من الخميس إلى الخميس

الحوار والكويت الجديدة

تصغير
تكبير

كنا في مشكلة، ثم بحثنا عن الحل، فإذا بالحل يصبح هو المشكلة.

كان لدينا فريقان، فريق موالٍ وفريق معارض، أسوة ببقية دول العالم المتحضر، فإذا بالحوار يُقسم المقسوم ويجمع الخلاف ويطرح فريق ويضرب الرؤوس ببعضها، هل هذه نهاية سعيدة للحوار؟

اليوم، نحن بحاجة إلى حوار من الحوار، هل تتحمل الكويت تلك الصراعات؟

في الماضي حين طفح الخلاف طمع فينا (صدام حسين) واعتبر نفسه المنقذ.

الصراعات تجذب إلينا الطامعين وتقوي سواعد الأقليات، وتفتح علينا أبواب الطائفية والقبلية والتجمعات المصلحية.

للتمصلح من الخلافات نتيجة واحدة معروفة، هكذا يُحدثنا التاريخ، نتيجة حتمية نصُّها: لم ينجح أحد، على الذين يطيلون أمد الخلاف ويجزئونه ويريدون التمصلح من ورائه أو تقوية عضلاتهم وكأننا في حلبة مصارعة، الذين يريدون التمصلح عليهم جميعاً أن يعلموا أن ثمن هذا كله سيكون مستقبل الكويت وحياة أبنائها.

صاحب السمو، أمر بالعفو، وإطالة الموضوع توحي بأن هناك من يبحث عن التفاصيل، والمعروف أن الشياطين تتربع فوق التفاصيل، وسوف تكون تلك التفاصيل أسلحة لتصفية حسابات واستحقاقات تتناقض مع مبدأ العفو.

وحتى تكتمل الصورة نُذكّر الجميع بمعنى العفو، فالعفو عند العرب كلمة عظيمة مشتقة من مصدر عَفَا، وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المـحو والطمس، وعفوتُ عن الحق أي أسقطته، كأنك محوته عن الذي عليه... وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: (وكلُّ مَن استحقَّ عُقوبةً فتركْتَه فقد عفوتَ عنه)، والعفو من مكارم الأخلاق السامية، والعفو والتسامح خُلُقان كريمان تحتاجهما النفس البشرية، ومن يعفو هو في النهاية مستفيد من متعة العفو وعلى رأسها السعادة والراحة.

السعادة والراحة التي نسأل الله أن تكون من نصيب صاحب السمو، ومن سعى في العفو وطوى صفحة الماضي، فنحن في عصر الكويت الجديدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي