«سهل»... التحول الأصعب

... وكأنها لحظة نفض الغبار والنهوض بعد معركة لم تستنزف الطاقات فحسب، وإنما غيرت في أنماط التفكير، معركة لا يوجد بها فائز وخاسر، غير أن الرابح الحقيقي هو من يستطيع تجاوزها وقراءة ما بعدها.

العودة إلى الحياة الطبيعية آخر ما نتمنى، فما نحن بحاجته اليوم هو عبور المرحلة والقفز إلى حياة جديدة، حياة رقمية نشرك بها الذكاء الاصطناعي في خططنا التنموية وحياتنا اليومية وهو التحول الذي ظهرت حاجته الملحة في الأيام التي عشناها مع (كوفيد-19) ومشتقاته من الفيروسات.

كويت اليوم... عهد جديد

منذ يوم

الإسلام لم ينتشر بالسيف؟

منذ يوم

وقف سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد على مسرح مركز جابر الأحمد الثقافي، وقال إن مركب الحكومة لا يتسع للمقصّرين، وتعهّد بمكافحة الفساد وحماية مكتسبات الدولة وأفصح عن نية الحكومة في التنمية والإصلاح، ورغم أن ما قاله مكرّر إلا أنني متفائل وما دعاني للتفاؤل هي عبارة الكويت ما بعد الجائحة، فقد كانت عبارة عن رسالة بأننا نقف في المكان الصحيح لبدء عملية الانطلاق الأول.

من أكثر العبارات التي تم ترديدها عالمياً منذ بداية جائحة كورونا هي «أن العالم بعدها ليس كما هو قبلها»، والمطمئن والداعي للتفاؤل ليس أننا مدركون لذلك وإنما لأننا فعلياً بدأنا هذه المرحلة الجديدة والصعبة بتطبيق «سهل» الذي يجسّد باكورة الحكومة الرقمية، ورغم سهولة اللفظ وبساطة الاسم الا أنه يحمل ما بين حروفه صعوبات جمة لعلّ تذليلها يكمن في حماس وإصرار سمو رئيس الوزراء المتمكن والذي بدا مدركاً لكل كلمة ارتجل بها على المسرح ولم يقرأ خطاباً تقليدياً غير معروف من أعده وكتبه.

بالأمس خرج مئات السجناء وعادوا إلى منازلهم مرتدين سواراً إلكترونياً ليتموا فترة سجنهم في منازلهم تحت المراقبة والمتابعة من المؤسسات الإصلاحية، ولذلك يجب أن نتفاءل لأننا نعيش مرحلة جديدة، مرحلة صفّرت فيها عدادات التنمية وأُعيد تشكيل خططها في جميع دول العالم، مرحلة التحول إلى عالم الرقمية الخوارزمي، ولابد أن يكون لنا مكان فيه.

وأخيراً يجب ألا نغفل عن أساس التحول الرقمي وهو التعليم، فالمطلوب من وزارة التربية اليوم تطوير مناهج الحاسب الآلي أو إلغاء المادة من الأساس ووضع منهج يواكب عالم الرقمية، منهج يفتح الآفاق إلى إبداع تكنولوجي جديد يدفع بنا إلى علم الذكاء الاصطناعي الذي سيحكم العالم.