No Script

الملك فيصل سقط شهيداً بين يديه... و«الثعلب» خطفه مع وزراء «أوبك»

رحيل الكاظمي... الوزير الشاهد والرهينة

تصغير
تكبير

- «أبوهاشم» عن لحظة الاغتيال:
- شيء لا يُصدّقه عقل إذ ترى أمامك ذلك الملك المهيب يسقط شهيداً على الأرض
- تصرفي الهادئ لعدم استيعابي ما جرى إذ كانت الصدمة أكبر من التصوّر
- ما قاله عن «الثعلب» كارلوس:
- كان يتكلّم العربية... وسيماً وملابسه فاخرة وصنّف الكويت بين الأصدقاء
- زار الكويت مرتين وشكا من أسعار المشروبات في السوق السوداء

نادراً ما يُقدّر لسياسي، أن يُعايش حدثاً جللاً كاغتيال ملك أمام ناظريه، فكيف إذا كان شاهداً على لحظة كتلك، وأن يكون هو نفسه ضمن رهائن أكبر عملية اختطاف إرهابية لوزراء المنظمة الأكثر ثراء في العالم... التاريخ سجّل لوزير النفط الأسبق عبدالمطلب الكاظمي أنه كان الشاهد والرهينة.

بعد رحلة مليئة بالأحداث التاريخية، توفي «أبوهاشم» عميد عائلة الكاظمي، الذي كان شاهداً على اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز، حيث كان أمام الملك للسلام عليه، هاماً بتقبيله، لحظة إطلاق النار، حيث ظنّ أن صوت إطلاق النار، ما هو إلّا صوت فلاش الكاميرا، لتوثيق لحظة السلام، إلّا أن الملك فيصل خرّ ساقطاً بين يدي الفقيد الكاظمي، الذي لم يستوعب فظاعة المأساة إلّا بعد حين.

ووصف الفقيد الكاظمي لحظة اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز في لقاء سابق، قائلاً «نعم كنت موجوداً لحظة الحادث الكبير، وما دار في تلك اللحظة شيء لا يُصدّقه العقل، اذ ترى أمامك ذلك الملك المهيب، وهو يسقط شهيداً على الأرض، ولعل تصرفي الهادئ حينذاك، يرجع الى عدم استيعابي لما جرى أمامي، اذ كانت الصدمة أكبر من التصوّر».

كما أن أول اجتماع حضره الكاظمي لوزراء دول الأوبك في فيينا، انتهى بأكبر عملية اختطاف شملت جميع وزراء نفط المنظمة على يد الإرهابي العالمي كارلوس الملقب «بالثعلب».

ففي لحظة تاريخية فارقة عاشها الفقيد الكاظمي، شهدت مدينة فيينا في شتاء العام 1975 أكبر عملية اختطاف، عندما اقتحم الثعلب كارلوس قاعة اجتماعات وزراء النفط، وكان من بينهم الكاظمي وقام باختطافهم لمدة 46 ساعة، وصفها الفقيد بالتجربة الرهيبة، إلّا أنها انتهت بسلام، ليتلقى بعدها الفقيد اتصالاً من المغفور له الشيخ صباح الأحمد الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك، ويخبره أن هناك طائرة خاصة قادمة إلى الجزائر، لنقل الوفد إلى الكويت.

وفي خضم عملية الاختطاف، تحدث الفقيد الكاظمي مع الخاطف كارلوس. وقال عن تلك الحادثة الشهيرة «سألني كارلوس عن نفسي قلت له (وزير النفط الكويتي). فقال: الكويت 50 في المئة أعداء، غير أنه بعد برهة من التفكير طلب مني الجلوس مع مجموعة الأصدقاء».

وقال الفقيد الكاظمي عن كارلوس «كان يتكلّم العربية بالإضافة الى اللغات الأخرى التي يجيدها، وما لفت نظري انه كان وسيما وملابسه فاخرة، وذكر أنه زار الكويت مرتين، ولاحظ ارتفاع أسعار المشروبات الروحية في السوق السوداء في الكويت».

لم تقف الأحداث الجسام في حياة الراحل الكاظمي، الذي كان نائباً في مجلس الأمة ووزير النفط في وزارتي (1975/ 1976)، إذ اندلع حريق ضخم في واحد من أكبر حقول النفط في الكويت، بعد أسبوع من تسلّمه حقيبة النفط.

ونعى النائب عدنان عبدالصمد الفقيد، وقال «عزاؤنا لآل الكاظمي الكرام بوفاة المرحوم عبدالمطلب الكاظمي، بعد عمر قضاه في خدمة الكويت وأهلها، سائلين الله تعالى أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يلهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان».

كما أبّن النائب السابق صالح عاشور، الفقيد الكاظمي قائلاً «الله يرحمك ياعم بوهاشم نعم الرجل، خدمت بلدك وأهل الديرة وتركت سمعة طيبة كلها وفاء وتواصل وخدمة الناس».

«الراي» التي آلمها المُصاب تتقدّم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد، سائلين الله تعالى أن يُسكنه فسيح جناته.

محطات في مسيرة الفقيد

• أول وزير للنفط بعد انفصالها عن «المالية».

• استكمل تأميم بعض الشركات التابعة.

• مؤسس أول إدارة لتسويق النفط.

• عضو لجنة نزع الملكية للمنفعة العامة.

• مدير الميزانية العامة في وزارة المالية والنفط.

• عضو مؤسس لشركة النقل البري الكويتية.

• عضو مؤسس لشركة الكويت والخليج لصناعة السجاد.

• رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للتأمين وإعادة التأمين.

• في سنواته الأخيرة، كاتب مقال في الزميلة «النهار».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي