د. وائل الحساوي / نسمات / حرية الكفر أم حرية الفكر؟!

تصغير
تكبير
استمع كبير مشركي مكة «الوليد بن المغيرة» إلى تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن فقال بسليقة العربي المتذوق لجمال اللغة «ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة، وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه ليعلو ولا يعلى عليه».

ما رأيكم بأديب عربي مسلم - مزعوم - يقول بأن القرآن نص إنساني وهو انحياز لثقافة الصعاليك، ويقول بأن القرآن نتاج الواقع وانه تشكل من خلال ثقافة شفهية، وانه منظومة من مجموعة من النصوص التي تشابه النص الدستوري؟!

انه المفكر الكبير - بزعم انصاره - «نصر حامد ابو زيد»، والذي لم تتردد المحاكم في بلاده بالحكم بردته وتفريقه من زوجته، ثم جاء من يسعون لترويج بضاعته وتسميم عقول الشعب الكويتي تحت مسمى الحرية الفكرية ليستضيفوه ضاربين بعرض الحائط مشاعر المسلمين الذين يقدسون قرآنهم ويرفضون المساس به او التشكيك به، ولسان حالهم يقول: نطالب بحرية الكفر لا بحرية الفكر.

واشعر بالعجب كيف تصل الجرأة بهؤلاء ان يتحدوا مشاعر المسلمين ويضربوا بعقولهم عرض الحائط وهم يشاهدون ردة الفعل التي انتابت العالم الإسلامي كله ومشاعر الغضب عندما تعرضت صحيفة دنماركية للرسول صلى الله عليه وسلم ونشرت كاريكاتيرا يسخر منه ومن ازواجه الطاهرات ويرون مشاعر الغضب عندما صوت نصف السويسريين بمنع تشييد المآذن في بلادهم؟! انها الجرأة غير المسبوقة لهؤلاء التغريبيين، ألم يطالبوا سابقا بالانقضاض على التيار الديني وتصفيته، واعتبروه سبب مصائب الامة؟! ألم يشتموا الحكومة بسبب منع بضعة كتب في معرض الكتاب تنشر الكفر والالحاد؟! ألم يقولوا بأن مسابقات تحفيظ القرآن الكريم وخطب الامير في العشر الاواخر هي سبب تخلفنا؟!

ألم يقل احدهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فشل في توصيل الرسالة؟! بل تشدق كبيرهم بضرورة التصويت على حجب الثقة عن سمو رئيس مجلس الوزراء لأنه منع دخول أبو زيد للكويت.

لا نريد ان نحتكم إلى فقهاء الدين ولا المشايخ في حكم من يؤيد ما قاله ابو زيد في كتبه ولا من دافع عن دخوله ولكن لنسأل اطفالنا الصغار عن حكمه وهل يجوز لمن يدعي الاسلام ان يتهم القرآن بأنه نص انساني ينحاز لثقافة الصعاليك، وكفاكم تشدقا بالقانون وبالحريات لما يوافق اهواءكم.

وها هو ابو زيد يكشف لكم مكنونات صدره واخلاقياته العالية عندما صرح بأن قراراتكم يا أهل الكويت تحت جزمتي وسأفضحكم، ففضح نفسه من حيث لم يشعر!

لا يسعنا إلا ان نشكر وزير الداخلية ورجال الأمن الذين ألغوا زيارة ابو زيد للكويت وارجعوه إلى بلاده خائبا، وليعلم انصار ابو زيد ان الكويت لن تكون ابدا موطنا للذين يطعنون في دين الله تعالي ويشككون في رسوله صلى الله عليه وسلم.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي