تركي العازمي / سمو الرئيس ... مبروك نيل الثقة

تصغير
تكبير
يوم 16 ديسمبر 2009 تجددت الثقة بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بعد حال فريدة طوت بين صفحاتها الديموقراطية العبر الكثيرة التي نتمنى الاستفادة منها.

وقبل أن نطوي الصفحة من جهتنا كمراقبين محايدين، نود أن نبارك لسموه نيل الثقة ونشكر النائب الدكتور فيصل المسلم وجميع النواب على ما قدموه، وهذه الديموقراطية التي ارتضيناها، ولا نحيد عن جادتها التي رسم خطوطها المشرع الكويتي واختلف على نمط أسلوب استخدامها الجيل الحاضر... والاختلاف لا يفسد للود قضية، ولكن نود أن يعي البعض الجوانب السلوكية التي قد تؤثر في نفسية البعض، خصوصاً تلك التي تسبق الاستخدام الفعلي للمواد الدستورية.

نعم نختلف والكل له الحق في إبداء رأيه، ولكننا الآن أمام استجواب طويت صفحته دستورياً، ويحتّم علينا الواجب تقديم النصح... وبعد نيل الثقة نود من سمو الرئيس أن يركز على الآتي:

- معالجة القصور في الجوانب الإدارية التي تطرق لها الاستجواب بشكل يتم فيه تزويد أعضاء المجلس بالمستجدات، وهذا التوجه يبرز جانب الجدية من سموه في معالجة تلك الجوانب ويكرس مبدأ الشفافية الذي يدفع نحوه الجميع.

- البدء في تطبيق الإدارة الاستراتيجية التي تربط تنفيذ المشاريع الحكومية بين الوزارات من خلال مكاتب استراتيجية متصلة بمكتب رئيس مجلس الوزراء ويخضع لإشرافه مباشرة، وهذا النهج يعتمد على التقارير الدورية التي تبين مراحل تنفيذ الخطة الحكومية وتساعد في حل العقبات كلها التي تواجهها قبل أن تصبح مشكلة قد تساهم في بسط حال من الاحتقان بين السلطتين، وهذا أمر غير مرغوب فيه.

- البدء فوراً في توفير قاعدة استشارية تشكل بطانة صالحة له معنية في اختبار القيادات التنفيذية التي قد يكون لسلوكها السلبي في الوصول إلى خانة الاستجوابات، ويُفترض أن يكون الجهاز الاستشاري من بيوت استشارية محايدة، كل حسب تخصصه.

- تفعيل القانون والقضاء على الواسطة والفساد الإداري بحيث يتم إنشاء جهاز فعال لمكافحة آفة الفساد يمنح الحوافز والامان لكل من يبلغ عن حالة فساد هو أو هي شاهدة عليها.

- الأخذ بالمعطيات في جوانب ثبت الفشل فيها مثل مستوى التعليم، الخدمات الصحية والجانب الرقابي على الجهاز التنفيذي وغيرها بشكل تتم الاستعانة فيه بالبيوت الاستشارية العالمية.

هذا بشكل موجز، ونحن نعلم أن سموه حريص على مساعدة الحالات الإنسانية وبعضها نعرفها حق المعرفة، ولم يقصر في مد يد العون لها، ونتمنى أن تتم معالجة الأمور من خلال روح فريق عمل واحد بين السلطتين، فمن غير توافر هذه الروح تصبح الإنتاجية صعبة المنال.

نسوق هذا، ونحن نقف وقفة المحايد الذي يخشى أن يزل لسانه، وإننا ندعو المولى عز شأنه أن يعينه ويعين اخوانه النواب على تجاوز هذه المرحلة، لنلامس ملامح الإنتاجية على أرض الواقع... والله المستعان.





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي