توافق على استخدام فيول «احتياط الضرورات القصوى»
«طوارئ» في لبنان لـ «النجاة» من العتمة الشاملة
بـ «صعقة» العتمة الشاملة أصيب لبنان، اليوم السبت، مع انفصال شبكة الكهرباء بشكل كامل بعد توقف معمليْ الزهراني ودير عمار نتيجة نفاد المازوت وتدنى انتاج الطاقة الى ما دون 200 ميغاواط لا تكفي لربط الشبكة الكهربائية ببعضها.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى يحصل فيها «انهيار الشبكة» وانفصالها، إلا أن ما حصل اليوم اكتسب أبعاداً صادمة لأنه ترافق مع تمادي «دومينو» إطفاء المعامل في ظل عدم توافر مخزون كافٍ من المحروقات على أنواعها، وسط تقارير تحدثت عن أن لبنان سيبقى في «قبضة» العتمة الشاملة لأكثر من أسبوع ما لم تتم الاستعانة بالمازوت من منشآت الزهراني لمعاودة تشغيل المعملين اللذين خرجا من الخدمة.
وتحت وطأة هذا «الكابوس» الذي يُسابِق وصول شحنة جديدة من الفيول العراقي المستبدَل، الذي لم ينجح لبنان في توفير آلية مستدامة للاستفادة منه بما يوفّر ثباتاً في استثماره على الشبكة ولو بالحدود الدنيا، اشتعلت الكواليس باتصالات لإنقاذ البلاد من عتمةٍ كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وضعت التصدي لها ولو بهدفٍ متواضع هو رفع التغذية الى 8 ساعات في الـ 24 ساعية لضمان استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية.
وسرعان ما كشفت معلومات عن ان الاتصالات أفضت الى توافق على تزويد محطات الانتاج بالفيول من الاحتياط المتوافر للضرورات القصوى، وأن التيار الكهربائي سيُعاد تدريجً خلال الساعات المُقبلة.
ومعلوم أن مؤسسة كهرباء لبنان كانت أعلنت قبل أسبوع «أنه وبالاضافة الى المعامل المتوقفة قسرياً عن انتاج الطاقة، توقف قسراً أيضاً معمل الذوق الحراري عن انتاج الطاقة، نتيجة نفاد خزينه من مادة الفيول أويل( Grade A) الأمر الذي أدى الى انخفاض القدرة الانتاجية الاجمالية الى ما دون 500 ميغاواط، واضطرارها من جرائه الى تشغيل معملي دير عمار والزهراني بالتتالي بطاقتهما القصوى لفترة وجيزة فقط لرفع الانتاج قليلاً وتثبيت الشبكة قدر المستطاع، موضحةً أن هذا الامر عجل في وتيرة استهلاكهما لمخزونهما من مادة الغاز أول، لتعود وتخفضهما الى نصف طاقتهما الانتاجية لإطالة فترة تشغيلهما أكثر ما يمكن».
وقالت: «بات من شبه المستحيل المحافظة على ثبات واستقرار الشبكة الكهربائية في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة جدا، مما ينذر بانهيارها الشامل في اي لحظة وعدم امكانية بنائها مجدداً، سيما جراء القدرة الانتاجية المتدنية من جهة، واستمرار وجود محطات تحويل رئيسية خارجة عن سيطرتنا من جهة أخرى، حيث تجري قوى أمر الواقع داخلها مناورات كهربائية تنعكس سلباً وتقوّض أي امكانيات تأمين حد أدنى من التغذية الكهربائية بصورة عادلة على جميع المناطق اللبنانية».