الأطفال، هم أحباب الله، تكتنفهم رعاية الأب والأم حتى يعيشوا في محيط تتوافر به أسباب الرعاية والحماية والاستقرار. والأدب العربي يعج بهذه العاطفة، فقد أحدهم ولده فقرر ألا يخرج من البيت خوفاً أن يكنى به.
ولا يطيق سماع تلك الكنية، فلما خرج التقى به صديق له فكناه بولده.
فأنشد يقول: كيف السلو وكيف أنسى ذكره وإذا دعيت فإنما أدعى به ثم خر ميتاً.
فقد أحدهم ولده فأنشد يقول: ولي كبد مشطورة بيد الردى فتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطر يقولون، إن ابن عبد ربه الأندلسي فقد ولده الأوسط فقال: أولادنا مثل الجوارح أيما فقدناه كان الفاقد البين الفقدي هل العين قبل السمع تغني مكانه أم السمع بعد العين تهدي كما يهدي هكذا عطف الآباء على أبنائهم، إنه عطف خلاق يعمل على السكينة والتنمية الشاملة لجوانب شخصية الإنسان.
في أيام نجد فيها الفقر انتشر ومئات الآلاف من الأطفال يتسربون من المدارس لينخرطوا في أعمال صعبة، يتعرضون فيها إلى صنوف من الأذى والأخطار النفسية والسلوكية والاجتماعية، نظراً للحاجة وما يحسون به من فقر يدفعهم إلى العمل في وقت هم أكثر نضارة فيه لاكتساب العلم والمعرفة.
ضنك وألم عندما نطلع على تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) فقد أشار أن 7.3 في المئة من أطفال إحدى الدول منخرطون في سوق العمل، وتلك الأعمال تنطوي على خطورة واستغلال.
أهوال مريرة يتعرض لها أطفال في أنحاء الأرض وتضطرهم الظروف إلى أن يعملوا وهم براعم لزهور يانعة.
ساعدهم الله وخفف عنهم محنتهم، وهنيئاً للذين يرعون أطفالهم ويعملون على تهيئة كل الأسباب لراحتهم، وما لنا إلا أن نقرأ ما تنشده الأعرابية لولدها: ياحبذا ريح الولد ريح الخزامى في البلد أهكذا كل ولد أم لم يلد مثلي أحد