«وجهت المسؤولين والقائمين على عمل الأجهزة الرقابية، بتكثيف الجولات التفتيشية للكشف عن أي مخالفات تتعلق باستخدام مواقف سيارات العقارات، كمخازن واتخاذ كل الاجراءات القانونية الرادعة لمثل هذه الاستخدامات المخالفة».
وزير الدولة لشؤون الإسكان والتنظيم العمراني، وزير الدولة لشؤون البلدية شايع الشايع.
***تصريح مهم للوزير الشايع عن مخالفات البناء، وخص منها تحويل سراديب العمارات المخصصة كمواقف للسيارات إلى مخازن أو غيره من الأغراض الأخرى، وما يمثله ذلك من خطر على الأمن والسلامة من حوادث أو حرائق. تصريح معالي الوزير جميل جداً لكن المشكلة ليست في أن مخالفات البناء المذكورة تؤثر فقط على الأمن والسلامة المباشرة مثل الحرائق والحوادث، لكن هذه المخالفات دمرت وعلى مدى ما يقارب العقدين من الزمن جمالية المناطق والمدن بالكويت بصورة كبيرة، ونشرت حالة من شبه الفوضى في السكك والطرق.
لو جاء أحد من المسؤولين عن التنظيم العمراني أو البلدية ممن عملوا قبل نصف قرن، ورأى الفوضى وقبح بعض المناطق، وتكدس السيارات لصاح يا للهول مما يرى. سوف يرى المخالفات في البناء وحتى في بعض البناء المرخص من غير تنظيم، وما أدى ذلك من تلوث بصري، وازدحام، واختناقات مرورية في طرق ضيقة وسكك داخلية، وخلافات بين الجيران، والتعدي على مواقف المدارس، وغيرها من المرافق العامة، والوقوف على منعطفات الطرق وعلى الأرصفة، وتحطيم اشجار الزينة وامدادات الري.
ليس المطلوب من الوزير والمسؤولين عن هذا الأمر التشدد فقط برصد المخالفات، لكن عليهم أن يعاينوا الوضع مباشرة، ويتجولوا بين السكك والشوارع، ليس في مناطق كثر الكلام عنها كالجليب وخيطان، ولكن في مدن كانت حواضر مدنية جميلة مثل السالمية وحولي وأخرى كانت نزهة مثل منطقة سلوى، بل على المسؤولين أن يقوموا بالتجوال بين هذه المناطق وينظروا إلى البناء شبه العشوائي، ويتساءلوا هل هذه الكويت الجميلة المنظمة؟
بما أن الوزير مسؤول عن الإسكان والتنظيم العمراني والبلدية، فهذه فرصة في اجتماع هذه المهام بيد واحدة تقوم بالبدء باصلاح هذه الفوضى الكريهة وهذه العشوائية، فليس المطلوب كلمات جامدة حول ضبط المخالفات، لكن المطلوب نظرة مباشرة جادة من قِبل المسؤول لاصلاح الخلل العمراني والتنظيمي الكبير في كثير من المناطق بالكويت.
مجرد تساؤل من المسؤول لنفسه، هل التنظيم في الكويت ونظافة المناطق أفضل الآن، أم في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي؟
نعم، معالي الوزير، ليس المطلوب رصد المخالفات فقط لا غير، المطلوب العزم على تحويل المناطق والمدن الكويتية إلى أماكن جميلة منظمة مزدانة بالحدائق والميادين الجميلة، وعلى المسؤولين أن يتذكروا أن المخالفات وإن كانت البعارين لا تقوى على حملها، فان الرجال المخلصين المحبين لبلدهم قادرون على ازالة المخالفات وإن كان الحمل ثقيلاً.