مشاهدات

ملاذ الروح

تصغير
تكبير

البحر، نعمة من نعم الله علينا فعلى الساحل ترتاح الروح البشرية من كل هم وغم، وفي عرض البحر عشق وراحة كبيران ناهيك عن الرزق الوفير، فالكويتيون والبحر توأمان منذ القدم، إذ كان البحر مصدراً أساسياً للتجارة وصيد الأسماك والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، ومن ثم بيعها بسعر باهظ في سبيل المعيشة الكريمة. وأسس الجيل السابق نواة الميناء والتي ازدهرت بها التجارة البحرية وبناء السفن الخشبية المختلفة.

فكانت الكويت نقطة الوصل التي تتجه إليها القوافل التجارية من مختلف الدول، ونتيجة اكتشاف النفط والتغيير الذي طرأ على حياة الكويتيين اختفت نشاطات مختلفة، مثل صناعة السفن واستخراج اللؤلؤ.

ورث الأبناء تلك العلاقة مع البحر في الحقبة الحالية فبعد أن كانت حرفة و مصدراً للرزق، أصبحت هواية تمارس لقضاء وقت الفراغ والاستمتاع بالأجواء الجميلة والبعد عن ضغوطات العمل، وترسيخ السكينة والصبر والهدوء وتحسن الحالة المزاجية للنفس البشرية.

فهناك من يمارس هواية صيد الأسماك، ومن يقوم برحلة للتنزه لقضاء وقت جميل، وهناك من يمارس الرياضات البحرية المختلفة مثل (الغوص - التزلج - التجديف...)، وآخرون يمارسون رياضة المشي و السباحة.

وتلك النشاطات تشمل الكبير والصغير، الشاب والفتاة بل تشمل الأسرة كاملةً، وباتت تلك الهوايات متنفساً وأصبحت جزءاً من حياتهم. ولكن للأسف هناك عقبات عدة تواجه مرتادي البحر تقيد من ممارسة تلك الهوايات منها:

1 - عدم توفير المراسي للزوارق وإن وجدت أسعارها مبالغ فيها.

2 - يضطر ملاك الزوارق إلى استغلال الساحات الترابية، أو الوقوف بجانب المنزل مما يشوه المنظر العام ويسبب الإزعاج للجيران، ناهيك عن التعرض لمخالفات البلدية.

3 - بسبب جر الزوارق بالسيارات الخاصة في الطريق العام قد يعرض مرتادي الطريق للخطر عند أي طارئ.

4 - بسبب طول القطر تحتاج السيارة إلى مساحة أكبر للدوران والالتفاف في الطريق، مما يسبب الإزعاج ويعطل انسيابية مرور السيارات.

5 - النقص الكبير في المسنات البحرية يسبب الزحمة والربكة وأخذ وقت طويل لنزول الزورق إلى البحر.

فليس من المعقول ونحن دولة بحرية تطل بالكامل على ساحل الخليج العربي ولا يتم توفير المواقع البحرية لرسو تلك الزوارق، ولايتم بناء المنتزهات البحرية وبأسعار معقولة.

لماذا لايتم الاستفادة من النقع البحرية لتكون متنفساً للعوائل، ومراسي منظمة للزوارق وبأسعار معقولة؟ ومن الممكن استغلال المقاهي الشعبية وتنظيم رسو الزوارق فيها، ومنها ينتعش اقتصاد البلد وتزدهر السياحة البحرية، وتكون حلاً جذرياً لمالكي الزوارق.

البحر - ملاذ الروح - يرتاده الكبير والصغير، والحزين والمسرور والمتضايق والمهموم، بمجرد الجلوس أمام البحر تشعر بالسكينة والاطمئنان، حتى الهواء الذي يستنشق منه مختلف، فيه سر وجمال وراحة للنفس البشرية، وبالفعل هو نسيم البحر.

نتمنى من أصحاب القرار اتخاذ الحلول الصائبة لما فيه الفائدة لشريحة كبيرة من المواطنين. اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي