موقعة تفوح منها رائحة الثأر في الدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية

إسبانيا في ضيافة إيطاليا... الليلة

الإسباني كوكي والإيطالي فيراتي في صراع على الكرة خلال «يورو 2020»
الإسباني كوكي والإيطالي فيراتي في صراع على الكرة خلال «يورو 2020»
تصغير
تكبير

ميلانو - أ ف ب - تحل إسبانيا ضيفةً على إيطاليا، اليوم، في المباراة الأولى من نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، في ملعب «سان سيرو» في ميلانو، على أن تلتقي، غداً، في المباراة الثانية، فرنسا مع بلجيكا، في «أليانز ستاديوم» في تورينو والذي يستضيف النهائي، الأحد.

وسيكون الملعبان نصف ممتلئين على الأكثر، حيث يسمح «قانون كوفيد 19» في إيطاليا بفتح ملاعب كرة القدم بنسبة 50 في المئة فقط للمساعدة في الحماية من انتشار الفيروس.

وكانت هناك آمال في رفع الحد إلى 75 في المئة حيث ظلت أعداد الحالات تحت السيطرة إلى حد كبير منذ الربيع وتم تطعيم ما يقرب من 80 في المئة من سكان إيطاليا الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً، لكن رئيس الاتحاد، غابريال غرافينا، قال إن ذلك مستحيل حتى لو تم تغيير القواعد في بداية أكتوبر.

ثلاث كلمات

كان مدرب إسبانيا، لويس إنريكي، واضحاً في مقاربته لمباراة اليوم، بالقول: «إن كان علينا اختيار ثلاث كلمات لما نسعى اليه من حيث طريقة اللعب، فستكون الهجوم، الضغط والطموح».

ويتجدد الموعد بين الجارين اللدودين، حيث تسعى إسبانيا الى الثأر من الـ«أتزوري» الذي أقصاها من نصف نهائي «يورو 2020» بركلات الترجيح في طريقه الى الفوز باللقب للمرة الثانية.

وتدخل إيطاليا اللقاء بمعنويات مرتفعة، ليس بسبب تتويجها بالكأس القارية وحسب، بل لأنها باتت صاحبة الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة (37 مباراة).

وشاءت الصدف أن تتفوق إيطاليا في هذا الإنجاز على إسبانيا بالذات، إذ كانت الأخيرة تحمل الرقم القياسي (35 مباراة) مشاركة مع البرازيل.

ولخص إنريكي ما تحمله المباراة من أهمية: «مواجهة إيطاليا في إيطاليا ضمن الأدوار النهائية (لدوري الأمم) كانت مناسبة جذابة حتى قبل أن تقام كأس أوروبا. هذه بطولة نود الفوز بها، وشاءت الصدف أننا سنلعب ضد أبطال أوروبا في بلادهم».

وتوقع أن «تكون مباراة ممتعة لأنها ستمنحنا فرصة أن نعرف نوع الأداء الذي يمكننا تقديمه أمام جمهور إيطالي بأغلبيته وضد أبطال القارة. لا تحتاج الى أي دافع أكثر من ذلك. أسلوب إيطاليا هو بين الأفضل حالياً، وأنا متأكد من أنه سيكون من المثير أن نرى كيف يتصدى كل فريق للآخر».

وتعود الزيارة الأخيرة لمنتخب «لا فوريا روخا» الى إيطاليا، إلى 6 أكتوبر 2016، حين فرض التعادل على مضيفه 1-1 في تصفيات مونديال 2018.

كان التعادل مكلفاً لإيطاليا، ثم تعقدت الأمور بالخسارة إياباً في إسبانيا بثلاثية، ما أجبرها على خوض «الملحق الأوروبي» الذي خسرته أمام السويد وفشلت في التأهل الى المونديال للمرة الأولى منذ 1958.

حينها بدأت عملية البناء بقيادة المدرب روبرتو مانشيني الذي مزج بين الخبرة والشباب مع أسلوب هجومي أخرج إيطاليا من قوقعة الدفاع التي اشتهرت بها.

استحواذ وهجوم

ويمكن القول إن المنتخب الإسباني كان الوحيد الذي سبب المتاعب لـ«فريق مانشيني» في «يورو 2020» عبر الاستحواذ والهجوم المتواصل.

وهذا ما أقرّ به مانشيني: «إسبانيا كانت المنتخب الذي عانيناه أمامه أكثر من أي خصم آخر»، مشيراً إلى أن التمريرات الأرضية «أمر يمتازون به. لم نحصل على الوقت الكافي لنتقنه مثلهم».

ولا يبدو أن إنريكي سيغير أسلوبه، وقال: «إن كان علي اختيار 3 كلمات لتحديد ما يسعى اليه طاقمنا التدريبي من حيث الطريقة التي يجب أن تلعب بها إسبانيا، فإن الأولى ستكون الهجوم، الثانية الضغط والثالثة الطموح».

وشدد إنركي الذي سيفتقد الواعد بيدري بسبب الإصابة: «الكلمة الأهم هي الهجوم، لماذا؟ عندما نجلس لاختيار فريق، فإن أول شيء ننظر إليه هو ما يمكن أن يقدمه في الهجوم. سيكون لدى كل لاعب القدرة على الدفاع لتحقيق التوازن في هذا الأمر (الناحية الدفاعية)، لكن النوع الذي يجب أن يكون عليه لاعبو الوسط وقلبا الدفاع والظهيران هو النوع الهجومي. يجب أن يتمتعوا بفنيات جيدة لمحاولة إخراج الكرة من الخلف لتصل الى مهاجمينا بأفضل طريقة».

الكلمة الثانية «الضغط. نحن نهاجم بطريقة محددة جداً: إذا كنا قادرين على شغل مساحات معينة، فعندما نفقد الكرة سنكون في وضع يسمح لنا بالضغط على خصمنا، وهذا ما نفعله».

الكلمة الثالثة «الطموح. عندما تسمع ذلك، ستقول: حسناً، هذا ما يملكه كل منتخب. كلا. عندما نشير الى الطموح، فنحن نعني أن نلعب بالطريقة نفسها في كل مباراة بغض النظر عن الخصم. أن نهاجم بأسلوبنا بغض النظر عن النتيجة. إذا تقدمنا بثلاثية، لن نكتفي بالدفاع. نهاجم وندافع بالطريقة ذاتها في كل مباراة».

ومن المؤكد أن مهمة إنريكي في تطبيق فلسفته الهجومية لن تكون سهلة في «سان سيرو».

وتحدث مانشيني عن أهمية الفوز بكأس أوروبا بالنسبة للشعب الإيطالي: «كان الأمر رائعاً لأننا جلبنا السعادة لكثير من الناس، الصغار والكبار. حققنا شيئاً أسعد الكثيرين ربما بسبب الأوقات الصعبة التي مررنا بها» في إشارة الى جائحة فيروس «كورونا» التي كانت إيطاليا أولى ضحاياها في «القارة العجوز».

وشدد: «ليست هناك طريقة واحدة تعتمدها للفوز. الأمر لا يتعلق وحسب بأن تلعب جيداً. إذا تمكنا من الفوز مع اللعب بشكل جيد وممتع، فهذا أفضل بكثير». وتحدث عن تغير طريقة النظر الى المنتخب الإيطالي والحديث عن تراجع مكانته، قائلاً: «يجب ألا ننسى بأن إيطاليا فازت بكأس العالم 4 مرات. نحن أبطال أوروبا ولدينا تاريخ كبير».

وتمسك مانشيني إلى حد كبير بأبطال «يورو 2020». فمن بين 26 لاعباً كانوا في عداد تشكيلة المنتخب، ضم في البداية 22 منهم، بالإضافة الى لورنتسو بيليغريني (روما) الذي غاب عن البطولة القارية للإصابة.

لكن وبسبب الإصابة، أجبر على التخلي عن تشيرو إيموبيلي (لاتسيو) فاستدعى مويز كين (يوفنتوس)، ورافايل تولوي (أتالانتا) وضم دافيدي كالابريا (ميلان)، وماتيو بيسينا (أتالانتا) فلجأ إلى فيديريكو ديماركو (إنتر ميلان).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي