تسعى لفرض أمر واقع... و«سيناريو أفغانستان» يشجعها على المماطلة أملاً بالمزيد من التنازلات الأميركية

إيران تريد «أكل الكعكة»... قبل التفاوض مجدداً

صورة أرشيفية لمحطة أراك النووية الإيرانية
صورة أرشيفية لمحطة أراك النووية الإيرانية
تصغير
تكبير

تحليل رويترز - تحاول القوى الغربية منذ أسابيع حمل طهران على الرد على سؤال واحد: متى ستعود إلى المحادثات النووية المتوقفة منذ يونيو الماضي؟ وكان رد إيران غامضاً وبسيطاً: «قريباً».

ويقول مسؤولون ومحللون إن وراء سياسة المماطلة التي تتبعها إيران مسعى لكسب أوراق ضغط، تمكنها من الحصول على امتيازات أكبر عندما تستأنف المفاوضات في نهاية الأمر، ومنها ما تقوم به من تطوير برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وقال مسؤول إيراني بارز، اشترط عدم الكشف عن هويته، «إيران ستعود في نهاية الأمر للمحادثات في فيينا. لكننا لا نتعجل الأمر لأن الوقت في صالحنا. تقدمنا النووي يزيد يوماً بعد يوم».

ورأى علي واعظ، المحلل البارز المختص بشؤون إيران لدى مجموعة الأزمات الدولية، أن «المزيد من الوقت يعني المزيد من أوراق الضغط نظراً للنمو المتسارع للبرنامج النووي الإيراني».

وفي حين تبدي روسيا والصين، أقرب شريكين تجاريين لإيران، ضبط النفس، لا تخفي الأطراف الغربية الموقعة على الاتفاق النووي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) شعورها بخيبة الأمل.

وقال ديبلوماسي أوروبي بارز «إنهم (الإيرانيين) يقولون إنهم سيعودون لطاولة المفاوضات. لكنهم عندما يقولون (قريباً)... لا يعني ذلك أي شيء»، مضيفاً «لا يعني ذلك أننا نعتقد أنهم لا يريدون العودة، ولكننا نعتقد أنهم يريدون كعكتهم ويريدون أكلها. يريدون فرض أمر واقع على الأرض، فنياً ونووياً، والحفاظ على إمكانية التفاوض».

يقول المحللون إن حكام إيران، الذين شجعهم الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان، على ثقة من أن سياسة المماطلة التي ينتهجونها لن تسفر عن تداعيات خطيرة، خاصة في الوقت الذي ينخرط فيه الرئيس الأميركي جو بايدن في تناحر متصاعد مع الصين وفي مكافحة أزمة «كوفيد 19» في الداخل.

لكن إدارة بايدن تشير إلى أنه يتعين على إيران ألا تأخذ أي شيء كأمر مسلم به.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن مسؤولين أميركيين كباراً أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين خلال زيارة مستشار الأمن القومي إيال هولاتا لواشنطن، أمس، أن إدارة بايدن لا تزال ملتزمة بالديبلوماسية مع إيران، لكنها ستكون مستعدة إذا لزم الأمر لأن تسلك «سبلاً أخرى» لضمان عدم حيازة طهران أسلحة نووية.

من جهته، قال مير جوادنفار المحاضر في السياسة الإيرانية في جامعة ريتشمان الإسرائيلية يبدو أن إيران تعتقد أن «الانتظار سيمكنها من الحصول على اتفاق أفضل من واشنطن».

وما زالت واشنطن وطهران على خلاف في شأن أي الخطوات يتعين اتخاذها ومتى، والقضيتان الأساسيتان هما القيود النووية التي ستقبل إيران بها والعقوبات التي سترفعها الولايات المتحدة.

وقال مسؤول إيراني سابق إن توقف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، بعد انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي خلفاً لسلفه حسن روحاني، تشير إلى اعتزام طهران «الضغط من أجل الحصول على مزيد من التنازلات» من الولايات المتحدة.

وأضاف «توازن المؤسسة كذلك بين أساليب مختلفة من أجل الحصول على المزيد مقابل الأقل. وتحديد استراتيجياتها يحتاج لوقت».

وفي حين تعتقد إيران أنها «ستفوز» إذا حصلت على المزيد من التنازلات من واشنطن، بيد أنها في الوقت نفسه تغامر بانهيار الاتفاق ما سيضاعف الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها أصلاً.

وفي هذا السياق، قال هنري روما المحلل في مجموعة أوراسيا إن «الفشل في إحياء الاتفاق النووي قد يستتبع خطراً اقتصادياً حقيقياً على إيران... لكن السياسة تطغى على الاقتصاد في الوقت الراهن».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي