ربيع الكلمات

الأمانة العامة للأوقاف... سيرة ومسيرة

تصغير
تكبير

ماهي غريبة على أهل الكويت حب العمل الإنساني والتطوعي ومنذ القدم، سواء في بناء المساجد أو المدارس أو المؤسسات التي ترعى العمل الخيري. ففي عام 1696 بنى إبراهيم بن عبدالله البحر، أول مسجد في الكويت، وجدده عام 1745عبدالله بن علي بن سعيد بن بحر، وتم تجديده مرة ثانية في عام 1858 على يد المحسن عبدالله بن عيسى بن محمد الابراهيم، وقامت إدارة الأوقاف بتجديده في 1956، ويقع في فريج الإبراهيم في حي القبلة مقابل قصر السيف.

وفي عهد الشيخ جابر الأول بن عبدالله، حاكم الكويت من عام 1814 إلى 1859، والذي اشتهر بجابرالعيش حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين، وكذلك وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783، والتي كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين مترسخة ومتجذرة في قلوب ووجدان الكويتيين.

أما بناء المدارس التطوعية فكانت أول مدرسة «المباركية» وكانت في عام 1911م، وبعدها الجمعية الخيرية العربية عام 1913م، ثم المدرسة الأحمدية عام 1921م، والنادي الأدبي عام 1922م، والحديث يطول عن المشاريع وما قدمه رجالات ونساء الكويت في هذا المجال.

وفي العصر الحديث، شكلت الكويت رقماً مهماً في العمل الخيري والإنساني، وتبرز أهمية العمل الخيري في التخفيف من الآثار الناجمة عن الكوارث والأزمات الإنسانية.

ويعد بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف من أبرز المؤسسات التي تساهم بشكل فاعل في تنمية المجتمع وتحقيق نهضة أفراده، إلى جانب ما تقوم به الدولة من خلال وزاراتها ومؤسساتها المعنية من نشاط ودور فاعل في هذا المجال، وقد بدأ تأسيس الدولة لمجالس للأوقاف سنة 1949، وكان يترأس المجلس الأول سمو الشيخ عبدالله الجابر الصباح، رحمه الله، ثم تحولت دائرة الأوقاف إلى وزارة بدءاً من عام 1962، حيث تأسست أول وزارة للأوقاف في دولة الكويت، وكان أول وزير للأوقاف الشيخ مبارك الحمد الصباح، رحمه الله، ثم أنشئت الأمانة العامة للأوقاف بالمرسوم رقم 257 بتاريخ 13 نوفمبر 1993م.

ولقد قادت الأمانة العامة للأوقاف مسيرة العمل الوقفي لتحقيق المقاصد الشرعية منه في تنمية المجتمع حضارياً وثقافياً واجتماعياً، مرتكزة في تجسيد رؤيتها في مجال ريادة الفكر والتطبيق المؤسسي لشعيرة الوقف كأداة للتنمية الشاملة محلياً وكنموذج يحتذى به عالمياً، وتتولى في سبيل مباشرة اختصاصها اتخاذ كل ما من شأنه الحث على الوقف والدعوة له من إدارة واستثمار أموال الأوقاف الخيرية والذرية التي يشترط الواقف النظارة عليها لوزارة الأوقاف، إضافة إلى الأوقاف على المساجد، والأوقاف التي لم يشترط الواقف النظارة عليها لأحد أو لجهة معينة.

ومن ينظر بعين المنصف إلى دور الأمانة العامة للأوقاف الإنساني، يجد مسيرة حافلة بالانجاز ومساعدة الفقراء والمحتاجين داخل دولة الكويت وخارجها عبر الجمعيات الكويتية المرخصة.

وتميزت الأمانة العامة للأوقاف خلال مسيرتها، حيث فازت بالعديد من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية تكريماً وعرفاناً بالجهود المبذولة، وتقديراً للأيادي البيضاء التي عملت بإخلاص واتقان في الأمانة العامة للأوقاف، إذ يعتبر حصولها على هذه الجوائز انعكاساً للدور الريادي الإنساني الذي تعمل به في مجال العناية بالأوقاف واستثمارها بصيغ متعددة تتجلى بإسهاماتها في العديد من الدول العربية والإسلامية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي