هناك مقولة معروفة تاريخياً بين دول العالم المتقدّم مفادها، أن القائد الحقيقي هو صانع النجاحات، ومُجدد الأمل، بغض النظر عن عمق التحديات التي يواجهها في بناء مستقبل وطنه.
وأكثر ما ذكّرني بهذه المقولة، كلمة صاحب السمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في قمة الشرق الأوسط الأخضر المنعقدة الأسبوع الماضي في الرياض، برعاية سعودية، والتي تابعتها باهتمام بالغ حتى شعرت أن سموه يخاطب ضمنياً كل كويتي يحلم بغد أفضل، رافعاً قفاز التحدي في مواجهة العقبات المزمنة أمام تأخر تحقيق التنمية المستدامة للكويت.
فمن الحديث عن التنمية الخضراء المستدامة للدول، مروراً بأهمية إحداث تعاون ثنائي وجماعي بين الدول، وكذلك بين الحكومات والقطاع الخاص، وصولاً لتأكيد سموه على أن أبواب الكويت مفتوحة أبداً للتعاون والدعم، نجح سموه في ترسيم الجسر الذي يُخطط لأن يعبره قيادة لمستقبل أفضل للجميع، لاسيما في ظل ما بدا من قناعة لديه بأهمية تحقيق ذلك عبر الشراكات الوثيقة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
فمضامين كلمة سموه كانت أعمق في لغتها ورسائلها من مجرد أن تكون حديثاً بروتوكولياً معتاداً بين قادة القمم التقليدية يتلى بكلمات منمقة عن تحقيق الاستدامة، خصوصاً مع تأكيده أكثر من مرة على كلمة البناء والتعاون المثمر لهذا الغرض السامي. فخطاب سموه، انسجم مع قمة الرياض غير التقليدية بأن حدّد ضمن أولويات الكويت للمرحلة المقبلة تحقيق التنمية المستهدفة لمستقبلها، استقامة مع حالة الحراك الخليجي المتصاعدة نحو التغيير الإيجابي للوطن وللمواطن.
هذه المستهدفات تؤكد الإدارة الحكيمة التي يتمتع بها سموه في القيادة وقدرته على استشراف المستقبل، وصياغة متطلباته بحرفية متقدمة مع أخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وما يعزز لديّ هذا التفاؤل، تأكيد سموه على أهمية ربط الجهود الفردية بالجماعية وبالدولة، ودعوته لتوظيف الطاقات المتجددة وبناء وتطوير القدرات الوطنية، والسير باتجاه التنمية المستدامة تماشياً مع الإستراتيجيات الوطنية، فباختصار هذه المستهدفات تصلح لتحقيق التنمية البيئية المستدامة، وفي الوقت نفسه تمثل كل ما تحتاجه الكويت لتحقيق تنمية مستدامة شاملة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً تدفع عبورنا إلى مستقبل أكثر إشراقاً.
والملفت أيضاً، أن حديث سموه عن رؤية كويت جديدة 2035 كان حاضراً وبقوة في قمة الاستدامة، ما يُجدد الآمال بخصوص فرص وجدية النهوض بالكويت وتحويلها مركزاً مالياً وتجارياً في المنطقة، ومن ثم معالجة الخلل الهيكلي في دولتنا أحادية الدخل بفضل اعتمادنا على النفط كمصدر وحيد للدخل، والتحوّل إلى دولة متعددة المداخيل تضمن استدامة الرفاهية لمواطنيها من مواقع تنمية مختلفة.
وكما عزّز سمو الشيخ مشعل التوقعات منه في الداخل في أنه الداعم للتنمية وإحداث الفارق في مستقبل الكويت، رسّخ هذا المبدأ خارجياً وتحديداً مع الشقيقة المملكة العربية السعودية عندما أكد دعم الكويت لتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون المثمر جماعياً وثنائياً ومؤسساتياً، مع تأكيد دعم الكويت لجهود السعودية في مساعي التنمية المستدامة بقيادة أخيه ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان آل سعود.
الخلاصة: كما أكد سمو الشيخ مشعل، أن أبواب الكويت ستظل مفتوحة دائماً وأبداً للتعاون في توظيف القدرات والجهود داخلياً وخارجياً لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة بما ينسجم مع دورها وتاريخها.