ولكنني قررت أن أفعل الأشياء على نحوٍ مختلف، وأن أُرسي ثقافة العمل بروح الفريق، وكنت مقتنعاً أنّ هناك فرصة للبنوك الإسلامية».
وحول بدايات الانتقال إلى بنك بوبيان وعلاج مشاكله، ذكر الماجد «كانت أكثر خطواتنا شجاعة تجنيب نحو 211 مليون دولار كمخصصات، بما تجاوز 3 أضعاف ما تم تجنيبه في العام السابق لذلك العام، وخلال 4 أشهر كان (بوبيان) يتمتع بوضعية سليمة من حيث الميزانية العمومية، وكنا نعاني من بعض المشاكل على صعيد الخدمات والمنتجات والنظم، ولكن الميزانية العمومية أصبحت أفضل وامتلكنا فريق إدارة جديداً». وارتفعت أصول البنك من أقل من 4 مليارات دولار في 2009 لأكثر من 24 ملياراً.
أفضل بنك
وضع «بوبيان» إستراتيجيته المبدئية على أساس تواجده على صعيد الخدمات المصرفية للأفراد، مركزاً على الاستثمار في الخدمات الرقمية، وتمكن على مدار السنوات الست الأخيرة من الاستحواذ على العديد من الجوائز العالمية، ومن بينها جائزة «غلوبل فاينانس» كأفضل بنك إسلامي في العالم في مجال الخدمات الرقمية على مدار 6 سنوات.
وكانت المؤسسة قد أشارت في أسباب منحها «بوبيان» هذه الجائزة إلى الأسس التي اعتمدت عليها، وهي مدى قوة الإستراتيجية التي يضعها البنك لجذب وخدمة العملاء الراغبين في الحصول على الخدمات المصرفية الرقمية، وتحفيز وترغيب العملاء في التحوّل إلى استخدام الخدمات المصرفية الرقمية، ونمو قاعدة العملاء الذين يستخدمون الخدمات المصرفية الرقمية بكافة قنواتها سواء عبر الإنترنت أو الهواتف الذكية، والإبداع والابتكار في تقديم خدمات مصرفية وغير مصرفية مميّزة عبر القنوات الرقمية.
«لندن والشرق الأوسط»
ورغم فرصه المتعددة، فإنّ السوق المحلي يظل محدوداً أمام القطاعات المختلفة، لاسيما البنوك الكويتية الراغبة في التوسع، ولذا كان «بوبيان» على موعد مع الانتشار خارجياً من خلال ملكيته في بنك لندن والشرق الأوسط والذي كان يمتلك فيه 28 في المئة وارتفعت إلى 71 في المئة حالياً.
وجاء إعلان «بوبيان» عن انطلاق أعمال علامته التجارية الجديدة «Nomo Bank» بالكامل في الكويت والمملكة المتحدة، كأول بنك رقمي إسلامي عالمي من لندن، لديه القدرة على تقديم خدماته للجميع سواء من عملائه أو غيرهم.
ويُعتبر «Nomo» علامة تجارية تابعة لبنك لندن والشرق الأوسط وهو بنك مرخص بالكامل في المملكة المتحدة، ويتيح الفرصة للعملاء للاستفادة من أحد أرقى النظم المصرفية في العالم، ويقدم فرص استثمار متوافقة مع الشريعة الإسلامية، من خلال طرح منتجات وخدمات بنكية رقمية إسلامية، متاحة للجميع من أي مكان في العالم.
وتمثل أزمة «كوفيد 19» نموذجاً واقعياً لإدارة الأزمات، والتي نجح الماجد وفريقه في إدارتها، إذ سيظل العام 2020 مختلفاً بكل المقاييس البشرية، وسيظل في ذاكرة الجميع على أنّه العام الذي توقفت فيه كل مناحي الحياة في جميع بقاع الدنيا في وقت واحد، وسيظل الجميع يتذكر جائحة «كورونا» التي اجتاحت العالم وأغلقت كل قطاعاته الاقتصادية وغيّرت الكثير في الحياة اليومية.
واستطاع «بوبيان» رغم ذلك الاستمرار بتقديم أعلى مستويات الخدمة لجميع العملاء، في الوقت الذي واصل فيه تنفيذ العديد من مشروعاته وخططه، والتي كان أبرزها إطلاق خدمات ومنتجات جديدة، ووضع حجر الأساس لمبناه الجديد، وغيرها من الفعاليات التي تؤكد قوة البنك واستمرار العمل بأعلى مستوى.
وتأكدت خلال الأزمة قوة ونجاح الإستراتيجية التي انتهجها البنك منذ سنوات، في الاستثمار والتوسّع في الخدمات الرقمية، وأهميتها في ظل الظروف التي تمر بها الكويت والعالم حالياً، من خلال تزايد الاعتماد على الخدمات المصرفية التي تقدمها قنوات «بوبيان» الرقمية.
جوائز أخرى
خلال حفل تسلم الماجد لجائزته استحوذ «بوبيان» على جائزتين كأفضل بنك رقمي على مستوى الكويت والشرق الأوسط، ليؤكد تفوقه المحلي والإقليمي والذي بات على قمته منذ سنوات عدة، إلى جانب جائزة أفضل بنك إسلامي في الكويت.
ومع تزايد الإقبال على الخدمات الرقمية لا سيما بين جيل الشباب، قرّر «بوبيان» إنشاء مركز بوبيان للابداع الرقمي، الذي جمع العديد من المواهب من جميع إداراته، وعمل كما لو كان شركة ناشئة مستقلة بذاتها داخل البنك.
وتم إسناد مهمة رقمنة الإجراءات القائمة وتطوير خدمات رقمية جديدة، وإعادة إطلاق منصة الخدمات المصرفية الرقمية للبنك، إلى مركز الابتكار الرقمي الذي بدأ بخمسة موظفين فقط والآن يتواجد فيه ما يزيد على 100 موظف.
نموذج للشباب
يمثل الماجد نموذجاً للقيادات المصرفية الكويتية، التي دخلت المجال في الثمانينات من القرن الماضي، محمّلاً بطموح الشباب في إثبات الذات، من خلال اقتحام مجال كان جديداً على شباب الكويت وقتها، ولم يكن من القطاعات الجاذبة لعدة أسباب تتعلق بطبيعة العمل المصرفي الصعب.
وبدأت رحلة الماجد المصرفية الحاصل على شهادة البكالوريوس من كلية التجارة في جامعة الإسكندرية، مع عودته الى الكويت ليلتحق ببنك الكويت الوطني والذي قضى فيه غالبية رحلته المصرفية، ليتدرج في العديد من الوظائف والمناصب حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي للبنك قبل أن يلتحق بـ«بوبيان» في أغسطس 2009. قصة «بوبيان»
تأسس «بوبيان» عام 2004 وبدأ في ممارسة أنشطته فعلياً في العام التالي في ظل ارتفاع حدة المنافسة وقتها، ثم جاءت الأزمة المالية العالمية في 2008 التي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية في الكويت لاسيما على القطاعين المصرفي والمالي.
وبحلول عام 2009، استحوذ بنك الكويت الوطني على حصة مؤثرة في «بوبيان»، واستمر في زيادة نسب ملكيته فيه لتصل إلى 60 في المئة تقريباً بنهاية عام 2020.
ووضع الماجد رؤيته المبدئية لتواجد «بوبيان» على صعيد الخدمات المصرفية للأفراد، لافتاً إلى أنّه نظر إلى المنافسين في قطاع الخدمات المالية المصرفية الإسلامية وتساءل عن الميزة التي يتمتعون بها، ومنوهاً إلى أنّهم كانوا يعتمدون على هويتهم الإسلامية ثم سأل وقتها «ما هي نقاط الضعف لديهم؟».
وتابع «كانت الإجابة تتمحور حول خدمة العملاء وإدارة المخاطر، ولذلك رأيت أنّنا لو قدمنا خدمة متميّزة ومنحنا العملاء كل ما يحصلون عليه من البنوك التقليدية من منتجات وخدمات وخبرات، وفق أحكام الشريعة الإسلامية، فربما نصبح البنك المفضل للعملاء».
المبنى الجديد
احتفالاً بمناسبة مرور 16 عاماً على التأسيس في العام الماضي، قام القياديون في «بوبيان» بوضع حجر الأساس للمبنى الرئيسي الجديد الذي يتوقع الانتهاء منه عام 2024، ليضم بين جنباته جميع موظفي البنك مع مراعاة التطورات التي من المتوقع أن يشهدها العالم خلال السنوات المقبلة، خصوصاً ما يتعلق منها بالتطورات التقنية والرقمية، وهو ما يعني أن بيئة العمل ستكون مختلفة تماماً عما هي عليه حالياً.
ويتضمّن ذلك استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، واستخدام أساليب للحفاظ وترشيد استهلاك المياه والكهرباء، سواء خلال مراحل البناء، أو بعد الانتقال إلى المبنى الجديد، مع مراعاة التصميم لجودة الهواء في الداخل والإضاءة الطبيعية مع التصميم الصوتي وتقليل الضوضاء.
وسيتم تشييد المبنى الجديد الذي استوحي تصميمه من شعار البنك على مساحة 4 آلاف متر مربع، في موقع إستراتيجي ومميز في قلب مدينة الكويت، وتم تصميمه ليكون بمثابة أيقونة رمزية تعرض ثقافة الكويت النابضة بالحياة إلى العالم، ولتحقيق رسالة «بوبيان»، وهي الاتقان.
ويتيح المبنى أيضاً للبنك فرصة الاستفادة من التكنولوجيا في الخدمات المصرفية والعقارية والاستثمارية، والاستفادة من المساحات المكتبية الواسعة، وقاعات المؤتمرات والمساحات المشتركة الكبيرة الأخرى.
مناصب الماجد
- رئيس اتحاد مصارف الكويت من 2020 إلى الآن
- رئيس مجلس إدارة شركة الخدمات المصرفية الآلية «كي نت»
- رئيس مجلس إدارة بنك لندن والشرق الأوسط
- عضو اللجنة المالية والاستثمار في غرفة التجارة والصناعة
- عضو مجلس إدارة معهد الدراسات المصرفية
- عضو مجلس الجامعات الحكومية ممثلاً للقطاع الخاص