No Script

رأي نفطي

روسيا تسيطر على أسواق الطاقة

تصغير
تكبير

تسيطر روسيا على سوقي النفط والغاز، وتتحكّم بالإمدادات والأسعار في آن واحد، وأوروبا بدأت الآن تشتكي من ضعف وعجز في الإمدادات في الغاز، ومواكبة لذلك طالبت وكالة الطاقة الدولية من روسيا بزيادة الإمدادات إلى أوروبا وألمانيا خاصة، حيث تواجه مشكلة ولا تمتلك البدائل في الحال.

وروسيا ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في العالم بطاقة تبلغ نحو ١١.٢٠٠ مليون برميل في اليوم. وأي خفض من طرفها سيؤدي إلى أزمة طاقة عالمية. في حين أسعار النفط ما زالت مرشحة للارتفاع وكذلك أسعار الغاز، خاصة إذا ما واجه العالم برداً وشتاءً قارساً.

ومثلاً، فإن سعر برميل الغاز وصل إلى أكثر من 300 دولار في بريطانيا، أي 10أضعاف سعر العام الماضي في هذا الوقت. ما سيؤدي إلى إغلاق بعض المصانع فيها نتيجة لتصاعد أسعار الطاقة.

والعالم يستيقظ ليواجه بنمو متزايد على الطاقة من النفط والغاز وضغط روسي متزايد على أوروبا بقبول شروطها والموافقة على خط «نورد ستريم2» الجديد الممتد من البلطيق، ماراً على ألمانيا وعابراً أوروبا متحاشياً أوكرانيا. وهو الشرط الروسي، وألمانيا لا يوجد لها بديل في الوقت الحاضر.

لكن هذا سيستغرق وقتاً، واستثمارات مالية مكثفة وبعيدة المدى. ويجب أن تكون الأسعار منافسة ومساوية لمعدلات أسعار آسيا. فالفرق كبير وشاسع. وعلى ألمانيا أن تطيع. وكيف عليها أن تعيش من دون الغاز والنفط الروسي. أو عليها بناء مفاعل ذري لتوليد الكهرباء مثل فرنسا، وحالياً بريطانيا التي تتجه لبناء مفاعل آخر، وهذا مستحيل ومحرم عليها.

واقع الأمر الحالي أن روسيا فعلاً أبدعت بدخولها وتحالفها مع المنظمة النفطية أوبك، واستطاعت أوبك بلس من ضمان استقرار الأسعار والإمدادات النفطية مع شريك قوي وضحيا معاً للوصول إلى سعر موحد للنفط وعند 80 دولاراً، ومن دون تنازلات في زيادة الإمدادات في الوقت الحالي.

في حين، أن الولايات المتحدة الأميركية لا تتحرّك سواء بزيادة إنتاج النفط الصخري ولا تريد أن تبيع الاحتياط الفيديرالي النفطي الإستراتيجي لتخفيف الضغط على الأسعار، ومن تخفيض حدة التضخم المالي العالمي المقبل.

لم يكن متوقعاً هذا التزايد العالمي على الطاقة تقريباً مع زوال أو التعامل مع جائحة كورونا، ليصعق العالم بهذا النمو المتزايد على الطاقة مع عدم وجود طاقات إنتاجية فائضة، وعزوف الشركات النفطية العملاقة بالاستثمار في البحث والتنقيب عن النفط، في سبيل البدائل والطاقة المتجددة، وضغوط حملة الأسهم وملاكها.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي