«الفنون التشكيلية» شهدت انطلاق الدورة الأولى لجائزة الراحل
إبراهيم الشطي... لا يُنسَى في «ذاكرة وطن»
- عبدالرسول سلمان: أفكار إبداعية... تهدف إلى رفد الحراك الثقافي
- قصي الشطي: الجائزة امتداد لحرص «الوالد»... في المحافظة على التراث الكويتي
التراث هو ميراث الإنسانية وتراث الأمة هو ثروتها الحضارية، وهو قراءة للمستقبل...
ومن أجل صياغة رؤية جديدة مستقبلية، تكفّل قصي الشطي وأسرته برعاية ودعم الدورة الأولى لجائزة إبراهيم الشطي للتراث الكويتي والتي جاءت بعنوان «ذاكرة وطن»، حيث نظمتها وأدارتها أول من أمس، الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بمقرها في حولي.
وشهدت الاحتفالية حضوراً فنياً وإعلامياً كبيرين، قبيل إزاحة الستار عن الفنانين الفائزين في الدورة الأولى، وهم: عطارد الثاقب، عبدالله العتيبي، مريم البشر، آثار الأنصاري وفجر الكندري. كما حظي بالجوائز التقديرية، كل من بدرية أشكناني، فضيلة عيادة، عبدالإله الرشيد، هناء البلوشي وعلي الشيرازي.
شحذ الهمم
على هامش الحفل، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدالرسول سلمان إن الجائزة أسهمت في شحذ همم الفنانين لتقديم أفكار إبداعية ومبتكرة تهدف بالدرجة الأولى إلى دعم ورفد الحراك الثقافي بالكويت، لتكون باكورة الفعاليات الثقافية بعد جائحة كورونا.
وأضاف السلمان «أن مسيرة الفقيد - إبراهيم الشطي – كانت حافلة، حيث شارك خلالها في بناء ونهضة الوطن عبر العديد من المناصب والمسؤوليات التي عكست روحاً أصيلة في الانتماء والوفاء، عبر تاريخ يزهو ببصماته في ذاكرة التطور وعبر إنجازاته ومهامه التي تعد جزءاً رئيسياً من تاريخ وذاكرة الديوان الأميري، إضافة إلى العديد من القطاعات التي شرفت برئاسته وعضويته وأعماله».
وتابع: «اليوم تذكرنا أسرة إبراهيم الشطي الكريمة في هذه اللحظات، أمام العطاء الذي بذله في توطيد علاقة الأجيال الجديدة بتراثها وماضيها العريق، كما يضعنا أمام فضيلة الاقتداء المستحق والدائم على جهوده التي لم تتوقف يوماً في دعم الفن التشكيلي، منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى وفاته، عبر حضوره المعارض الجماعية والشخصية، ولا شك أن اقتناء أعمال الفنانين من المعارض دام في ذاكرتنا رمزاً للبذل والعطاء والأصالة».
وشدد السلمان على أن مسيرة الشطي كانت زاخرة، حيث تقلد فيها العديد من المناصب والمراكز وترأس الجمعيات الفنية، وكان مثالاً للالتزام بقضايا الوطن والعمل في سبيل رفعته وتقدمه، فضلاً عن دوره الرائد في العمل لحماية الفن التشكيلي والتراث الوطني الأصيل، «حيث كان دائم التأكيد بشكل مباشر على الكثير من الفعاليات والمعارض المحلية».
رؤى إبداعية
بدوره، هنأ قصي، نجل الراحل إبراهيم الشطي، نيابة عن أسرته، كل الفائزين في الدورة الأولى، مشيداً بالإبداعات الفنية التي تم تقديمها في المسابقة، «حيث عبرت تلك الأعمال بوضوح عمّا يملكه الفنانون الكويتيون من رؤى إبداعية وتراثية متميزة، «وهي تحتاج إلى فرص لإظهار مواهبها»، لافتاً إلى أن الإقبال الكبير على المسابقة يسهم في تطويرها خلال السنوات المقبلة بما يخدم تنمية الوعي الفني والثقافي.
واستعرض الشطي الابن، إنجازات والده الراحل، «الذي عُرِفَ في الكويت بالمربي الفاضل والأديب والمثقف والمحب للتراث الكويتي والفنون، مثلما عُرِفَ بالمسؤول وأحد رجالات الدولة الذي خدم دولة الكويت أكثر من خمسين سنة متواصلة، عبر تبوئه للعديد من المناصب في مجال التعليم والإعلام والديبلوماسية، وآخرها كمدير لمكتب حضرة صاحب السمو ووكيلاً للديوان الأميري».
وأوضح أنه كان مرجعاً لتاريخ نهضة الكويت، وانتقالها من عصر ما قبل النفط إلى العصر الحديث، «وقد صاحب ذلك اهتمامه بالعنصر الكويتي والمواهب الوطنية الشابة الواعدة في مجالات عدة، إلى جانب دعمه لمسيرة الفنون التشكيلية إبان عضويته في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتمثل ذلك في تنظيم العديد من المعارض للتشكيليين الكويتيين».
وأشار إلى أن جائزة إبراهيم الشطي للتراث الكويتي تأتي كمبادرة من أسرته تخليداً لذكراه العطرة، وإبقائها حية في ذاكرة الوطن، الذي أحبه وأخلص في خدمته طوال حياته، وامتداداً لحرصه في الحفاظ على التراث الكويتي وتوثيقه ونقله للأجيال من أبناء الوطن.
وختم كلمته بتقديم الشكر والامتنان للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، لاحتضانها «الجائزة»، مثمناً في الوقت ذاته دور مجلس إدارتها وكافة منتسبيها على ما بذلوه من جهود رائعة في تنظيم أعمالها والحرص على نجاحها، «ونتطلع بكل سرور للمواسم القادمة للجائزة».