من منظور آخر

لم نولد كي نتكاثر

تصغير
تكبير

لا تُقدم على الزواج إذا لم تكن مستعداً، لا تنجب الأطفال إذا لم تكن ممن يتحملون المسؤولية، لا أحد يكترث بك أو بأطفالك، لن يساندوك بالتربية، ولا بالإنفاق، لكن «عيب» تكبر وما تتزوج، ومخيفة فكرة أن تكبر وحدك، لكن «العيب» ألّا تكون قادراً كفاية على الرعاية والتربية، الخوف هو أن تكبر ولم تفعل شيئاً سوى الإنجاب.

اعتقد بأن أي شخص يقرأ هذا المقال سيقول: «هذه سنة الحياة»، وهكذا رد طبيعي في مجتمع لم يتعود على تفكيك وتحليل المواضيع، وعقليات مسيرة، وحكومات لا تهتم بالفرد، وموروثات تدير كل حياتنا وأفكارنا ونظرتنا للأمور، وحتى مشاعرنا، فكلمة «عانس» يمكنها أن تُشعر أي امرأة بأن قيمتها تكمن بالزواج وبناء عليه تطلق عليها الأحكام. لو ألقيت نظرة على الأخبار لوجدت المآسي في حق الأبناء، آباء وأمهات يعذبون أطفالهم بالسجائر، وآخرين يضربون أبناءهم حتى الموت، وامرأة أخرى تموت ابنتها في حمام البيت لسنوات دون أن تدفن ودون أن يسأل عنها أبيها، هؤلاء الأطفال الأحياء سيكبرون بالعمر وتبقى الندبات في أجسادهم وقلوبهم، وستكون لهم حياة اجتماعية وعملية مع الأجيال القادمة، يصادقون ويتزوجون ويعاد السيناريو من جديد.

لن يفهم ما أقول سوى شخص مثلي، يعرف تماماً أن مهمتنا في الحياة ليست التكاثر، وأن التربية ليست سهلة، وإنجاب شخص جديد إلى هذا العالم ليس مسلياً، ولن يفهم ما أقول سوى شخص عاش طفولته بخوف، أو عاش بين أربعة جدران لم تكن كافية لحمايته.

الزواج وبناء الأسرة شيء جميل في مجتمعات تعودت على الحب، تعرف أن الأسرة إما تبنى بالحب وإما تهدم ليس هناك خيار ثالث، الزواج لا يقوم بين شخصين لا يعرف أحدهما الآخر بما يسمى الزواج التقليدي، ثم يبدأ التعارف بعد الزواج، يجب أن يعرف كل منهما ايجابيات وعيوب الآخر قبل الاقدام على الارتباط وإنجاب شخص جديد إلى هذه الأسرة.

الزواج لا يمكن أن يتم بين شخصين بشكل إلزامي، كي لا تصبح «عانس» أو كي لا تكبر بالعمر وحيداً، إذا لم يحن الوقت المناسب يعني أنك غير مجبر على الزواج. لا يمكن أن تتزوج طفلة ذات 15 عاماً بطفل ذي 17 عاماً كما ينص عليه القانون الكويتي، الأطفال لا يمكنهم تحمل المسؤولية، الأطفال لا يمكنهم أن يقوموا بتربية أطفال.

الجميع يعتقد بأن عليه أن يتزوج ويتكاثر، ذلك ليس معنى الحياة، ولا يعني قيمتك، قيمتك تسقط إذا انجبت أطفالاً تهربت من مسؤولية رعايتهم، إذا لم تكن قادراً على ذلك، إذا لم تكن مستعداً لتقديم الرعاية الكاملة والأمان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي