«إيكونومست»: العولمة تُبعد الخبراء
تناولت مجلة «ذي ايكونومست» البريطانية في مقال لها بدء أفول ظاهرة مديري الأعمال الغربيين الذين ينشطون خارج بلدانهم، خصوصاً مع التحولات التي أحدثتها جائحة كورونا.
وأعادت المجلة إلى الذاكرة العصر الذهبي للعولمة عندما كان إرسال خبير أعمال غربي إلى سوق ناشئة بعيدة يعتبر إشارة إلى أن ذلك البلد كان يؤخذ على محمل الجد، لكن ذلك الأسلوب في الأعمال كان قد بدأ بالاندثار حتى قبل تأثيرات الجائحة.
ويوضح المقال أنه في الماضي غير البعيد كان إرسال موظفين إلى أقاصي الأرض إجراءً منطقياً بسبب صعوبة العثور على خبراء محليين يفهمون العولمة ويجيدون اللغة الإنكليزية، ولكن العولمة ذاتها سببت انتفاء الحاجة إلى ذلك.
وتشير المجلة إلى أنه وفقاً لاستطلاع أجرته «بوسطن كونسلتينغ غروب» أبدى 57 في المئة من العمال الذين استُطلعت آراؤهم عام 2018 رغبتهم في العمل خارج بلدانهم مقابل 64 في المئة كانوا قد أبدوا الرغبة ذاتها عام 2014، وانخفضت النسبة أكثر إلى 50 في المئة، مع جائحة كورونا.
وتضيف المجلة أن في العالم الآن نحو 280 مليون شخص يعيشون في بلدان غير بلدانهم الأصلية.
ولكن الأمر المؤكد هو أن الحاجة إلى وجود ممثلين للشركات في الخارج تناقصت الى حد كبير في السنوات الأخيرة وبالذات بتأثير من الجائحة، فلماذا تتكبد هذه الشركات التكلفة الكبيرة لإرسال ممثليها الى أقصى بقاع الأرض في حين أنها يمكن أن تحقق النتائج ذاتها من دون أي تكلفة تذكر باللجوء الى اللقاءات الافتراضية باستخدام «زووم» فضلاً عن حقيقة أن كثيرين باتوا يعملون عن بُعد من بيوتهم؟
وتتناول «إيكونوميست» عاملاً حاسماً في هذا التبدل، فحتى عهد قريب كان الخبراء الأجانب هم الذين يسهلون الوصول الى رؤوس الأموال الأجنبية، ولكن رؤوس الأموال أصبحت متوافرة بغزارة، كما أن الكثير من الأعمال يتركز الآن على التعاملات في ما بين الأسواق الناشئة وبشكل خاص في آسيا. وهذا يعني، حسب المجلة، أنه لم تعد هنالك حاجة الى خبير غربي للقيام بذلك.
وهكذا فإن العولمة التي ساعدت على انتشار ظاهرة الخبراء الأجانب خلقت لاحقاً الظروف التي تساعد حالياً على الاستغناء عنهم.