د. يعقوب أحمد الشراح / صدى الكلمة / الضغط يولّد الانفجار

تصغير
تكبير
الضغط في المفهوم العلمي يعني القوة او الثقل الواقع على جزء محدد من شيء يُراد به قياس مدى تحمل الشيء الواقع عليه الضغط، فإن زاد الضغط على مقياس التحمل انفجر الشيء وحدث التلف، وان قاومه بقي على حاله وقوته. الاشياء كلها في الطبيعة تتحمل ضغوطات بأشكالها المختلفة، فالحيوانات تواجه ضغوطات الجوع والعطش والحر والخوف والمرض، والنباتات تواجه ضغوطات المناخ وتقلباته والامراض التي تصاب بها، والهواء له ضغط على سطح الارض، والماء له ضغط على جسد السفن والغواصين، وهكذا من ضغوطات مختلفة.

هناك ايضا ضغوطات الحياة فيقال ان الشخص يعاني من ضغط نفسي واجتماعي او اقتصادي فيقاوم هذه الضغوطات بقدر تحمله واستطاعته، فقد يتغلب عليها او ينهار بسببها، الضغوطات الصحية من امراض يعاني منها البشر ايضا ضغوطات يتحملونها على شكل آلام ومعاناة نفسية ومرضية واجتماعية. الكثير من الناس يتجاوزون ضغوطات الحياة، لكن البعض يقع اسير هذه الضغوطات فينزوي عن الحياة بعد ان تنقلب إلى نكد وهم وغم ربما ينتهي به المطاف إلى الانتحار.

الحياة تعج بالضغوطات التي اشرنا اليها لدرجة انه يستحيل ان يعيش الانسان ويموت من دون ان يمر بأشكال الضغوطات النفسية والاجتماعية والصحية والمالية والسياسية وغيرها.

فالانسان خلق ليكد ويكدح، ويتحمل امانة الارض، ويتفاعل مع ما يحيط به كله، والبقاء للاصلح كما يقول العالم دارون واذا نظرنا إلى واقعنا اليومي نجد الضغط على الانسان في كل اتجاه، خصوصا اذا كان قياديا ورئيسا في عمل ومهنة تقع على عاتقه مسؤوليات اكثر من غيره، فهناك الضغط من النواب على الوزراء لتحرير المعاملات، واستجوابهم للوزراء ورئيس الوزراء، وضغط المؤسسات على المقترضين لدفع ما عليهم والا الاحالة إلى المحاكم.

اما على المستوى العالمي، وفي ردهة السياسة، فهناك ضغوطات لا حصر لها من جهة لاخرى، فهذه اميركا تضغط على ايران للتخلي عن برنامجها النووي، واسرائيل تضغط على الفلسطينيين للقبول بالمفاوضات من دون وقف الاستيطان، وروسيا مع اميركا تضغط على كوريا الشمالية لوقف نشاطاتها النووية، واميركا تضغط على دول اميركا الجنوبية مثل فنزويلا وكوبا وتحاصرهما اقتصاديا وسياسيا، لانهما لا يسيران في ركبها او يسمعان كلامها.

ولذلك، فإن الضغوطات الحياتية رغم تنوعها وتأثيراتها لا ينبغي ان يجزع الانسان منها، بل تجب مواجهتها ومعالجتها واعتبارها جزءا من أنماط المعيشة وظروف البيئة المختلفة، وتنوع طبائع البشر وحاجاتهم في عالم يدرك الناس انه عالم يتسابق على الريادة والتنافس والقبول والرفض، هذه الضغوطات اذاً تحصيل حاصل ولا يجب ان يُنظر اليها على انها دخيلة على الحياة. المهم ان توجد معادلة متزنة بين مشكلات الحياة والتعامل معها.



د. يعقوب أحمد الشراح

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي