No Script

أخصائيون لـ «الراي»: سلوكيات صحية ونفسية سيدوم أثرها ولن تنتهي بنهاية الجائحة

«كورونا» يغادر... مُخلفاً عادات مجتمعية جديدة

تصغير
تكبير

أكد عدد من الأخصائيين البدنيين والنفسيين والصحيين أن «جائحة (كورونا) ستخلف عادات صحية ونفسية سيدوم أثرها طويلاً ولن تنتهي بنهاية الجائحة»، لافتين إلى أن «قلة الحركة خلال الجائحة من الممكن أن تخلف جيلاً كسولاً مصاباً بالسمنة».

ونصح الأخصائيون الجميع بالاستمرار في بعض العادات حتى بعد الجائحة ومنها «التخلي عن عدد من الطقوس المألوفة، مثل المصافحة والتقبيل والأحضان، والحفاظ على مسافة المتر فأكثر بين الأشخاص، وخاصة مع عودة الحياة الى الوضع الطبيعي، ونشر ثقافة مجتمعية تحض على تعقيم الأيدي وتكرار غسيل اليدين بالماء والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل».

محمد بوعباس: الكسل والخمول... العدو الخفي والوباء المقبل

قال الأستاذ في قسم التربية البدنية بكلية التربية الأساسية عضو الاتحاد الكويتي لكرة القدم الدكتور محمد بوعباس «يعتقد البعض أنه بانتهاء وباء (كوفيد 19)، ستنتهي كل المشكلات الصحية المتعلقة بهذا المرض، وستعود الحياة كما السابق، ولكن من خلال المؤشرات الحالية، وما مررنا به خلال الفترة السابقة والحظر العالمي وقلة الحركة لأغلب أفراد المجتمع من كل الفئات سواء كانوا أطفالا وشبابا ومراهقين وأيضاً كبار السن، فإن هذه الظروف من الممكن أن تنتج لنا جيلاً كسولاً جداً وأيضاً مصاباً بالسمنة».

ولفت إلى أن «أغلب الدراسات الأخيرة والإحصائيات التي كانت تصدر من مستشفيات مختصة بأمراض القلب والشرايين تشير إلى أن الذين يصابون بتلك الأمراض من أصحاب الأوزان الثقيلة، ويعانون من أمراض السمنة كارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين، وهذه الشريحة معروفة ولها مؤشرات واضحة، والعدو معروف، لكن الوباء القادم هو الكسل والخمول، وهذا هو العدو الخفي».

وأضاف: «لذلك يجب وعي المرحلة المقبلة والتصدي لها ومحاربة الوباء بممارسة الرياضة المستمرة على الأقل من 3 إلى 4 مرات أسبوعياً، والمدة لكل وحدة تدريبية 45 دقيقة يومياً، ولتكن رياضة السباحة أو المشي السريع على سبيل المثال، فهما الحل الأسهل والأمثل، بشرط الوصول بشدة النشاط البدني إلى 120 نبضة في الدقيقة فأكثر، وعلى حسب الحالة البدنية والصحية للفرد الممارس، وأن تكون بداية السلوك الرياضي تدريجياً، لكي نستطيع كمجتمع مثقف محاربة ظاهرة الكسل والخمول».

فاطمة بهمن: الجائحة خلفت خسائر... لكن هناك إيجابيات يجب تعزيزها

رأت الدكتورة فاطمة بهمن، الحاصلة على دكتوراه في الطب الجزيئي، أن الجائحة خلفت خسائر لكن ثمة إيجابيات يجب تعزيزها و«مع توافر اللقاح، بدأت تتضح الصورة المرسومة عن الفيروس حيث يمكن التنبؤ بسلوكه مستقبلاً، مما يجعلنا نبدأ بتقبل الأمر الواقع والاعتياد على التعايش مع هذا الفيروس».

وقالت إنه مع العودة التدريجية إلى الحياة «علينا جميعاً إحداث تغيير جذري في نمط حياتنا واستبدال العادات الاجتماعية، للتقليل من فرص انتقال العدوى، في ضوء نشر شعار جديد لم نألفه من قبل عنوانه التباعد».

وأضافت: «أنصح الجميع بالتخلي عن المصافحة والتقبيل والأحضان وحفظ مسافة المتر فأكثر بين الأشخاص، ونشر ثقافة مجتمعية تحض على تعقيم الأيدي وتكرار غسل اليدين بالماء والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل، والاستحمام اليومي بعد العودة من العمل، وارتداء الكمامة في الأماكن العامة».

وأكدت بهمن أن «الجائحة غيّرت نمط حياة المجتمع خلال فترات الحظر الكلي والجزئي، فعلى سبيل المثال أصبح الطهي المنزلي البديل الصحي للوجبات السريعة، ليس فقط من ناحية التوازن الغذائي، ولكن أيضاً لكونه مصدراً آمناً بعيداً عن إمكانية انتقال الفيروس، كما بدأ الناس بالتعود على عدم وضع اليد على الوجه، وتجنب لمس مقابض الأبواب، وعدم استعمال النقود الورقية قدر المستطاع وتفعيل وسائل الدفع الإلكترونية، ونجد أيضاً أن الناس بادرت بممارسة الرياضة، كوسيلة من وسائل الترفيه، فضلاً عن كونها مفيدة لصحة الجسم والعقل».

فاطمة السعدون: تفاقم اضطراب الوسواس القهري

قالت الدكتورة فاطمة السعدون، المتخصصة في علم النفس، إنه «بعد مرور ما يقارب سنتين منذ بداية ظهور وباء كورونا، وبعد عودة الحياة لطبيعتها بشكل تدريجي في جميع البلدان التي عانت العديد من الآثار على مختلف الأصعدة، ولا سيما على الصعيد النفسي، ظهر تخوف علماء النفس من تكرار حدوث الآثار النفسية طويلة الأمد التي طالت البشرية في حالات الطوارئ السابقة، التي انتشرت خلالها اضطرابات ما بعد الصدمة، وزيادة معدلات القلق والاكتئاب، وغيرها من الاضطرابات النفسية التي تستدعي تدخل الرعاية النفسية خاصة للذين كانوا يعانون من مشكلات نفسية قبل حدوث هذه الأزمة الصحية».

وأضافت أن «طبيعة التعايش مع مرض (كوفيد) من خلال الاشتراطات المتمثلة بالتعقيم وغسل الأيدي والاستحمام بشكل مستمر، وتجنب المصافحة وغيرها من إجراءات التباعد الاجتماعي، ربما يؤدي إلى تفاقم اضطراب الوسواس القهري خاصة لدى الأشخاص الذين يملكون استعداداً وراثياً».

واختتمت بالقول «هذه المشكلات تحتاج لدراسات جدية للتغلب عليها سواء للراشدين أو الأطفال الذين يعتبرون من أكبر الشرائح التي تأثرت بالحجر الصحي والعزلة والشعور بالوحدة والخوف من المجهول، ومشاعر الفقد خلال الفترات السابقة. وما نحتاجه خلال الفترة المقبلة هو الهدوء النفسي والمرونة النفسية والتفاؤل والصلابة النفسية لكي نستطيع المرور من هذه الأزمة بأقل الخسائر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي