رسالتي

لا تُصدّق السياسي!

تصغير
تكبير

سُئل الصحابي عمرو بن العاص عن الروم فقال: «إنّهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرّة بعد فرّة، وأرحمهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك».

لم يمنع كره بن العاص للروم وعداوته لهم، من أن يقول كلمة إنصاف في حقهم.

لكن الذي يؤسف له في واقعنا - وخاصة السياسي - أن نجد الاتهامات الباطلة لمن نختلف معه فكرياً أو في المواقف السياسية.

ولذلك، نجد البعض يبادر إلى كيل الاتهامات الباطلة، وإلقاء الشبهات الزائفة على خصمه، كي يصرف الناس عن تصديقه، أو تأييد مواقفه!

والبعض على استعداد للكذب والافتراء على الآخرين من أجل فقط الانتصار لموقفه!

ولعل الساحة السياسية امتلأت بمثل هذا السلوك المُدان، خاصة عند تناول موضوع العفو الكريم عن بعض المهجّرين أو الحوار الوطني!

اتهامات بالتنازل والتضحية بمستقبل البلاد، والتعدي على الدستور وعقد صفقات خاصة... إلى آخره من الاتهامات!

والبعض يعلم يقيناً بأنّ مثل هذه الأمور لم تقع، لكنّه يريد تقوية موقفه، ودعم فريقه!

لقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة برنامج «تويتر» على التساهل في اتهام الناس والافتراء عليهم، معتمدين على مسألة التخفي وراء حسابات وهمية أو أسماء مستعارة!

ومن اعتقد بأنّه سيتمكّن من الهروب من المساءلة القانونية في الدنيا فليعلم بأنّه لن ينجو من محكمة العدل الإلهية في الآخرة (يومئذٍ تُعْرَضون لا تَخْفى منكم خافِيَة).

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله «ردغة الخبال» حتى يخرج مما قال).

وردغة الخبال هي: عصارة أهل النار وعرقهم.

لذلك لا نجعل الانتصار لموقفنا السياسي مبرراً يسمح لنا في الطعن بالآخرين والافتراء عليهم.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (وإنّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله - لا يلقي لها بالاً - يهوي بها في النار سبعين خريفاً).

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي