No Script

فلسفة قلم

كف ودفوف والطقاقة الكويتية

تصغير
تكبير

أخبرت أحد أصدقائي أنني أنوي كتابة مقال عن مشهد الجن في مسلسل كف ودفوف، رد عليّ من صجك وما تخاف؟... قلت له لا تحاتي الجني لو بيفكر ينتقم راح يروح للفنانة المبدعة هدى حسين قبل أن يأتيني...

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو كم التصديق الذي فاجأني لقصة طقاقة كويتية، المماثلة تقريباً لقصة مسلسل كف ودفوف والتي اعتزلت بعد إحياء آخر حفل لها لقبيلة من الجن، وحتى نكون منصفين، المسلسل من حيث القصة والحوار والتمثيل إبداعي ويشد المشاهد من أول حلقة، ولا مانع للكبار فقط من الغوص في أعماق هذا العمل الدرامي الرائع، ولكن الممنوع هو التصديق بأن القصة حقيقية، لأن الكاتب أصلاً لم يؤكد أنها قصة حقيقية.

أن نصدق ونحن في عام 2021، أن أحداً يحيي حفل زواج لقبيلة من الجن، ويرقصون دون توقف، وهو يشاهدهم ولم ينتبه إلا من خلال أقدامهم وأياديهم التي غطاها الشعر، وأصواتهم التي تحولت إلى أصوات جان، فهذا الأمر يحتاج إلى وقفة، صحيح أن عالم الجن لا يمكن إنكاره ومذكور في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس كما كان يروج لنا في زمن الصحوة الإسلامية، ولا كما يعرض حالياً في المسلسل.

على كل حال، فكرة وجود الجن وتلبسهم للإنسان والتأثير على أفعاله وزواج الجني من الإنسية، هي أفكار خلافية موجودة بكثرة في ثقافتنا الإسلامية وتكاد تكون شبه معدومة في الثقافات الغربية، ولن أفصّل كثيراً في هذا العالم الخفي لكثرة الاختلاف فيه ولأن طبيعة المقال لا تسمح، والآيات القرآنية التي ذكر فيها الجن كثيرة، وأشبعت شرحاً وتفسيراً، ولكن ما أريد قوله وفق قناعتي الشخصية أنني أميل بشدة إلى الرأي الشرعي الذي يؤكد أن الإنسان لم ولن يشاهد جني لقوله تعالى «إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم». سورة الأعراف، وهذا الأمر يستثنى منه الرسل والأنبياء، كما أن مسألة التلبس لم ترد في القرآن الكريم وإنما ما ورد هي كلمة المس وهناك فرق كبير بينهما.

صدقوني، أقصى ما قد يتجرأ الجني أن يضركم به هي الوسوسة، فلا تسمحوا له بأن يوسوس لكم ويجعلكم تتوهمون وتصدقون ليلة عرس الجنون، وعلى المدعي في مسائل الغيبيات تقديم الدليل، أما نحن فلا يمكننا إلا الإنكار، شكراً على القراءة ومشاهدة ممتعة لمسلسل القديرة هدى حسين.

@hamadaljedei

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي