واكب الشاعر عبدالمحسن رشيد البدر، شعر التجديد منذ منتصف الأربعينات، وهو أحد ثلاثة جددوا في الشعر الفصيح في الكويت، ونوعوا في أغراض الشعر الوطني والقومي وفي فنون الشعر الأخرى، من غزل ورثاء وفلسفة وصوفية والشكوى التي تحيط بالإنسان.
اغترفوا من منابع الحداثة ومن مدرسة أبي العلاء المعري في شكواه وعزلته، ومن مناهل الشاعر جميل صدقي الزهاوي وفلسفته مع عالم الغيب... هؤلاء الثلاثة فهد العسكر، وأحمد العدواني وعبدالمحسن رشيد البدر...
تطلع لعبد المحسن الرشيد البدر بعين الناقد الوطني، الأستاذ أحمد البشر الرومي، وبعين الناقد الأديب الشاعر عبدالله زكريا الأنصاري.
قال الرومي: عبدالمحسن شاعر لم يتهافت على الشهرة، فأنت عندما تقرأ شعره تواجهك فيه روح مجردة خالصة واضحة كل الوضوح، من جزالة اللفظ والتركيب، وفي أسلوب خال من التعقيد، واضح كل الوضوح، والرشيد تصحبه الصراحة في إبداء رأيه فرحاً كان أو غاضباً.
واتسعت آفاق ثقافاته بالاطلاع على ثقافة الآخرين من خلال لغتين أجادهما، الفارسية والانكليزية... تطلع بهما إلى آداب أمتين عريقتين في تاريخهما وآدابهما، لم ينزل إلى ساحة الفكر أعزل، بل متسلح واثق كل الوثوق من قوته.
كانت الأعياد الدينية واحة لإلقاء الشعر والخطابة، حتى ترصّد المتشددون لرجال الثقافة فانتزعوا منهم المناسبات الدينية بأن رحلوا هذه المناسبات التاريخية إلى أيام أخرى بعيدة عن المناسبات الدينية، ونفذت هذا المطلب جهة عرفت في محاربتها للعلم والثقافة، وفي ترحيلها المناسبات الدينية، حاولت أن تمنع العطل في ذكرى المولد النبوي وذكرى الإسراء، والهجرة النبوية ولكنها عجزت، ولا تزال هذه من أهدافها إزالة ذكرى الأعياد الدينية وفي اعتقادها أنها خرافة وباطل.
ومن قصائد الشاعر عبدالمحسن رشيد البدر، قصيدة عنوانها (الحق للذئب):
في مجلس الأمن أو في هيئة الأمم
ضاعت حقوقكم فالقوم في صمم
لا ينهض الحق إلا حين تسمعه
صوت الرصاص يدوي لا صدى الكلم
شريعة الغاب ما انفكت مسيطرة
ما لحق للذئب ليس الحق للغنم