«بوبيان»: الاستخدام المتزايد لـ «التواصل الاجتماعي» أفرز جرائم جديدة
- البراك: الاحتيال الإلكتروني أكل لأموال الناس بالباطل
أكد المدير الأول في إدارة الرقابة الشرعية ببنك بوبيان الشيخ محمد البراك، أن الاستخدام المتزايد والانتشار السريع لشبكات التواصل الاجتماعي أدّى إلى كثير من المخاطر إذ أفرز أنواعاً جديدة من الجرائم وهي الجرائم المعلوماتية كجرائم الاختلاس والتزوير التي تتم بالوسائل الإلكترونية، وإطلاق الحسابات الوهمية بقصد ارتكاب أنواع مختلفة منها.
وأضاف: «اتسعت في العصر الحديث دائرة استخدام الشبكات الدولية للمعلومات كوسيلة للاتصال في شتى مجالات الحياة لتحقيق ما تصبو إليه الإنسانية من اختصار للوقت والمسافات والجهد البدني والذهني، وأصبحت شبكات وسائل التواصل الاجتماعي تحوي معلومات لا تقع تحت حصر تتعلق بكل ميادين الحياة الشخصية والاقتصادية والعلمية وغيرها».
5 ضروريات
وقال البراك «جاءت شريعتنا الإسلامية الغراء التي سعت إلى المحافظة على الأموال بأقوم الطرق وأعدلها، وأعظمها وأنفعها إذ تعد الأموال إحدى الضروريات الخمس التي أكدت وجوب حمايتها ودرء المفاسد عنها، وما ذلك إلا لما في التفريط فيها من الفساد والإثم العظيم، والخطر الأكيد».
وأضاف «نهانا الله أن نأكل أموال بعضنا بالباطل، ومن دون وجه حق فقال: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ﴾، إذ عدّ بعض العلماء هذه الآية الكريمة أصلاً من الأصول التي يقوم عليها إصلاح المعاملات، وإحدى أهم الدعائم والمرتكزات التي يُبنى عليها الاقتصاد، وما من شك أن تعاليم الإسلام المتقررة في جميع أبواب العقود التجارية، بل وفي كتب المعاملات المالية تقوم على هذا المبدأ الإسلامي السامي».
«لنكن على دراية»
وشدد البراك على دعم البنك لمبادرة «لنكن على دراية» التي أطلقها بنك الكويت المركزي بالتعاون مع اتحاد مصارف الكويت والبنوك المحلية من أجل رفع الوعي لدى المواطنين والمقيمين بالأنشطة المصرفية المختلفة.
وقال البراك إن الله عز وجل كرر هذا النهي في كتابه الكريم، فقال: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ﴾، حيث قال الإمام السعدي في تفسيره:«ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، وهذا يشمل أكلها بالغصوب والسرقات، وأخذها بالقمار والمكاسب الرديئة».
وأضاف «كما توعد الله الذين يأكلون أموال الناس بالباطل بعذاب أليم، فقال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
ونوه البراك إلى أن ما يؤكد حفظ الشارع للأموال وتحريمها، وعدم جواز أخذها إلا بطيب نفس صاحبها أن رسول الله كان مما ذكره في خطبة الوداع وشدد عليه (يا أيها الناس، أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، فأعادها مراراً).
جرائم عابرة
وأضاف «وحاصل ما ذكر أن من صور أكل أموال الناس بالباطل المنتشرة اليوم هي عمليات الاحتيال الإلكتروني، فإنها جرائم عابرة للحدود، يمكن أن توقع أي فرد كضحية لعمليات الاستغلال المختلفة لتحقيق المكاسب المادية، تلك الجرائم تسبب خسائر للمجتمع ككل على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية».
وضرب مثالاً بذلك كالاختراق أو القرصنة والتجارة غير القانونية كتجارة المخدرات، وغيرها من الجرائم العابرة للحدود، والتي تعد من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية، مشدداً على ضرورة الحذر من المخالفة لأمر الله وأمر رسوله، وأن يأكل العبد أموال الناس بطريق التعدي والنهب، والسرقة وقطع الطريق، والظلم، والخداع والحيل فإن الله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾.