No Script

أجوبة عن أسئلة تسلط أضواء تثقيفية وتوعوية من زوايا عدة

لقاح الإنفلونزا الموسمية... في زمن «كوفيد»

No Image
تصغير
تكبير

صحيح أن مرض كوفيد-19 ومرض الإنفلونزا الموسمية هما مرضان مُعديان يصيبان الجهاز التنفسي ويتشابهان في عدد غير قليل من الأعراض، لكن ينبغي توضيح أنهما ينجمان عن فيروسين مختلفين، وبالتالي فإنهما يختلفان من حيث الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهما فضلاً عن اختلافهما في العلاجات واللقاحات المناسبة للوقاية ضد كل منهما.

ففي ما يتعلق بفيروسات الإنفلونزا الموسمية التي تصيب البشر، هناك 4 فصائل أساسية، وهي الفصائل التي يُرمز إليها طبياً بالأحرف A وB وC وD. والفصيلتين A وB هما الأوسع انتشاراً والأشد تأثيراً على الإنسان، وينقسمان بدورهما إلى سلالات عدة تختلف باختلاف البروتين الشوكي الذي يكسو سطح الفيروس.

وفي المقبل، فإن الفيروس المسبب لمرض «كوفيد- 19» ينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا التاجية، وهي فصيلة واسعة الانتشار وتسبب أمراضاً تنفسية أشد وطأة من الإنفلونزا، وأبرزها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس» (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم «سارس» (SARS).

وخلال الفترة بين العامين 1942 و1978 تم ابتكار لقاحات ثنائية أكثر تطوراً ضد بعض سلالات الإنفلونزا. وجاء التطور الأكبر في العام 2012 الذي شهد تطوير أول لقاح إنفلونزا رباعي يمنح حصانة ضد سلالتين من فصيلة الإنفلونزا A وسلالتين من الفصيلةB، وهو اللقاح الشائع الاستخدام على مستوى العالم منذ ذلك الحين.

أما فيروس كورونا المستجد فتم ابتكار أول لقاحات مضادة له قبل أقل من سنة، وهي اللقاحات المستخدمة لمجابهة الجائحة الراهنة.

وقد شهد العام الجاري أول تزامن كامل بين التطعيم ضد مرض «كوفيد- 19» والتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا الموسمية، وهو التزامن الذي أثار مخاوف إزاء احتمالات تعارضهما وتساؤلات إزاء إمكانية أن يكون أحدهما بديلاً عن الآخر.

وإذ حظي هذا الأمر باهتمام خبراء هيئة «مراكز مكافحة الأمراض» (CDC) الأميركية، فإننا نستعرض في التالي إجاباتهم عن أهم التساؤلات وردودهم على أبرز المخاوف ذات الصلة، فضلاً عن تسليط أضواء على جوانب أخرى تتعلق بالإنفلونزا الموسمية.

ما احتمالات خطورة أخذ لقاح كورونا ولقاح الأنفلونزا الموسمية معاً؟

ليس هناك خطورة، ولا يوجد تعارض بينهما. فلقد خلصت دراسة بحثية حديثة إلى أنه من الآمن الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية بالتزامن مع لقاح كوفيد-19 أو بفاصل زمني قصير بينهما، حيث لم يرصد الباحثون سوى أعراض جانبية طفيفة إلى معتدلة نتيجة لذلك التزامن، بما في ذلك ألماً في موقع الحقن وإرهاقاً أو صداعاً موقتاً أو ألماً موقتاً في عضلات الجسم.

وكشفت نتائج الاختبارات السريرية التي أجريت على متطوعين عن عدم وجود تأثير سلبي أو عكسي على الاستجابات المناعية لدى المتطوعين إزاء حقنهم بلقاح مضاد للأنفلونزا وآخر مضاد لـ«كوفيد-19».

يُقال إن لقاحات «كورونا» تمنح مناعة ضد الإنفلونزا الموسمية. فما مدى صحة ذلك؟

تؤكد هيئة «مراكز مكافحة والوقاية ضد الأمراض» (CDC) على أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد لا توافر مناعة ضد الإنفلونزا الموسمية، كما أن لقاحات الإنفلونزا الموسمية لا تمنح أي حماية ضد الإصابة بعدوى «كوفيد- 19».

وبتعبير آخر، لا يمكن أن يكون أحدهما بديلاً عن الآخر.

ونظراً لتوقع الانتشار الواسع للإنفلونزا الموسمية في فصل الخريف الحالي والشتاء المقبل وتشابه أعراضها مع أعراض مرض «كوفيد- 19»، فإن خبراء الأمراض الفيروسية حول العالم يوصون بالمسارعة إلى أخذ لقاح الإنفلونزا لأسباب عدة من أبرزها ما يلي:

• من شأن الحصانة ضد الإنفلونزا الموسمية أن تخفف وطأة أعراض مرض «كوفيد» في حال الإصابة به.

• في حال إصابة شخص بالإنفلونزا وتردده على المستشفى للحصول على العناية اللازمة، يزداد احتمال التقاطه لعدوى فيروس كورونا المستجد.

• من شأن تقليص نطاق انتشار عدوى الانفلونزا في المجتمع أن يوفر الجهود والموارد الطبية للعناية بالمرضى المصابين بـ«كوفيد- 19».

هل يمنح لقاح الانفلونزا الموسمية حصانة ضد إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور؟

بالنسبة لإنفلونزا الخنازير المشهورة بـ (H1N1) - والتي سببت وباء العام 2009 – فإنها مشمولة ضمن التطعيم المضاد للإنفلونزا الموسمية.

أما إنفلونزا الطيور فلا يوفر لقاح الإنفلونزا الموسمية حصانة ضدها، ولكنه يقلل مضاعفاتها في حال الإصابة بها بالتزامن مع الإنفلونزا الموسمية.

ما آلية عمل لقاح الإنفلونزا الموسمية؟

الفكرة التي يقوم عليها أي لقاح مضاد للإنفلونزا الموسمية هي حقن الشخص بجرعة مدروسة من فيروس ضعيف جداً أو مقتول أو جزء من غلافه. وبعد الحقن، يتعرف جهاز مناعة الشخص على الفيروس أو أجزائه باعتباره جسما غريبا؛ فينتج أجساماً مضادة.

وبالتالي، يصبح جهاز المناعة مستعداً عند إصابة ذلك الشخص بالفيروس في وقت لاحق ويتمكن من قتل الفيروس المهاجم قبل أن يتمكن من إحداث ضرر في الجسم.

كيف يتم تحديد السلالات الفيروسية التي سيستهدفها لقاح الانفلونزا الموسمية؟

هناك مراكز متخصصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية في أكثر من 100 دولة حول العالم. وبشكل دوري منتظم، تقوم تلك المراكز بفحص عينات كبيرة من المرضى لرصد أنواع وسلالات الفيروسات، ثم ترسل تقارير إلى مراكز مختصة في منظمة الصحة العالمية، وذلك بهدف تحديد الفيروسات الأكثر انتشاراً في كل منطقة وإعداد اللقاحات والتطعيمات المناسبة لكل منطقة.

هل ينبغي المواظبة على أخذ لقاح الانفلونزا الموسمية سنوياً؟

نعم، يوصى بذلك لسببين رئيسيين. أولاً، لأن مفعول اللقاح في الجسم يتناقص ويتلاشى مع مرور الوقت وقد ينتهي تماماً مع نهاية موسم الانفلونزا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن العلماء يقومون بتحديث مكونات اللقاحات سنوياً حتى تُلائم الأنواع المنتشرة في تلك السنة بسبب حدوث طفرات مستمرة في سلالات الفيروس.

هل يمكن الإصابة بالإنفلونزا الموسمية رغم أخذ اللقاح المضاد لها؟

وفقاً لهيئة مراكز مكافحة الأمراض (CDC) الأميركية، هذا ممكن في الحالات التالية:

• في حال أخذ اللقاح قبل الأوان المناسب (قبل شهر أكتوبر)، حيث يكون مفعول اللقاح وعدد الأجسام المضادة قد تناقصا قبل انتهاء موسم الإنفلونزا.

• بما أن اللقاح يحتاج إلى أسبوعين لتكوين المناعة، فمن الممكن التقاط الإنفلونزا في هذه الفترة.

• في حال عدم قدرة الجسم على تكوين مناعة بسبب مرض مناعي وراثي أو مكتسب.

• يتم تعديل وتطوير تركيبة اللقاح سنوياً ليتصدى للسلالات الأكثر انتشاراً في كل سنة. وتكون هناك فرص لحدوث الإصابة بسبب عدم التطابق بين السلالات المنتشرة وبين تركيبات بعض اللقاحات.

• في بعض الحالات النادرة قد لا ينجح اللقاح في مهمته بالرغم من التطابق.

يُشاع أن أخذ تطعيم الإنفلونزا خلال الموسم نفسه يزيد مستوى المناعة؟

فهل هذا صحيح؟كلا، ليس صحيحاً. يخطئ بعض البالغين باعتقادهم بأنه إذا كانت جرعة من اللقاح مفيدة فإن أخذ جرعتين منه يضاعف تلك الفائدة.

ولكن حقيقة الأمر هي أن آلية عمل جهازنا المناعي لا تعمل بتلك الطريقة. والأمر المؤكد طبياً ودوائياً هو أنه لا توجد أي فائدة من أخذ جرعة ثانية من اللقاح خلال الموسم نفسه، حتى لكبار السن.

ولكن الأمر يختلف بعض الشيء بالنسبة للأطفال ممن بين عمر 6 أشهر إلى 8 سنوات، حيث أنهم قد يحتاجون إلى جرعة تعزيزية ثانية للحصول على الحماية الكافية.

فالأطفال الذين سيأخذون اللقاح للمرة الأولى أو أخذوا جرعة واحدة فقط في السنة السابقة يجب أن يأخذوا جرعتين بفارق أربعة أسابيع بينهما.

لذا، ينبغي البدء بعملية تطعيم هذه الفئة في وقت أبكر من غيرها.

هل التطعيم ضد الإنفلونزا آمن على النساء أثناء الحمل والرضاعة؟

نعم آمن، بل ان هيئة «مراكز مكافحة الأمراض» الأميركية توصي به لجميع الحوامل والمرضعات مع قليل من التحفظات.

فتطعيم المرأة الحامل ضد الإنفلونزا يحمي جنينها من احتمالات الإصابة بتشوهات ومشاكل عصبية. ومن الممكن أن تنتقل خلايا ذاكرة مناعية مضادة للإنفلونزا من الأم إلى جنينها، وهي الخلايا التي تحميه خلال الفترة الأولى من حياته حتى يصل إلى السن المسموح فيه بأخذ اللقاح (سن 6 أشهر).

وبالنسبة لتطعيم الأم المرضع فإنه يقيها من الإصابة بالإنفلونزا، وهذا بدوره يمنع انتقال العدوى إلى رضيعها.

فئات... وحالات

مع بعض الاستثناءات المحدودة، توصي منظمة الصحة العالمية بالمواظبة على تطعيم الفئات التالية سنوياً ضد الإنفلونزا الموسمية:

• الحوامل والمرضعات

• الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات

• كبار السن ممن تجاوزوا 63 سنة

• ذوي الأمراض المزمنة

• أفراد الكوادر الطبية

وفي التالي أبرز الحالات التي ينبغي معها استشارة طبيب قبل أخذ لقاح الإنفلونزا:

• إذا كانت درجة حرارة جسمك مرتفعة وقت أخذ اللقاح أو قبله بأسبوع.

• إذا كنت قد أُصبت بمضاعفات من اللقاح في السابق.

• إذا كنت مصاباً أو سبق أن أصبت بمتلازمة جوليان-باري(Guillain-Barre)، وهو مرض يؤثر على الأعصاب ويبدأ بضعف في عضلات القدمين والساقين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي