No Script

أبعاد السطور

اتركوا عبيد الوسمي

تصغير
تكبير

في الحقيقة، احترت كثيراً في أمر من يسمون ويصفون أنفسهم في الكويت بأنهم (معارضة) سياسية، ليس فقط لأن ادعاؤهم غير صحيح، بل أيضاً لأنهم (لا يعرفون يلعبون سياسة)، لا من قريب ولا من بعيد، ومعظمهم أسلوب تفكيره وطرحه وتصاريحه تشبه تصاريح فتوّة الحارة المعتمِد على عضلاته، وعلى من حوله من الجمهور الذين يصفقون ويطبلون ويهتفون له على الفاضي والمليان، حتى ولو فقط وقف في منتصف الحارة ثم فتَح فمه فتثاءب ثم عاد وأَطبقه سريعاً!

المعارضة السياسية ضد الحكومة تحتاج لمرونة ومراوغة، وأحياناً لخضوع وأحياناً لموقف صلب، مثلما كان يفعل النواب السابقون الخطيب والجوعان والسعدون والربعي، فالسياسة هي فن الممكن لا فن الكره والعناد والعنتريات والتصريحات الطنانة الجوفاء، لأن كل هذا لا يقدم للشعب أي فائدة منتظرة، بل ستوجد برلماناً عقيماً خالياً من التشريعات ومن القوانين التي تصب في مصلحة الشعب.

أما عن النائب عبيد الوسمي، فأنا أختلف معه فكرياً من الشريان للشريان، وأختلف معه سياسياً أيضاً إلى ما وراء العظم، ولا تعجبني تصريحاته لا من جديد ولا من قديم، لكن هل يعني هذا أنني أبغضه؟ هل يعني هذا أنني لا أقبل منه الحق الذي عنده؟ هل يعني هذا أن أقف ضده على طول الخط؟ بالتأكيد لا، لأن الحكمة خلاف ذلك، ولأن مصلحة الوطن فوق وقبل المصلحة الشخصية، ولأن الإنسان يبقى يصيب ويخطئ حتى آخر يوم في حياته.

عبيد الوسمي، حقيقة لا يستحق كل ذلك الهجوم الذي تعرض له من الفتوات الذين يُسمون أنفسهم ظلماً بأنهم (معارضة)، فضلاً أن يكونوا حتى سياسيين! فالحمدلله أولاً، وشكراً لصاحب السُموّ الأمير على قبوله مبدأ العفو عن أولئك السياسيين الذين صدرت في حقهم أحكام قضائية وهم الآن في الخارج، وثانياً، مشروع الحوار الوطني يحتاج لأطراف عدة تتعاون في ما بينها لكيّ تقوم عليه وتنجزه، وبصورة أو أُخرى كان النائب عبيد الوسمي مشكوراً أحد أطراف ذلك المشروع الوطني، واستطاع فعلاً أن يُسهل من حركة عجلة ذلك المشروع السياسي بما تيسر له من تحركات وامكانيات متاحة، ولقد فرح الأخوة السياسيون الذين في الخارج بما وصل إليه مشروع الحوار الوطني، وشكروا أطرافاً عديدة على هذا الجهد الطيب، ومن بين المشكورين الدكتور عبيد الوسمي، وهو يستحق ذلك الشكر.

وبعد كل هذا الجهد والتعب من عبيد الوسمي، يأتي من يجرّحه وينتقص من جهده ويشن عليه تصريحات هوجاء، يهاجمه فيها ويخوّنه، ومن خلف ذلك الذي يصرّح مجموعة من الجماهير غير الفاهمة ولا الواعية، لا يهمها إلا الردح والتصفيق للفتوة الأرعن!

في النهاية... اتركوا عبيد الرسمي، وكفوا أذاكم عنه، واهتموا بمصلحة الوطن وتوقفوا عن العنتريات والبطولات الوهمية!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي