د. وائل الحساوي / نسمات / لو تعلم يا نوبل ما أحدثوا بعدك!

تصغير
تكبير
كتب «كريستوفر هيتشنز» مقالا في مجلة النيوزويك الاميركية بعنوان «اوباما لا يستحق جائزة مبالغا في تقديرها»، ذكر فيه «بأننا نعيش في عالم غريب حيث تتم مكافأة النوايا الحسنة قبل ان تتحول بجهد جهيد إلى افعال حسنة او وقائع».

ويضيف هيتشنز «ويصبح صعبا بشكل متزايد تجنب الشك في ان عملية اتخاذ لجنة نوبل لقراراتها مسيسة بشكل فاضح» ثم يضرب امثلة بمنح الجائزة لخدمة التهكم والانتهازية والنفاق، ويستشهد بمقال لصحيفة لاستامبا التي تصدر في روما تذكر فيه بأن جائزة نوبل للسلام «تشجع اولئك الذين يشنون الحروب فقط كي يتمكنوا من وقفها لاحقا».

لسنا في مجال بيان مدى استحقاق اوباما للجائزة التي اعطيت له فقط بسبب نواياه الحسنة، ولكن يحق لنا ان نتساءل بعد عام كامل على توليه قيادة دفة العالم ان كان فعلا لم يدرك حجم المآسي القائمة في البلاد العربية والاسلامية او يضع الخطط الحكيمة لعلاجها، ففي افغانستان اتخذ اوباما قرارا بزيادة القوات الاميركية ثلاثين الف جندي في ظل انتخابات مزورة وحكومة لا تستطيع ان تحمي حتى قصر الرئاسة، وواضح ان معاناة ذلك الشعب المسحوق ستزداد وليله الاليم سيطول دون ان يجد حلا لمعاناته.

اما في العراق فكل ما فعله اوباما هو ان استجاب لنداءات الشعب الاميركي بالتقليل من عدد الجنود الاميركان والانسحاب من المدن تجنبا لايقاع مزيد من القتل في صفوفهم وليس حبا في الشعب العراقي، لذلك شاهدنا التصعيد المثير في العنف، ومادامت اميركا بخير فليذهب العراق إلى الجحيم.

اما في فلسطين - ذلك البلد المنكوب فقد شاهدنا تساقط الوعود الاوبامية للفلسطينيين، الواحد تلو الآخر، فقد وعد اوباما الفلسطينيين بإقامة دولتهم فأصبحت اثرا من بعد عين، ثم وعدهم بايقاف الاستيطان، ثم لحست وزيرة الخارجية الاميركية وعودها وطلبت من الفلسطينيين مواصلة المفاوضات دون شروط، وكل ما شاهدناه هو: ذهب ميتشل... عاد ميتشل... تفاوض ميتشل... نام ميتشل!

اما الجانب الاهم من كل ذلك فهو استخدام الولايات المتحدة الاميركية لحق النقض (الفيتو) ضد تقرير جولد ستون، ذلك المحقق الدولي في احداث غزة والذي ادان الاسرائيليين كما ادان الفلسطينيين في احداث غزة، ومع هذا فلم ترق تلك الادانة لأميركا ونقضتها، فهل كان اوباما غائبا عن تلك الاحداث ام مسافرا، وما هو العمل لتحقيق السلام ان كانت جريمة العصر لا يجوز ادانتها؟!

أما الخطوة الاخيرة التي اقدمت عليها مصر بايعاز اميركي ببناء جدار عازل بين غزة ومصر عمقه اكثر من 18 مترا تحت الارض لمنع التسلل من جانب غزة، فهذه الخطوة هي آخر مسمار في نعش ابناء غزة حيث سيضطرون لاحقا إلى اكل التراب ولعق الثرى عندما تحكم اسرائيل عليهم الحصار الاقتصادي بهدف تجويعهم وقتل روح المقاومة لديهم دون ان يستطيعوا حتى الخروج من سجنهم، ويحق لنا ان نسأل صاحب جائزة نوبل للسلام: أين انت مما يجري في العالم، ام ان النوايا الحسنة تتبخر كلما وصلت إلى بلادنا وتسقط عند الجدران الاسرائيلية العازلة؟!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي