No Script

سموه أكد في قمة مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» أنّ أبواب الكويت مفتوحة دائماً وأبداً للتعاون

ولي العهد: السعودية القِبلة والمظلّة... صاحبة الرؤى الاستباقية والالتزام المسؤول عن المنطقة

تصغير
تكبير

- استمرار التغير المناخي يقودنا إلى التعرّض لسلسلة من الكوارث
- دعوة السعودية لإطلاق هذه المبادرة نابع من دورها المحوري المسؤول في المنطقة والعالم
- الكويت لا ولن تتخلى عن التزاماتها لتحقيق الاستدامة البشرية والبيئية
- رؤية الكويت تؤكد أن مستقبل البشرية يكمن في الحلول الخضراء والإدارة الحكيمة للأصول البيئية
- تعزيز مسارات الحياد الكربوني وزيادة رقعة التشجير وإقامة المحميات البرية والبحرية
- دعم كامل لجهود الشقيقة الكبرى وحزمة مبادراتها لحماية البيئة
- تفعيل العلاقات الثنائية في شأن هذا الملف بالمشاريع والدراسات ونقل التجارب والخبرات
- فلنتعاون جميعاً ونتعاون ثنائياً ولتتعاون مؤسسات المجتمع المدني والشعوب والأفراد

أكد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أن الكويت كانت ولا تزال في طليعة الدول الساعية إلى تحقيق الاستدامة البشرية والبيئية، ولن تتخلى عن التزاماتها في هذا السياق، معلناً دعمها الكامل لمبادرات الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والعمل معها جنباً إلى جنب، لتنفيذ أهداف ومقاصد قمة «الشرق الأوسط الأخضر»، وبما يعود على المنطقة وبيئتها بالخير والمنفعة.

وفي كلمة لسموه في مؤتمر «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، الذي عقد في الرياض أمس، شدّد سمو ولي العهد على أن «الكويت توّاقة لتفعيل العلاقات الثنائية في شأن هذا الملف بالمشاريع والدراسات ونقل التجارب والخبرات وعلى رأسها العلاقات الكويتية - السعودية»، مؤكداً ضرورة التعاون الجماعي والثنائي وعلى مستوى مؤسسات المجتمع المدني والشعوب والأفراد، «والدعوة مفتوحة للجميع، وأبواب الكويت مفتوحة دائماً وأبداً».

وإذ حذّر من أن «استمرار التغير المناخي يقودنا إلى التعرض لسلسلة من الكوارث»، أشار سمو ولي العهد إلى أن دعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإطلاق مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» نابع من «دورها المحوري المسؤول في المنطقة والعالم أجمع لإرساء مفهوم الأمن الشامل إنسانياً واقتصادياً ومناخياً وبيئياً».

وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله الذي جعل الأرضَ لنا مهداً وسلك لنا فيها سُبلاً وجعلها ذلولاً، واستخلفنا فيها والصلاة والسلام على رسوله الحكيم، الذي دعانا إلى الفضيلة وغرس الفسيلة حتى قيام الساعة وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

يسرني في البداية أن أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله ورعاه) وإلى أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) وإلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة بالشكر على ما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

ويطيب لي أن أنقل لكم تحيات حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه)، وتمنيات سموه بسداد الخُطى والتوفيق والنجاح لأعمال هذه القمة، معرباً عن سعادتنا ونحن في (رياض) المجد ملبين دعوة كريمة للمشاركة في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

أصحاب الفخامة والسمو.. أصحاب المعالي والسعادة:

تأتي قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في ظروف استثنائية، حيث تبرز حاجة العالم أجمع إلى خطط الاستدامة والاهتمام بالمناخ والبيئة والاقتصاد، فلم يعد يخفى على أحد أن استمرار التغير المناخي يقودنا إلى التعرض لسلسلة من الكوارث، بما في ذلك حرائق الغابات والفيضانات ودمار المحاصيل الزراعية والجفاف وشح المياه والجوع وانتشار الأمراض والأوبئة.

ولعل دعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإطلاق هذه المبادرة نابع من دورها المحوري المسؤول في المنطقة والعالم أجمع لإرساء مفهوم الأمن الشامل إنسانيا واقتصادياً ومناخياً وبيئياً. وهذا قدرها واختيارها فهي القبلة والمظلة صاحبة الرؤى الاستباقية والالتزام المسؤول عن المنطقة والأكثر استشعاراً لمسؤوليتها الدولية. وإن اجتماعنا في هذه القمة المهمة لخير دليل على السعي لإنجاح الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التغير المناخي الذي سوف تعاني منه بعض الدول، لاسيما دولة الكويت.

إنّ دولة الكويت كانت ولا تزال في طليعة الدول الساعية إلى تحقيق الاستدامة البشرية والبيئية، وشريكاً داعماً لكل ما من شأنه تنسيق الجهود الإقليمية والدولية في مكافحة التغير المناخي العالمي. وإنها لا ولن تتخلى عن التزاماتها في هذا السياق، ولها من الشواهد بالتوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات الإقليمية والدولية والمشاركة في المؤتمرات ذات الصلة كما سعت للمشاركة بإيجابية للتوصل إلى كل اتفاق يحفظ حقوق دول المنطقة في السير باتجاه تحقيق التنمية المستدامة تماشياً مع الاستراتيجيات والأولويات التنموية الوطنية لها.. كما حثت دولة الكويت كل دول العالم على الاستجابة الفعالة الساعية إلى تحقيق الاستدامة البيئية.

وعلى المستوى الوطني، فقد أطلقت دولة الكويت استراتيجيتها البيئية ضمن رؤية (كويت جديدة 2035) بالإضافة إلى التشريعات المعنية بالبيئة وقوانين حماية البيئة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وخفض نسب التلوث والحفاظ على سلامة البيئة وإعادة تأهيل منظوماتها وحماية التنوع البيولوجي وتحسين كفاءة إدارة النفايات وتوظيف الطاقات المتجددة وبناء وتطوير القدرات الوطنية في مجال العمل البيئي. وتنفذ هذه الخطط ضمن الشراكات الوثيقة بين الهيئات الحكومية المتخصصة والقطاع النفطي وشركات القطاع الخاص والمجتمع المدني.

إن لدولة الكويت رؤية تؤكد أن مستقبل البشرية يكمن في الحلول الخضراء والإدارة الحكيمة للأصول البيئية وأهمية ربط الجهود الفردية بالمبادرات الإقليمية والدولية.. وهذا ما تسعى إلى تحقيقه من خلال مشاركتها في هذه القمة وهو نابع من حرصها على الاستدامة البيئية.

وعلى أرض الواقع فلدينا خطط استدامة بيئية تهدف إلى تعزيز مسارات الحياد الكربوني، وزيادة رقعة التشجير وإقامة المحميات البرية والبحرية، وإعادة تأهيل منشآت القطاع النفطي، والحد من الانبعاثات، وتحسين كفاءة الطاقة، وإدخال الطاقات المتجددة، واستدامة إمدادات الطاقة للأجيال القادمة، والشروع بتنفيذ عدد من المشاريع، منها مشروع الوقود البيئي ومصفاة الزور العالمية ومشروع مناولة الكبريت ومشروع خط الغاز الخامس.

وانطلاقاً من رؤية دولة الكويت واهتمامها بظاهرة تغير المناخ فإنها تدعم بالكامل مبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والعمل معهم جنباً إلى جنب لتنفيذ أهداف ومقاصد هذه القمة وبما يعود على منطقة الشرق الأوسط وبيئتها بالخير والمنفعة، مؤكدين في هذا الصدد الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الكويت بتوجيهات مباشرة من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه) للبيئة، وما تواجهه من تحديات، وذلك عبر اتخاذ الإجراءات التي تحد من الانبعاثات والعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق مقاصد التنمية المستدامة.

في الختام تؤكد دولة الكويت من هذا المكان دعمها الكامل لجهود شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، وما طرحته من حزمة مبادرات لحماية البيئة وثقتها في حسن إدارة هذا الملف الحيوي، بإشراف أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، كما تؤكد التزامها بما يتفق عليه في ضوء إمكاناتها ومواردها، ولن تدخر جهداً أو دعماً أو امتثالاً لتحقيق التوصيات التي تتوصل إليها هذه القمة.

والكويت تواقة لتفعيل العلاقات الثنائية في شأن هذا الملف بالمشاريع والدراسات ونقل التجارب والخبرات وعلى رأسها العلاقات الكويتية - السعودية، فلنتعاون جميعاً ونتعاون ثنائياً، ولتتعاون مؤسسات المجتمع المدني والشعوب والأفراد في هذا الملف، والدعوة مفتوحة للجميع، وأبواب الكويت مفتوحة دائماً وأبداً.

بارك الله في جهودكم وجهود القائمين والمشرفين على هذه المبادرة ونحسبها عند الله رفعة لكم في الدنيا والآخرة ووفقنا الله تعالى وإياكم لما فيه صالح البلاد والعباد».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي